q

قبل ايام... اعلن نائب وزير الخارجية الايراني، "حسين امير عبداللهيان"، عزم بلادة تعزيز وجود مستشاريها العسكريين في سوريا لمساعدة حليفها بسوريا "في حربه ضد الارهاب"، بحسب موقع التلفزيون الرسمي الايراني.

في لبنان... تحدث الامين العام لحزب الله، "حسن نصر الله"، عن رجال المقاومة، مؤكدا ان حضورهم اليوم في الميدان "يجب ان يكونوا اكثر من اي زمن مضى نوعا وعدة وعديدا لأننا في معركة ومرحلة فاصلة وحاسمة".

ومع ان ايران ساعدت النظام اقتصاديا وعسكريا منذ اندلاع الحرب الاهلية، فضلا عن دخول حزب الله بشكل مباشر وصريح قبل اكثر من عامين... الا ان تجديد التأكيد على (المعركة الفاصلة) و(الحرب ضد الارهاب) والوقوف خلف النظام لمنع انهيارة، قد يعطي بعدا اخر لهذه التصريحات والاستعدادات.

خصوصا وانها جاءت تزامنا مع تحول الدور الروسي الى الدعم العسكري المباشر والتواجد على الارض السورية ومشاركتها في القتال، بل والذهاب الى ابعد من ذلك عبر تشكيل (تحالف رباعي) ضم، بالاضافة اليها، كل من ايران وسوريا والعراق، كواجهة تقابل (التحالف الدولي)، الذي شكلته الولايات المتحدة الامريكية، وضم ابرز الوجوه الاوربية (فرنسا وبريطانيا)، والخليجية (السعودية وقطر والامارات).

فقد يكون هذا النشاط وجه من اوجه:

- الانتقال الى المرحلة الثانية في الحرب ضد (الارهاب) او (تقوية النظام) او (المعارضة)، كلا بحسب قناعاته في تسمية التدخل العسكري او الجهة المضادة له... المهم ان روسيا وحلفائها يستعدون للانتقال الى مرحلة عسكرية ثانية قريبا يمكن ان تحرج الطرف الاخر... وبالاخص الطرف الداعم لاسقاط نظام الاسد.

- الاشارة بتسريع (الحل السياسي) بعد ان فقد بريقة في جنيف بنسخته الاولى والثانية، وتحول الى سوق لبيع وشراء المواقف، ويبدو ان دخول اطراف دولية كبيرة في الازمة الروسية، قد سلب المبادرة الخليجية او غيرها من ادارة الصراع على طريقتها، او فرض الحلول من خلال دعم الجماعات المسلحة او الضغط على الحلفاء.

- التوافق بين الاطراف الرئيسية، فالحرب الاهلية في سوريا، كانت عبارة عن صراع بين اكثر من جهة وواجهة، لكن مع دخول روسيا الحرب، ودعمها للحلفاء في سوريا، اصبح هناك روسيا والولايات المتحدة الامريكية... طبعا هذا لا يعني (المواجهة) بين الطرفين بقدر ما يعني (التفاهم) على مخرج يمكن ان يتم بتنسيق عال فيما بينهما بعيدا عن الضوضاء التي يتسبب بها الاخرون.

عبر، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية لعام 2016، "دونالد ترامب" عن وجه نظره بما قامت به روسيا في سوريا بالقول أن "قيام بوتين بمهاجمة كل من داعش وجبهة النصرة ومساعدة قوات بشار الأسد لتحقيق مكاسب على الأرض، لا يتعارض في حد ذاته مع مصالح الولايات المتحدة في سوريا"... وهي الحقيقة التي يجب ان يعيها الجميع، سيما وان (استراتيجية) الولايات المتحدة الامريكية في زمن "اوباما" لا تختلف كثيرا عن سياسية ايا من الرؤساء السابقين للبيت الابيض، ما يختلف (التكتيك)... طبعا حفاظا على المصالح العليا للبلاد التي يحافظ عليها الجميع.

وقد تتلخص سياسية الولايات المتحدة الامريكية في سوريا بنقاط رئيسية منها

- القضاء على تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الاخرى... وهذا ما تقوم به روسيا على اكمل وجه.

- تغيير الاسد من دون انهيار البنية الاساسية للنظام ومؤسساته، واختيار بديل (ديمقراطي)، وهو امر لا تعارضه روسيا، لو تم بالتوافق معها ومع حلفائها، وقد اكدت روسيا ان لها (مصالح) قومية في سوريا، وهي لا تهتم بالاشخاص بقدر اهتمامها بهذه المصالح.

- تعزيز نفوذها في سوريا خصوصا وفي المنطقة عموما... وهو امر لن تعارضه روسيا ايضا، ولا حلفائها الاقليميين، خصوصا وان مرحلة من العلاقات المنفتحة (اقتصاديا وسياسيا) جرى تعزيزها من خلال المفاوضات النووية مع ايران، على سبيل المثال.

ربما كانت المرحلة السابقة للصراع في سوريا تتسم بالفوضى وتعدد الخلافات والاجندات... لكن اغلب الظن ان الامور تسير نحو التوافق والحل التدريجي عبر (طرفين) يمكن ان يغيروا القواعد السابقة بقواعد جديدة للعبة.

اضف تعليق