ان العراق لا يقف في اول السلم، وانما ربما تحت منتصفه بقليل. فالعناصر الاولية لتكون او تكوين الدول موجودة. ونحن في دعوتنا الى الدولة الحضارية الحديثة في العراق لا ننطلق من الصفر، انما ندعو الى اعادة تأهيل هذه العناصر لجعل العراق دولة حضارية حديثة...

قرأت في كتاب الدولة للعالم الفرنسي جورج بوردو ان نشوء الدول مرتبط بمجموعة من العوامل التي تتراكم وتحفز المجموعات الاجتماعية على تشكيل دولة.(ص ٥٢ من الترجمة العربية، ١٩٨٥)

وبتصوري، أذا أردنا ان نعرف كيفية نشوء الدول لاول مرة، فعلينا ان ندرس هذه الظاهرة في وادي الرافدين اولا بدل الخوض في نظريات نشوء الدول التي تذكرها كتب العلوم السياسية دون ان تربط ذلك بنشوء الدول في وادي الرافدين.

وقد سألت الذكاء الاصطناعي عن هذه العوامل وخاصة فيما يتعلق بوادي الرافدين، الذي شهد ولادة أولى دول المدن في التاريخ، فاجابني بما يلي:

تشتمل هذه العوامل على:

1. الزراعة المستقرة: تطور الزراعة والري أديا إلى إنتاج فائض غذائي، مما سمح للناس بالاستقرار في مكان واحد ونشوء القرى والمدن. (وهذا صحيح، فقد اكتشف الانسان القديم الزراعة اولا، ومن ثم بدأت دول المدن بالظهور)

2. زيادة السكان: النمو السكاني في المناطق الزراعية أدى إلى الحاجة إلى تنظيم وإدارة الموارد بشكل أكثر فعالية، مما ساعد في تشكيل هياكل حكومية.

3. التنظيم الاجتماعي: تعقد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية دفع إلى تبني أنظمة اجتماعية وهياكل حكمية لتنظيم العمل والتفاعل بين الأفراد والجماعات.

4. تطور الكتابة: الكتابة ساعدت في إدارة الموارد، تسجيل الأحداث، وصياغة القوانين، مما أسهم في تعزيز السلطة المركزية.

5. التجارة: تطور التجارة بين المدن والمناطق المختلفة خلق الحاجة إلى قوانين وتنظيمات تجارية، مما دفع باتجاه تشكيل دولة مركزية تنظم هذه الأنشطة.

6. الدين والثقافة: الدين شكل عاملاً موحدًا وساهم في تعزيز السلطة المركزية من خلال تقديم نماذج مشتركة للتفسير والقيم الثقافية.

7. الأمن والاستقرار: الحاجة إلى حماية المجتمعات من الأخطار الخارجية والداخلية أدت إلى تطوير جيوش وأنظمة دفاعية، مما أسهم في تركيز السلطة بيد الدولة.

هذه العوامل تفاعلت معًا بشكل تدريجي لتؤدي إلى نشوء الدول في وادي الرافدين، مع أولى دول المدن مثل سومر، أكاد، وبابل، التي أصبحت نموذجًا للدولة المركزية المتحضرة.

واذا طبقنا هذه الشروط او العوامل على الحالة العراقية فسوف نجد ان العراق لا يقف في اول السلم، وانما ربما تحت منتصفه بقليل. فالعناصر الاولية لتكون او تكوين الدول موجودة. ونحن في دعوتنا الى الدولة الحضارية الحديثة في العراق لا ننطلق من الصفر، انما ندعو الى اعادة تأهيل هذه العناصر لجعل العراق دولة حضارية حديثة.


اضف تعليق