روسيا التي لعبت دورا محوريا في الازمة السورية منذ اندلاعها، بعد وقوفها الى جانب النظام السوري ومنع انهياره امام حمى الربيع العربي التي اجتاحت سوريا، مسجلة عدة نقاط سياسية لصالحها على حساب خصمها المؤيد للمعارضة والداعم للفصائل المسلحة التي سعت للإطاحة بالرئيس الأسد، الولايات المتحدة الامريكية، تجد نفسها اليوم، امام ازمة اقتصادية وسياسية كبيرة، قد بدئت تفرض قيودها العازلة لطموح بوتين في صنع روسيا العظمى (كند للولايات المتحدة مثلما كان الاتحاد السوفيتي السابق)، بعد احداث ضم شبه جزيرة القرم والازمة الأوكرانية التي اتهمت فيها الحكومة الروسية بالوقوف وراء دعم الانفصاليين، إضافة الى التدخل في الشأن الداخل لأوكرانيا، ما جلب لروسيا عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مشتركة بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية تسببت بخسائر تجاوزت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، فيما ساهم هبوط أسعار النفط (تعتبر روسيا من اكثر مصدري النفط بطاقة تجاوزت 10 ملايين برميل في اليوم) بانكماش الاقتصاد الروسي وتراجع حاد في قيمة الروبل.
ويرى محللون ان روسيا، اللاعب الرئيس في حماية نظام الأسد، تحاول الاستفادة من انتصاراتها السابقة (خصوصا في مسالة استخدام الفيتو لمنع قرارات ادانة بحق النظام السوري، إضافة الى مبادرة حل الأسلحة الكيمياوية السورية، ومنع توجيه ضربات أمريكية لإسقاط النظام)، لإعادة التوازن السياسي الذي تهاوى في الأشهر الأخيرة مع العقوبات الاقتصادية والسياسية التي وجهت الى اليها من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي، للتأكيد على ان روسيا حاضرة في المشهد الدولي على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، فيما يرى اخرون، ان مبادرة روسيا جاءت كإجراء تصالحي مع الغرب، من اجل إعادة انعاش الحل السياسي للازمة السورية بعد ان عجزت الحلول العسكرية في حسم الموقف لصالح طرف على حساب الاخر، سيما وان إطالة زمن الازمة يعني ظهور المزيد من الحركات الجهادية المتطرفة التي بات خطرها يشمل مصالح الجميع، بما فيها الدول الغربية، ومهما كانت الاحتمالات التي دعت الحكومة الروسية لتبني المفاوضات بين طرفي النزاع في سوريا، فان الامر الأكثر أهمية هو (والذي سيتضح في وقت لاحق من المفاوضات في حال انعقادها) مدى الدعم والقبول الدولي الذي ستحظى به المفاوضات في حال ترتبت عليه أي نتائج او مقترحات عملية على الأرض؟
لقاء مرتقب في موسكو
في سياق متصل نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن دمشق مستعدة للمشاركة في لقاء يضم المعارضة وتعمل موسكو على تنظيمه بهدف إيجاد مخرج للأزمة المستمرة التي تعيشها البلاد منذ نحو أربع سنوات، ونقلت الوكالة عن المصدر قوله: "في ضوء المشاورات الجارية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء انطلاقا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة"، وأضاف المصدر أن سوريا "تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضا وشعبا وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقنا لدماء السوريين كافة"، وأعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، أخيرا أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي ألف شخص.
وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من "المعارضة الداخلية والخارجية"، "قادرين على طرح أفكار" تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي، وكان منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام، أعلن أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق في ما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من أجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية، وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في 10 كانون الأول/ديسمبر بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للأزمة في بلاده. بحسب فرانس برس.
المعارضة منفتحة على نفسها
بدوره اكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة عقب لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ان الائتلاف بدأ حوارا مع اطراف اخرى في المعارضة للتوصل الى رؤية مشتركة لتسوية النزاع في بلاده، ولكنه ابدى تحفظا على مسعى روسيا من اجل حل سياسي للنزاع مؤكدا ان موسكو لا تملك "اي مبادرة واضحة ولا تملك اي ورقة محددة وهذا احد مآخذنا الرئيسية" على التحرك الروسي، وقال البحرة للصحفيين "أطلعنا الاخوة في مصر على ان الائتلاف بدأ عملية حوار مع اطراف اخرى في المعارضة السورية" من دون ان يفصح عن هذه الأطراف، واضاف ان "كافة اطراف المعارضة السورية منفتحة على عملية حوار فيما بينها وتتقدم برؤى فيما بينها والقاهرة دائما ترحب بان تهيئ المناخ المناسب لكى تجرى عملية الحوار تلك"، وتابع رئيس الائتلاف انه "تجرى منذ فترة لقاءات ثنائية بالقاهرة ومناطق اخرى بين اطياف المعارضة ونتطلع الى لقاءات مستمرة خلال الفترة القادمة ويحتمل ان تكون اللقاءات موسعة"، واكد البحرة انه خلال الحوارات يتقدم "كل طرف برؤيته و"لا ارى فارقا كبيرا بين الرؤى، قد يكون هناك فروقات بسيطة في الية الوصول الى الحل السياسي ولكن جميعها تشترك في الهدف النهائي".
وكان البحرة قال في وقت سابق قبيل لقاء مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "المعارضة ستقوم بتحمل مسؤولياتها واقرار وثيقة واحدة تعتمد في اي محادثات للسلام في سوريا مستقبلا"، وردا على سؤال بشان مشاركة الائتلاف في مؤتمر يعقد في كانون الثاني/يناير المقبل في القاهرة وتشارك فيه المعارضة بالداخل، قال البحرة "لاتوجد اي دعوات رسمية حاليا لا الى القاهرة ولا الى موسكو او غيرهما وانما يوجد حوار بين اطراف المعارضة السورية دون اي تدخلات من اي طرف"، وشدد على انه "لا توجد اي مبادرات كما يشاع، وروسيا لا تملك اي مبادرة واضحة، وانما مجرد دعوة للاجتماع والحوار في موسكو، ولا تملك اي ورقة محددة او مبادرة محددة وهذا احد مآخذنا الرئيسية" على التحرك الروسي، واعلنت دمشق استعدادها للمشاركة في لقاء يضم المعارضة السورية تعمل موسكو على تنظيمه بهدف ايجاد مخرج للازمة السورية المستمرة منذ نحو اربع سنوات، حسبما ذكر مصدر رسمي، واعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، اخيرا انها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على ارضها لاجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل اكثر من مئتي الف شخص. بحسب رويترز.
وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من "المعارضة الداخلية والخارجية"، "قادرين على طرح افكار" تسمح بالتوصل الى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي، ولم تعلن موسكو من هي الجهات المعارضة التي ستدعى الى الاجتماع، وكان منذر خدام، رئيس المكتب الاعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام، اعلن ان فصائل من معارضة الداخل والخارج بدات التنسيق في ما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من اجل التوصل الى رؤية سياسية موحدة لحل الازمة السورية، واشار الى ان الاجتماع سيمهد للقاء اخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا والادارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتوقع مصدر معارض اخر ان "يعقد اجتماع القاهرة في منتصف كانون الثاني/يناير".
اضف تعليق