ما بين ثوابت ميثاق الأمم المتحدة عن سيادة الدول، وتلك الاخلاقيات التي درجت في معاهدات حقوق الإنسان وصولا إلى أهداف التنمية المستدامة، تبقى دكتاتورية المصالح لها السيادة الحقيقية في عالم مضطرب.. كيف ولماذا واين عراق اليوم والغد من كل ذلك...
ما بين ثوابت ميثاق الأمم المتحدة عن سيادة الدول وتلك الاخلاقيات التي درجت في معاهدات حقوق الإنسان وصولا إلى أهداف التنمية المستدامة، تبقى دكتاتورية المصالح لها السيادة الحقيقية في عالم مضطرب، كيف ولماذا واين عراق اليوم والغد من كل ذلك؟
آثارت مشاركة العراق في قمة دولية تناقش التحول الرقمي الدولي، شجون ما تقدم من ثوابت ومتغيرات، وقياس الأثر على واقع عراق اليوم والغد يتطلب من بيوت التفكير العراقية اذا أرادت مواكبة مثل هذه المتغيرات وانعكاسها على السياسات العامة للبرنامج الحكومي انطلاقا من تلك الاجندات الحزبية التي تحكم العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ان تبادر إلى إطلاق منهجية بحثية لكل مراكز البحوث الحكومية لاسيما الجامعية واسلوب اعداد الاطاريح للدراسات العليا وفق الاتي :
اولا: اعتماد اختيار الهدف الذكي وفق منهج معروف لمراكز التفكير الدولية، يتعامل اختيار الأهداف ليس اعتمادا على موروث ديني او أسس عقائدية بل ما يمكن إنجازه لردم الفجوة المعرفية بين ما هو واقع اليوم وبين ما وصلت اليه الأمم والشعوب لعل أقربها للعراق في منطقة الشرق الأوسط.
ثانيا: تحليل مدخلات هذه الأهداف وفق قياس الفرص والمخاطر والتحديات، ومثل هذا التحليل أيضا لا يعتمد فلسفة غير فلسفة انجاز المصالح بما يجعل إجراءات تطبيق السياسات العامة حيادية لا علاقة لها بمرجعية حزبية او مذهبية او قومية فقط حساب مدخلات حقيقية لحساب توقعات أيضا حقيقية لمخرجات لابد أن تتطابق بنسبة لا تقل عن ٩٠ - ١٠٠٪ لتلك المدخلات.
ثالثا: لإنجاز هذه المصالح لابد من تحليل أصحابها لمعالجة الأثر المتوقع سلبيا وتقليل مخاطره وتعظيم الأثر المتوقع ايجابيا وتوظيفه في تسريع خطوات الإنجاز.
هذه الخطوات المنهجية الثلاث لم تطبق في عراق نظام مفاسد المحاصصة كليا بالمطلق !
السؤال كيف يمكن ردم فجوة المعرفة ما بين مجتمع ونظام سياسي ما زال يتوقف عند خلافات تاريخية لاقرار سياسات دولة بعناوين مقدسة استرجعت خلافات سقيفة بني ساعدة لإعادة بناء ثقافة طائفية مقابل قمة التحول الرقمي التي جعل الذكاء الاصطناعي عالمنا كله على شاشة موبايل فقط؟؟
السؤال الاخر.. كيف يمكن لأي حكومة عراقية محكومة لثوابت الاجندات الحزبية ان تقدم على خطوات صحيحة في ردم فجوة المعرفة الرقمية التي تعاني من ثقافة أمية مجتمعية وسياسية على حد سواء؟؟
ربما الوفد العراقي الرسمي المشارك في أعمال هذه القمة النوعية سيجد انه يعيش في كوكب اخر عنوانه تاريخي لكنه يستخدم كل وسائل الاتصال الرقمي.. بلا اي ادراك لصناعة المستقبل.. وهكذا سيكون حال المستشارين في تفضيل بقاء الجاهلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لديمومة مفاسد المحاصصة على حقيقة ان دكتاتورية مصالح الفصائل الحزبية تتحكم في سلطة أشباح دولة يلا مستقبل عراقي وسط كل هذه المتغيرات الدولية التي توظف الذكاء الاصطناعي.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!
اضف تعليق