ولن تكون الانتخابات الامريكية قائمة على المنافسة بقدر ما هي استفتاء يرى فيه الامريكيون فيه بانه الخيار الاقل سوءاً، وعلى الرغم انه لاتزال هناك عدة أشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات، الا ان حظوظهما لن تكون قوية جداً، وستكون انتخابات استفتائية ليس الا، خصوصاً مع المشاكل...

تتميز الانتخابات الامريكية بمفاجأة من العيار الثقيل، إذ انها اتت بالمرشح الجمهوري "دونالد ترامب" والذي يعد شخصية جدلية بامتياز، وأجبر الكثير من الشخصيات السياسية في داخل حزبه على التخلي عنه بسبب تصريحاته غير المألوفة إذ انه قدم من خارج المؤسسة السياسية الامريكية، فالمرشح "ترامب" لم يشغل منصباً تنفيذياً او تشريعياً أو قضائياً، ولمع أسمه كأحد تجار العقارات في نيويورك، وتشكل هذه المفارقة سابقة في التاريخ الامريكي لكسر الاعراف والتقاليد السياسية الامريكية.

منذ بدء المناظرة بين المرشحين الابرز لرئاسة الولايات المتحدة "دونالد ترامب"و"جو بايدن" والمنافسة تحتدم بينهما، حيث بدت حظوظ بايدن غير مقنعة للجمهور الذي ينتظر أن يدخل البيت الابيض رئيس يلبي طموحاتهم ويحسن من مستواهم المعيشي، والملاحظ ان حملة المرشحين كانت جيدة وتقترب من الفوز كثيرا ولكن ما حصل من اعتداء على حملة المرشح ترامب غيرت مجرى التنافس، وجعلت حظوظ بايدن تتراجع خصوصاً وأن خطاب الاخير أثناء حملته الدعائية اتسمت بالعدائية والتحريض على ترامب، لذلك وفي اعقاب محاولة الاغتيال قد نشهد ارتفاعاً في شعبية ترامب، خاصة بين الناخبين المترددين الذين ربما يتأثرون بهذه الاحداث الدرامية.

ان تصدير دونالد ترامب كمرشح يدعو الى تطبيق النظام والقانون امام هذه الخروقات في الدعاية الانتخابية وهو ضحية هذا التجاوز على القانون بمحاولة الاغتيال، لذلك من يتأثر بالدراما السياسية اعتقد فإنه بالتأكيد سينتخب "ترامب" وهو بذلك سلك أقصر الطرق نحو البيت الابيض، وحظي "ترامب" مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية بموجة من التعاطف الداخلية والخارجية بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، حيث أثارت هذه الحادثة تساؤلات حول الاخفاق الامني في أمريكا وعدم قدرة الاجهزة الامنية على حماية مواطنيها.

 في الخامس من تشرين الثاني القادم سينتخب الاميركيون رئيسهم المقبل، وكلا المرشحين لا يحظيان بشعبية كافية ولن تكون الانتخابات الامريكية قائمة على المنافسة بقدر ما هي استفتاء يرى فيه الامريكيون فيه بانه الخيار الاقل سوءاً، وعلى الرغم انه لاتزال هناك عدة أشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات، الا ان حظوظهما لن تكون قوية جداً، وستكون انتخابات استفتائية ليس الا، خصوصاً مع المشاكل التي جرت في عهد بايدن كالحرب في اوكرانيا والذي تعهد بإنهائها ولم ينهيها وحرب غزة التي هي الاخرى لم تنتهي الى يومنا هذا، بالمقابل فان ترامب هو الآخر لا يمتلك حظوظاً كبيرة خصوصاً وانه متهم بقيادة انصاره بالهجوم المسلح على مبنى الكونغرس الامريكي.

التأثيرات السياسية للانتخابات الامريكية على الخارج ربما لن تتغير كثيراً، خصوصاً على الملفات الخارجية كملف اوكرانيا او الصين وروسيا وكوريا وغيرها من دول الممانعة، وحتى الشرق الاوسط الغارق في المشاكل والصراعات فانه لن يكون متأثراً لان فوز ترامب لا يمثل شيئاً جديداً خصوصاً وأن له تجربة سيئة مع الشرق الاوسط واغتيال قيادات عسكرية مهمة في الشرق الاوسط، لذلك لن يتغير شيئاً على المدى القريب وتبقى السياسات الامريكية واحدة، اما بالنسبة للشرق الاوسط فلن يتغير شيء وذلك وفق مبدأ "المبلل ما يخاف من المطر".

اضف تعليق