محمد شياع السوداني اول رئيس وزراء يقترب من مواعيد الدوام الرسمي في وزارات الدولة، حيث وجه يوم السبت الموافق 22-6-2024، بتقليص ساعات الدوام الرسمي في عموم العراق، مراعاةً لظروف ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصًا أوقات الذروة، وذلك بهدف تخفيف الأعباء على المواطنين عمومًا والموظفين خصوصًا وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية...

محمد شياع السوداني اول رئيس وزراء يقترب من مواعيد الدوام الرسمي في وزارات الدولة، حيث وجه يوم السبت الموافق 22-6-2024، بتقليص ساعات الدوام الرسمي في عموم العراق، مراعاةً لظروف ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصًا أوقات الذروة، وذلك بهدف تخفيف الأعباء على المواطنين عمومًا والموظفين خصوصًا وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.

غاية تقليص ساعات الدوام في المؤسسات الحكومية تأتي من بين الإجراءات الرسمية وسعي الحكومة لإرضاء مواطنيها، وهي في المجمل من الغايات النبيلة والجهود التي يجب ان تشكر عليها، كونها لم تهمل الصعوبات التي تواجه المواطن وعلى وجه التحديد الموظف.

وقبل الخوض في تفاصيل وحيثيات القرار لابد من الوقوف عند محطة مهمة من محطات عمل الحكومة الحالية، اذ وجهت في مدة تجاوزت الشهرين بتغير أوقات الدوام للتخلص من الازدحامات المرورية التي تشهدها العاصمة بغداد خلال أوقات الذروة الخاصة بالدوام الرسمي.

وقد نلتمس العذر لهذه الحكومة عندما اتجهت بهذا الاتجاه لتخفيف الازدحامات، وفي الوقت ذاته تضع امام عينها مهمة انجاز المجسرات المتعددة في مناطق متعددة وحيوية من بغداد، لذلك ترى ان المدة الزمنية الموضوعة ربما تكون كفيلة بانقضاء الازمة.

لكن لدينا بعض الملاحظات على القرار الأخير المتعلق بتقديم وقت الدوام الرسمي ساعة وتقليص الدوام ساعة لينتهي في الساعة الواحدة ظهرا.

من الملاحظات المتعلقة بقرار السوداني، انه لم يراع الارتباطات الإقليمية للعراق، وكأنه يعيش حالة من الانزواء والانعزال عن العالم المحيط، ومن المؤكد ان بعض المؤسسات الحكومية لديها ارتباطات بالتوقيتات مع المؤسسات الدولية الأخرى، كالمطارات على سبيل المثال، فهي مرتبطة مع نظام التوقيت العالمي، وربما تقديم الدوام وتقليصه غير مجدي ولا يقدم أي خدمة للموظفين والمواطنين.

ومن الملاحظات الأخرى ان القرار اتُخذ وكأنه لإنقاذ للموظفين من الحالة السيئة التي يعيشونها خلال ارتفاع درجات الحرارة الى ما يقرب من ال 50 درجة مئوية نصف درجة الغليان.

بينما اغلب المؤسسات الحكومية تفتقر الى الكثير من مقومات الراحة بالنسبة للموظف، فماهي الفائدة من مجيء الموظف في الساعة السابعة وبعد ساعتين يبدأ التذمر بالارتفاع مع ارتفاع درجات الحرارة؛ نظرا لخلو المكان من جهاز تبريد، يكيف الأجواء ويجعلها ملائمة للعمل وخدمة المواطنين؟

كان الاجدر برئيس الحكومة ان يخوّل لجان وشخصيات منصفة وصادقة وحريصة على خدمة الموظفين، لمعرفة احتياجات الدوائر بما يجعلها بيئة نموذجية لا يشعر الموظف بالملل والانزعاج اثناء أوقات العمل، وهنا يكون الموظف ليس بحاجة الى التقديم او التقليص.

فإذا كان تقديم ساعات الدوام من الحلول الحكومية الناجحة، فلماذا لا يتم اعتماده من قبل الدول الجارة الأكثر حرارة؟

بعد ذلك ستوفر هذه الدول على نفسها تكاليف أجهزة التكييف وما يلحقها من تبعات صيانة واستبدال مستمرة، وبذلك يكون العراق صاحب الريادة في فكرة التخلص من الآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة.

القول الأخير لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ان تقديم ساعات الدوام وتقليصها، سيؤثر وعلى المدى القريب على إنتاجية الموظف المعتاد على بدء العمل بساعة معينة وانهاءه بساعة أخرى، وهنا تكون مثل هذه الحلول مجرد تكوين رأي عام وظيفي داخل المؤسسات الحكومية وحرف انظار الموظفين عن المشاكل الأساسية التي تعاني منها معظم الدوائر الحكومية.

اضف تعليق