قادة مهزومون سياسياً بعد فشلهم في انتخابات البرلمان الأوروبي وغيرها. فالرئيس ماكرون فشلَ اوروبياً، ولم يتصدر في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، كذلك الحال في المانيا وفي بريطانيا، وقد يعزّز الخطر المحدق بمستقبل او بفاعلية منظمة الناتو نجاح الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة ترامب بالفوز والعودة إلى كرسي الرئاسة الأمريكية...
أفتتحها الرئيس بايدن (الرجل المريض) في تموز 2024 بواشنطن، وأُختتمت أعمالها في الشهر نفسه، وكانت قمة مرور 75 عاما على تأسيس منظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) .شاءت الأقدار ان تمّرُ الذكرى التأسيسية و ظروف المنظمة ودولها كما وصفناها في العنوان: قمة رئيس مريض وقادة مهزومين سياسياً ساهموا في دعم كيان محتل في ارتكابه جرائم حرب وابادة وضّد الانسانية في غزّة، كما شهدها الواقع والرأي العام الدولي وسيذكرها التاريخ .
قادة مهزومون سياسياً بعد فشلهم في انتخابات البرلمان الأوروبي وغيرها. فالرئيس ماكرون فشلَ اوروبياً، ولم يتصدر في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، كذلك الحال في المانيا وفي بريطانيا، وقد يعزّز الخطر المحدق بمستقبل او بفاعلية منظمة الناتو نجاح الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة ترامب بالفوز والعودة إلى كرسي الرئاسة الأمريكية، وهو الذي سعى ويسعى إلى تقليص دور الناتو .
قمّة عناوينها الأساسية ثلاثة اهداف لم ولن تتحققْ: الدفاع عن أوكرانيا، الردع والدفاع، وتحقيق الامن الدولي .
يوما بعد يوم، يتقدّم الجيش الروسي ويتوغل ويسيطر على مناطق واراض في أوكرانيا، وتفشل دول الناتو في الدفاع عن أُوكرانيا، وذلك بالرغم من حجم الدعم العسكري الذي قدمته دول الناتو وما تزال لأوكرانيا، ويبلغ مقدار 40 مليار دولار سنوياً، ومنذ اندلاع الحرب في شباط عام 2022، وحسب تصريح الامين العام للحلف للصحفيين خلال التغطيات الإعلامية للقمّة.
روسيا لم تتأخر عن مشاركتها في قمة الناتو، ولكن بطريقتها الخاصة، حيث وفي افتتاحية القمة، أمطرت كييف بوابل من الصواريخ، أدت إلى مقتل العشرات. ارادت روسيا توجيه رسالة إلى قادة الناتو، والذين ادرجوا في مقدمة جدول أعمال القمة تعّهد دول الناتو بدعم عسكري كبير وطويل الأمد لأوكرانيا من اجل الدفاع عن سيادتها، مثلما صرّحوا .
لم تنجح دول الناتو في تثبيت قاعدة الردع .
هل ما تزال قاعدة الردع العسكري، التي تبنّتها الدول واحتمت خلفها فاعلة في الوقت الحاضر؟ ها هي روسيا ضمّت القرم في آذار عام 2014، وشّنت حربا على أوكرانيا عام 2022 .
ها همُ الحوثيون، وفي اطار دعمهم لغزّة، ينجحون في استهداف السفن والبواخر المُبحرة إلى الكيان المحتل، لم تردعهم لا امريكا ولا دول الناتو .
وها هي إسرائيل، وفي مواجهة مقاتلي حزب الله جنوب لبنان، تتردّد في شّنْ حرب، لأنَّ عدوها يمتلك أيضاً قوّة الردع، أصبحَ مبدأ الردع لدول الناتو سياسيا وليس عسكريا، و فائدته هو تعزيز ميزانية الحلف، لإلزام دول الحلف بمشاركة مالية سنوية قدرها 2 ونصف بالمائة من الانتاج القومي لكل دولة، وتصنّف هذه المساهمة تحت باب ”الردع والدفاع ” .
أمّا عن الهدف الثالث لقمّة الناتو وهو تحقيق الامن العالمي، فهو بالحقيقة أكذوبة قرون وليس ”كذبة نيسان”. منذ تأسيس حلف الناتو عام 1949، والذي تزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع تأسيس التجمعًات والاتفاقات الاممية و القانونية والدولية، ونحن نسمع ونقرأ عزم امريكا ودول الغرب والعالم على سعيها الدؤوب للحفاظ على الامن والسلم العالميين او تحقيقهما، ولكن لا أمن ولا سلمْ حلاّ في العالم، الذي شهد حروبا واحتلالا وقمعا وظلما، وما يزال .
ومن المؤسف ان نسمع الامين العام لحلف الناتو، في مؤمره الصحفي ليوم الاثنين (يوم واحد قبل انعقاد القمة في واشنطن) وهو يقول ”اتّباع الناتو لنهج 360 درجة نحو الامن العالمي”، ويقول أيضاً ”على الرغم من ان الناتو لايريد ان يصبح شرطياً عالمياً، فإنَّ مفهوم الامن اصبح عالمياً اكثر فأكثر”. يقولها في الوقت الذي تدعم فيه امريكا ودول الناتو حرب ابادة ترتكبها اسرائيل ضد شعب بالكامل .
وتحت ذريعة سعي الحلف لنشر الامن، وجّه الامين العام للحلف دعوته إلى قادة استراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزلندا للمشاركة في القمة، قائلا: ”وهذا دليل على ان أمننا ليس إقليمياً بل عالمي" .
مثلما أخذت روسيا دورها في المشاركة في افتتاحية القمة، وبطريقتها، كما ذكرنا أعلاه، كذلك الصين لم تتأخر، هي الأخرى عن المشاركة، حيث سارعت بكين إلى ادانة تصريحات الامين العام لحلف الناتو، ووصفتها بأنها ”افتراء”، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية: ”ما يسمى بأمن الناتو هو على حساب أمن الدول الأخرى، و يدعي الناتو انه منظمة امنية اقليمية، فيما يواصل توسيع قواته خارج حدوده …” .ما يعزّز ”اكذوبة أمن العالم”، والذي يدرج حلف الناتو الامن هدفاً استراتيجياً، هو تطبيق ”ازدواجية المعايير” . فالحلف مستقتل في دعم أوكرانيا ”للدفاع عن نفسها ضد المحتل الروسي”، ولكن الحلف مستقتل لدعم كيان محتل و متمرد على القوانين و الشرعية الدولية، ومجرم حرب، بحق شعب مُحتَلْ و مقاوم ويطالب بحقوقه ! أليس في هذه المواقف ”ازدواجية معايير”؟
سؤال إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي صّرّح يوم امس، وعلى هامش حضوره ومشاركته قمة الناتو، برفضه اتهام دول الغرب بازدواجية المعايير تجاه أوكرانيا وتجاه غزّة، وقال بقدر اهتمامنا بأوكرانيا، مهتمون ايضاً بالأوضاع في غزّة .
كلام الرئيس الفرنسي صحيح جداً، ولكن اهتمام “يفرق” عن اهتمام .
اضف تعليق