امتلاك الطموح يدفع الانسان لتحديد أهداف واضحة في الحياة، والسعي لتحقيقها، وذلك يعطي معنى لحياته التي يعيشها، كما يزيد الطموح من تركيز الانسان ويرفع من قدرته على تحقيق اهدافه الحياتية، فحين يكون الانسان طموحاً فأن لا يلتفت الى كل التفاصيل التي تعترض طريق تحقيق اهدافه..
يبدأ الانسان حياته باحثاً عن الامن بكل اشكاله وصوره وهذا ما يجعله يسلك كل الطرق في سبيل ما يسعى اليه، ومن اهم ما يبحث عنه الامن المعيشي الناتج من الامن الوظيفي، فكل الناس يشغلهم ترتيب متطلبات حياتهم للوصول الى السعادة النسبية، لكن المشكلة تحصل من نقطة الحصول على وظيفة او باب رزق معين، فيكتفي بأداء مهامهه بصورة تقليدية بعيداً عن التجديد النابع من الطموح الانساني، فماهو الطموح وماهي فوائده؟، وكيف يمكن ايقاد ناره في نفوسنا؟.
يعرف الطموح على انه الحالة النفسية الداخلية التي تجعل الانسان يضع اهداف لنفسه ويعمل على تحقيقها، وهو بمثابة الطاقة التي تجعل الانسان يمتلك العزم والاصرار والهمة، والعكس هو الصحيح فحين يمتلك الانسان هذه الطقاة سيبقة ساعياً الى التغير من نفسه على الدوام.
مثال واقعي
يدرس طالبين في اختصاص معين في كلية واحدة وبأختصاص واحد، وبعد التخرج ينخرط الاثنين في سوق العمل ليمارسوا مهامهم المهنية التي فرضها عليهم تخصصم الدراسي، احدهم منذ الوهلة الاولى يبدأ بتطوير ذاته فيبرق معدنه من بين كل اقرانه وتتجه نحوه الانظار كنتيجة لذلك الحرص النابع من طموحه ورغبته في التقدم المهني.
اما الآخر الذي لديه نفس المؤهلات العلمية الاولية (نفس الشهادة)، فيأتي الى مكان عمله وكأنه قد اجبر عليه ويبدأ يعد ساعات ليغادر المكان بأي حال من الاحوال، ومثل هذا الانسان سيبقى في مكانه ولن يتطور لكونه لم يملك الطموح الذي يدفعه بأتجاه التطوير فيبقة هامشياً وبنفس التقييم.
كيف تكون شخصاً طموحاً؟
عبر عدة استراتيجيات يمكن اتباعها تكون انساناً طموحاً، وهي:
اول ما يجب فعله من قبل الانسان ليكون طموحاً هو تحديده لهدف او مجموعة اهداف مستقبلية وبالتالي يجتهد في سبيل تحقيقها تباعاً بمرور الايام والسنون شريطة ان لا تنطفئ فيك جمرة الطموح.
ومن الاهمية بمكان ان يركز الانسان على ما يمكن ان يكسبه عبر مهاراته التي يمتلكها والابتعاد عن التركيز على الخسارات التي يتعرض لها، لأن التركيز على الاطلال سيثبط العزيمة ويقتل الطموح.
وعلى الانسان ان يضع معاير واسس لتقيم انتاجه وتقدمه بالحياة ومحاسبة نفسه ان اخطأت واثابتها ان احسنت السلوك، وهذا الامر ان ان فعله الانسان مع نفسه سيجعله طامحاً للابتعاد بذاته عن الخيبة والاحباط والفشل، وبهذه الاستراتيجيات الثلاث يشعل الانسان في ذاته شمعة الطموح.
اين تكمن اهمية الطموح؟
جملة من العائدات الايجابية على الانسان الطموح تجعله يختلف عن اقرانه منعدمي الطموح، ومن هذه العائدات مايلي:
امتلاك الطموح يدفع الانسان لتحديد أهداف واضحة في الحياة، والسعي لتحقيقها، وذلك يعطي معنى لحياته التي يعيشها، كما يزيد الطموح من تركيز الانسان ويرفع من قدرته على تحقيق اهدافه الحياتية، فحين يكون الانسان طموحاً فأن لا يلتفت الى كل التفاصيل التي تعترض طريق تحقيق اهدافه.
ومن جماليات الطموح للانسان انه يزيد من قدرته على تحمل المسؤوليات، حيث انه يرغب في الوصول الى النقطة التي يرسمها في بالها وان كان الطريق متعباً والثمن باهضاً، فما يفكر فيه النتائج فقط وهذه هي المسؤولية بعينها، على عكس عديم المسؤولية الذي يتملل ويبرر لنفسه تبريرات فاشلة لارضاء نفسه والتخلص من الضغط النفسي.
ليس هذا فقط بل ان الطموح يدفع الفرد الى تطوير امكانته ومهاراته التي توصله الى النجاح، على سبيل المثال لا الحصر أذا كنت تطمح ان تكون اعلامياً مميزاً عليك اتقان مهارات الاعلام الاساسية ومتابعة الجديد في عالم الاعلام والعمل على تطبيقه واقعياً والا فلن تتمكن من ذلك.
ومن ثم يزيد الطموح من سعة تحمل الانسان وتقبله لاحتمالية الصواب والخطأ، فالانسان الطموح يبقى دائم البحث عن حلول للمعوقات التي تواجه في طريق بلوغ الاهداف، بينما الغير طموح فقد يغرق في اول نقطة غيث في الطريق ليترك المحاولات ويكتفي بماهو عليه، ومن اجل كل هذه الاثار الايجابية للطموح ينبغي على كل ان انسان ان يكون طموحاً.
اضف تعليق