فأي سيناريوهات تغييرية يمكن توقعها على خريطة التحالفات الدولية والأزمات الإقليمية في حال استرجع دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة. وما هي المواقف المستقبلية للإدارة الأمريكية بزعامة ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقة مع أوروبا، وكيف سيتعامل مع أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقة الأمريكية...
يتصاعد الهاجس الأمريكي والعالمي وبعض المؤسسات الأمريكية والعالمية، من مخاوف عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الابيض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والمزمع اجرؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام، وما يمكن أن يغيره في طريقة سياساتها الداخلية والخارجية، وطبيعة تحالفاتها الإقليمية والعالمية (السياسية، الاقتصادية، والأمنية)، للحد الذي ذهب بالكاتب والمفكر الأمريكي (جوزيف س. ناي جونيور) إلى أن يعنون مقاله الأخير بـ (العظمة الأمريكية والانحدار) المنشور على موقع (Project Syndicate).
كذلك كان للرئيس الأمريكي السابق حضور غير رسمي في مؤتمر دافوس الاخير، فطيلة أيام المؤتمر كان اسم ترامب يطارد قاعات المؤتمر، ولم تغب أبدًا عن شفاه عدد كبير من الحاضرين، تعابير القلق من احتمال عودة ترامب إلى السلطة، معتبرين أنه سيكون أكثر معاداة للعالم. إذ يقول رئيس معهد التمويل الدولي تيم آدامز: "إن جميع الأسئلة التي تلقاها أثناء سيره ذهابًا وإيابًا في منتجع دافوس، بعد ظهور نتائج انتخابات ولاية (أيوا)، كانت تتمحور حول موضوع واحد وهو "هل سيعود ترامب؟".
ويرى بعض المحللين بأنه عندما فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، كان رد فعل حلفاء أمريكا في جميع أنحاء العالم يتسم بالذعر والصدمة، ولكن لن يكون لديهم مثل هذا العذر إذا فاز مرة أخرى في نوفمبر؛ ولاسيما أن فوز ترامب في الانتخابات التمهيدية في (نيو هامبشاير) يجعله المرشح الرئاسي الحتمي للحزب الجمهوري، ومن الممكن أن يعود الرئيس الانعزالي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته إلى البيت الأبيض. وبعد محطة الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير، تتجه التوقعات إلى أن الولايات المتحدة على موعد مع منافسة تضع من جديد الرئيس، جو بايدن، في مواجهة مع، دونالد ترامب، ولن يكون السباق تقليديًا، بل سيمثل "صراعًا" بين رؤيتين متضادتين لفكرة أمريكا ومستقبلها.
فأي سيناريوهات تغييرية يمكن توقعها على خريطة التحالفات الدولية والأزمات الإقليمية في حال استرجع دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة. وما هي المواقف المستقبلية للإدارة الأمريكية بزعامة ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقة مع أوروبا، وكيف سيتعامل مع أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقة الأمريكية الخليجية، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية بعد انفتاحها السياسي والاقتصادي على الصين وروسيا؟
الصراع الانتخابي الأمريكي بين العظمة والانحدار
إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية، أو الأمة الأمريكية بمختلف توجهاتها (السياسية والايديولوجية)، ستكون على موعد في الأيام القادمة على صراع، وهو الصراع الذي يستمد جذوره من انتخابات 2020، وما رافقها من أحداث، التي تمكن فيها الرئيس الحالي جو بايدن من إخراج خصمه دونالد ترامب من البيت الأبيض، بالرغم أن الأخير لا يزال حتى اللحظة لا يعترف بالهزيمة، ورفض تسليم السلطة لخلفه بايدن وفق الأصول المعمول بها في البلاد. إذ يرى بعض المحللين الأمريكيين في نيويورك تايمز، بإن بايدن وترامب "يمارسان السلطة" بشكل مختلف، فبايدن هو الرئيس الحالي، وصاحب السلطة الشرعية في البيت الأبيض، ما يجعله يتمتع بكل مزايا وعيوب الجلوس في المكتب البيضاوي.
أما ترامب فلا يزال، يتصرف كـ "رئيس حالي"، وقد وضع أجندة الجمهوريين في واشنطن وعواصم الولايات الأمريكية؛ الأمر الذي يزيد من تكهنات عودة ترامب إلى البيت الابيض، وما يمكن أن تحدثه هذه العودة على الصعيد الداخلي والخارجي. إذ يرى جوزيف ناي في افتتاحية مقالته (العظمة والانحدار)، "في حال عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني، فقد يمثل هذا العام نقطة تحول بالنسبة للقوة الأمريكية. وأخيرًا، فإن الخوف من الانحدار الذي شغل الأمريكيين منذ الحقبة الاستعمارية قد يكون له ما يبرره، مع اعتقاد أغلب الأمريكيين أن الولايات المتحدة في انحدار، فيما يزعم دونالد ترامب أنه قادر على ‘‘جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى‘‘، لكن فرضية ترامب خاطئة ببساطة، والعلاجات التي يقترحها هي التي تشكل التهديد الأكبر لأمريكا" حسب تعبير ناي.
فعلى الصعيد الداخلي تنتاب بعض الأمريكيين، مخاوف من عودة الرئيس الشعبوي إلى البيت الابيض، فهناك قلق وتحرك من بعض الجماعات الأمريكية؛ لوضع الخطط والسيناريوهات اللازمة لمواجهة سياسة ترامب المحتملة في حال فوزه، إذ أن شبكة من جماعات المصلحة العامة والمشرعين، الذين يشعرون بالقلق من عودة الملياردير المحتملة إلى السلطة، تعمل هذه الأيام، على وضع خطط بهدوء لإحباط أي جهد من جانبه للضغط على الجيش الأمريكي من أجل تنفيذ أجندته السياسية، وتعتقد تلك الأصوات أن الرئيس ترامب وحال عودته للحكم، سيحول الجيش الأمريكي لذراع تنفّذ أجندته السياسية.
وتشير بعض التقارير إلى أن هناك خطط وضعت استعدادًا لعودة ترامب المحتملة؛ لمحاولة إحباط أي جهود لتوسيع السلطة الرئاسية، التي قد تشمل الضغط على الجيش لتلبية احتياجاته السياسية، فضلًا عن ذلك، هناك دراسات عن تصرفات ترامب السابقة وسلوكه السياسي ومواقفه السياسية لعام 2024، حتى يكونوا جاهزين إذا ما فاز في نوفمبر القادم. ومن بين المشاركين في دراسة الوضع الأمريكي الداخلي في حقبة ترامب الثانية، منظمة "الديمقراطية إلى الأمام"، وهي المنظمة التي رفعت إدارة ترامب إلى المحكمة أكثر من 100 مرة خلال إدارته، و"حماية الديمقراطية"، وهي مجموعة مناهضة للاستبداد. إذ يشعر هؤلاء بالقلق من أنه قد لا يكون هناك ما يمنع الرئيس ترامب حال وصوله ثانية من تعبئة الجيش للتدخل في الانتخابات أو مراقبة الشوارع الأمريكية أو قمع الاحتجاجات المحلية. ولاسيما أن الرئيس السابق قد أثار تساؤلات جديدة حول نواياه إذا استعاد السلطة من خلال طرح نظرية قانونية، مفادها: أن الرئيس سيكون حرًا في فعل أي شيء تقريبًا مع الإفلات من العقاب، بما في ذلك اغتيال المنافسين السياسيين، وذلك طالما أن الكونغرس لا يستطيع حشد الأصوات لعزله.
القوة الأمريكية بين العظمة والانحدار
يرى جوزيف ناي بأن الولايات المتحدة لم تتمتع قط بالقوة التي يتخيلها كثيرون، وحتى في ظل الموارد الوفيرة، فشلت أمريكا في كثير من الأحيان في الحصول على ما تريد. فأولئك الذين يتصورون أن عالم اليوم أصبح أكثر تعقيدًا واضطرابًا مما كان عليه في الماضي لابد وأن يتذكروا عامًا أشبه بعام 1956، حين عجزت الولايات المتحدة عن منع القمع السوفييتي للثورة في المجر؛ وعندما قام حلفاؤنا بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بغزو قناة السويس. مع ذلك، فمن الواضح أن فكرة الانحدار تمس وترًا حساسًا في السياسة الأمريكية، مما يجعلها مادة موثوقة للسياسة الحزبية. وفي بعض الأحيان يؤدي القلق بشأن الانحدار إلى سياسات حمائية تضر أكثر مما تنفع. وفي بعض الأحيان، تؤدي فترات الغطرسة إلى سياسات مبالغ فيها مثل حرب العراق. وليس هناك فضيلة في التقليل أو المبالغة في تقدير القوة الأمريكية. وعندما يتعلق الأمر بالجيو سياسة، فمن المهم التمييز بين الانحدار المطلق والنسبي. فمن الناحية النسبية، كانت أمريكا في انحدار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولن تتمكن مرة أخرى أبداً من المساهمة بنصف الاقتصاد العالمي واحتكار الأسلحة النووية (التي حصل عليها الاتحاد السوفييتي في عام 1949). فقد عززت الحرب اقتصاد الولايات المتحدة وأضعفت اقتصاد الجميع. ولكن مع تعافي بقية العالم، انخفضت حصة أمريكا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى الثلث بحلول عام 1970، إلا ذلك الانحدار لم يمنع امريكا من تحقيق الانتصار في الحرب الباردة.
فاذا ما رجعنا إلى مخاوف ناي من صعود ترامب وعودته إلى البيت الأبيض وطبيعة تهديده للقوة الأمريكية، وطبيعة توصيفه لها بأنها تمثل نقطة تحول بالنسبة للقوة الأمريكية، ربما نجد لها ما يبررها، ولاسيما على المستوى الخارجي وطبيعة التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وعلى الرغم من اعتقاد بعض الأمريكيين بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون منشغلة في تنافسها السياسي والاقتصادي والتكنولوجي مع الصين، تأخذهم الخشية والمخاوف من عودة ترامب إلى البيت الابيض اكثر من مخاوفهم من صعود الصين؛ ولعل ما يشير له جوزيف ناي والاستشهاد بالمقارنة على نهضة الصين وسناريوهات فوز ترامب، يؤشر بوضوح على حجم المخاوف الأمريكية. فعلى الرغم من إشارة بعض الخبراء والمتخصصين بنهضة الصين، ومقارنتها بتراجع القوة الأمريكية أو ما يمكن أن يسميه ناي بالانحدار الأمريكي، إلا أن الاخير يرى بأن الولايات المتحدة تتمتع بيد قوية في منافسة القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين. ولكن إذا استسلم الأمريكيون للهستيريا بشأن صعود الصين، أو الرضا عن الذات بشأن "ذروتها"، فقد لا تتمكن الولايات المتحدة من اللعب بأوراقها بشكل جيد.
إن التخلص من الأوراق ذات القيمة العالية ــ بما في ذلك التحالفات القوية والنفوذ في المؤسسات الدولية ــ سوف يشكل خطأً فادحًا، وبعيدًا عن جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى إضعافها إلى حد كبير. لكن بالمجمل أن ما يخشاه الأمريكيون من صعود القومية الشعبوية في الداخل أكبر من خوفهم من صعود الصين؛ لأن السياسات الشعبوية، مثل رفض دعم أوكرانيا أو الانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي، من شأنها أن تلحق ضررًا كبيرًا بالقوة الناعمة للولايات المتحدة، فإذا فاز ترامب بالرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني، فقد يكون هذا العام نقطة تحول بالنسبة للقوة الأمريكية "حسب تعبير ناي" وأن الشعور بالانحدار قد يكون مبررًا.
التحديات التي تواجه الانتخابات الأمريكية
إنَّ ارتفاع مستوى الانقسام السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، يفاقم خطورة الانجرار إلى أعمال عنف جديدة، قد تتزامن مع الانتخابات، وهناك مخاوف كبيرة من تهديدات داخلية وخارجية سترافق العملية الانتخابية الأمريكية المقبلة، إذ تشير بعض التقارير الأمريكية إلى أن من المرجح أن تواجه الانتخابات الرئاسية لعام 2024 مجموعة معقدة من التهديدات، بدءًا من التلاعب بالناخبين وحتى العنف والهجمات، وفقًا لتقييم فيدرالي جديد، إذ تحاول السلطات بالفعل معرفة كيفية التعامل معها. ووفقًا لما نشرته وزارة الأمن الوطني "قد تصبح الجهات التهديدية العازمة على إيذاء الأمريكيين من خلال استخدام العنف أكثر عدوانية مع اقتراب يوم الانتخابات وقد تسعى إلى الانخراط في أعمال عنف أو التحريض عليها في مواقع التصويت أو المرافق الحكومية أو الاجتماعات العامة أو مواقع صناديق الاقتراع، وأن الخطر يلوح في الأفق إلى ما هو أبعد من الأمن في مراكز الاقتراع المحلية، بدءًا من محاولات تخويف العاملين في الانتخابات أو مسؤولي الانتخابات، إلى الهجمات السيبرانية المحتملة على البنية التحتية الانتخابية أو الحملات أو المرشحين أو المسؤولين العموميين أو المنظمات السياسية، إلى التأثير الخارجي المصمم لتقويض العمليات والمؤسسات الديمقراطية وتوجيه السياسة، والتأثير على الرأي العام أو زرع الانقسام".
إذ يعتقد رئيس الاستخبارات السابق في وزارة الأمن الداخلي (جون كوهين): "إننا نتجه نحو عاصفة شديدة الخطورة... ولا يرجع ذلك ببساطة إلى حقيقة أن جهات التهديد الأجنبية والمحلية ستسعى إلى استغلال هذه الانتخابات لتحقيق أهدافها الإيديولوجية والجيوسياسية، لكن أيضًا يمكننا أن نتوقع أن يصبح الخطاب السياسي المرتبط بهذه الانتخابات أكثر استقطابًا وأكثر غضبًا وأكثر إثارة للانقسام. ولاسيما في ظل وجود مرشح منافس شعبوي شرس، مثل ترامب، قادر على تحريك جماهيره، كما حصل في الأحداث التي حدثت في انتخابات 2020، وما رافقها من احتجاجات ومرافعات قانونية ما زالت تداعياتها جارية حتى الآن.
كيف ينظر حلفاء أمريكا الغربيون إلى عودة ترامب؟
ليس كل زعماء العالم منزعجين من فكرة ولاية ترامب الثانية، ولا يقتصر الأمر على قادة مثل فيكتور أوربان في هنغاريا وفلاديمير بوتين في روسيا سوف يرحبون به فحسب، لكن عديدًا مما يسمى بالقوى المتوسطة التي تقود الطريق بين الصين وأمريكا، ولاسيما الاقتصادات النامية، متفائلة على الأقل -وهي وجهة نظر يشاركها البعض في بكين أيضا. فعلى سبيل المثال، يشير بعض المسؤولين في جنوب شرق آسيا إلى أنه قد يكون من الأسهل التعامل مع ترامب "المعقد" والحازم مقارنة مع جو بايدن الأكثر استراتيجية.
أما أقرب حلفاء أمريكا، بما في ذلك أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، فإن احتمال فوز ترامب بولاية ثانية يشكل مصدر قلق لهم. فربما تعود العلاقات المتوترة نوعًا ما بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بعودة ترامب، وهي العلاقات التي لم تكن متوترة بالشكل الكبير مثلما كانت في فترة رئاسته الأولى. فبالنسبة لأوروبا، كانت هناك فترات اختبار خاضتها مع ترامب "وهم يعرفون آلية التعامل مع أمريكا في وجود ترامب، وبالتالي فمسألة التوترات الاقتصادية يعرفون تمامًا كيفية التعامل معها من الجانبين. كما أن الجانبين يشتركون في جبهة حرب أوكرانيا على الرغم من وجود توقعات بأن ترامب سيدفع نحو نهاية هذه الحرب، لكن الجانبين في خندق واحد الآن بمسألة مواجهة روسيا. فعلى مسار العلاقات الدولية يعتقد بعض المحللين، بأن العلاقات بين أمريكا وأوروبا، ربما تشهد نوعًا من التوتر مع الرئيس ترامب، تعكس حقيقة التجربة الأولى التي حكم بها الرئيس ترامب ما بين 2016–2020، إذ اتسمت العلاقات بينهما بالتوتر رغم وجود علاقة تحالف استراتيجية بينهما، وتجسد التوتر في سياسة ترامب تجاه الأوروبيين على أكثر من مسار، سواء المسار السياسي أو الاقتصادي، أو مسار الأمن.
فعلى المسار الاقتصادي، من المتوقع أن يقوم ترامب بفرض تعريفات جمركية على المنتجات الأوروبية سواء من الصلب أو الألمنيوم وغيرها من السلع الأخرى؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى توتر العلاقات، مما يدفع الأوروبيين لفرض عقبات اقتصادية ورفع التعريفة الجمركية على السلع الأمريكية القادمة لأوروبا. أما على المستوى الأمني، فمن المؤكد أن يعود ترامب إلى الضغط على الدول الأوروبية لزيادة ميزانياتهم للإنفاق الدفاعي لأكثر من 2 بالمئة، وهو ما دعى وطالب به في ولايته الاولى، إذ طالب أوروبا بدفع ثمن حماية أمريكا لها. كذلك على المستوى السياسي، لا يمكن أن يتخلى ترامب عن سياسته الشعبوية اتجاه كل دول العالم، وتعظيم أمريكا اولًا، والتهديد بالانسحاب أو الانسحاب الفعلي من المنظمات السياسية والأمنية والاقتصادية الدولية مثل اتفاقية باريس ومنظمة التجارة العالمية، وغيرها من المنظمات الدولية؛ لذلك هناك تحذيرات أوروبية وحالة من القلق والحذر لحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وأسيا، في حالة فوز ترامب وعودته للبيت الأبيض؛ لهذا ربما تكون هناك استعدادات أوروبية من الناحية الاقتصادية، والعمل على تعزيز العلاقات الأوروبية مع شركاء آخرين مثل الصين أو الهند وغيرها من الدول الواعدة في إفريقيا وغيرها.
تأثير صعود ترامب على الحرب الروسية – الاوكرانية
تزداد أهمية ملف حرب أوكرانيا في حملات الدعاية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كلما اقتربنا من موعدها، وربما هذا هو الذي يدفع الرئيس السابق دونالد ترامب، الساعي لإعادة انتخابه، إلى تكرار الوعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، ويشكك خبراء بقدرة ترامب على تحقيق هذا الوعد الكبير. إلا أن الاخير عادة ما يؤكد على علاقته القوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، التي يريد أن يستغلها في حل الأزمة الأوكرانية – الروسية، على العكس من الرئيس الحالي جو بايدن الذي يتهمه ترامب بأنه غير قادر على التعامل مع زعماء العالم. بالرغم من أن الرئيس الاوكراني رد على ترامب في أحد تصريحاته خلال زيارته لروما، بأنه كان رئيسًا للولايات المتحدة حينما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها، ولم يتدخل لحل المشكلة.
وبغض النظر من صحة ما يقوله ترامب بشأن حلوله للأزمة الأوكرانية – الروسية ومصداق ما يقوله، لكن تبقى فرضية فوز ترامب بولاية جديدة سيكون له تداعيات أخرى على مسار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، خاصة أن الدول الأوروبية ستكون بمفردها في مواجهة روسيا، ولاسيما إذا وُجد تهديد في الأمر، لكنه بشكل عام يبدو بانه غير قادر على حل الازمة في غضون 24 ساعة أو حتى أكثر من هذا الوقت، ولعل تصريحاته بهذا الجانب تأتي لزيادة رصيده الجماهيري ودعايته الانتخابية مقابل التقليل من حجم وتأثير خصمه جو بايدن.
بالمجمل ما يمكن أن يفعله ترامب في حال وصل إلى الرئاسة مجددًا، فما يمكن باستطاعته أن يقوم به، أن يرفع الدعم الأمريكي عن أوكرانيا بشكل سريع، أو خلال 24 ساعة؛ الأمر الذي من شأنه يترك اوكرانيا تحت الرغبة الروسية بشكل كامل، وستتحول أوكرانيا إلى دول هامشية. فضلًا عن ذلك، يرى ترامب ومؤيدوه في الحزب الجمهوري، بأن الحرب الروسية – الأوكرانية، ادت إلى ارتفاع تكاليف الطاقة ووصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا، على الرغم من انخفاضه الآن بشكل كبير.
مبررات الحزب الجمهوري لعودة ترامب
يعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرشح الأوفر حظًا ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، وذلك بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير. فقد تغلب على آخر منافسيه المتبقين، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، ومندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي. ورغم أن ترامب لم يفز بالقدر الذي توقعته استطلاعات الرأي الأخيرة، إلا أنه استطاع ان يحافظ على تقدمه في السباق الانتخابي، نظرًا إلى فوزه الساحق السابق في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا. إذ أكسبه فوزه فيها أصواتًا أكثر من جميع المرشحين الآخرين مجتمعين، ثم انسحب فيما بعد جميع خصومه من السباق باستثناء نيكي هيلي. وعلى الرغم من أن التنافس للترشح ليصبح الرئيس الـ 60 للولايات المتحدة لا يزال في أيامه الأولى، فإن فوز ترامب يعد علامة على أن شعبيته لا تزال مستمرة بين الجمهوريين؛ لعدة مبررات، ولاسيما في الجانب الاقتصادي، ففي هذا الجانب، يعد موضوع الوقود والغاز، موضوع ساخن لدى الجمهوريين، فهم ينتظرون عودته الى البيت الابيض من أجل إعادة الاقتصاد إلى حالته الطبيعية، وإعادة أسعار الغاز إلى الانخفاض. كذلك هناك من يؤيد عودة دونالد ترامب لحيويته ونشاطه السياسي والاقتصادي وسلوكه الشعبوي بالمقارنة مع جو بايدن الذي يسمونه بالخامل أو النعاس، إذ يعتقد مدير الاتصالات السابق لحملة ترامب في عام 2020، مارك لوتر، إن سجلات الرجلين تخدم ترامب؛ لأن ترامب "زعيم ديناميكي". وما فعله في ولايته الأولى، سيضاعفها في ولايته الثانية اذا ما تمكن من التغلب على منافسه الديمقراطي جو بايدن. فكثير من الامريكيين يعتقدون بأن بلادهم شهدت تدهورًا في عهد الرئيس الحالي.
إن عقلية ترامب الاقتصادية والتجارية، لها ما يدعمها جماهيريًا في الوسط الأمريكي، ليس فقط من أنصار الحزب الجمهوري فحسب، بل حتى من قبل السواد الاعظم من الشعب الأمريكي. فضلًا عن موقفه من موضوع الهجرة والمهاجرين، وما تتسبب به من تسمم لدماء الأمريكيين "حسب تعبير ترامب"، وكذلك الدعم القوي من شريحة الشباب الأمريكي الذي يفضلون شخصية ترامب الشعبوية والمشاكسة على شخصية جو بايدن أو غيرهم من المنافسين الآخرين لترامب. إذ تقول ماري ويستون، رئيسة مجموعة الجمهوريين الشباب في ولاية أيوا، أن الجمهوريين الشباب ينجذبون إلى ترامب بسبب قوته على المسرح، إذ تجد نفسك في حالة من الرهبة من الطريقة التي يتصرف بها وكيف يتحدث. فضلًا عن ذلك، ربما استطاع ترامب أن يكسب التأييد والتعاطف الأمريكي من خلال القضايا القانونية والمحاكم التي سُجلت ضده بعد احداث الشغب في الكونغرس الأمريكي قبل ثلاث سنوات، باعتباره مضطهدًا من هذه الدعوى، وهذا ما يؤكده خبير استطلاعات الرأي المخضرم فرانك لانس بقوله: "إن ذلك ساعد بالفعل قضية ترامب، واستطاع أن يثبت أنه الضحية، وأنه يتعرض للاضطهاد وليس فقط للمحاكمة، وأن ما يحدث ملاحقة له، ففي كل مرة يوجه إليه اتهام ترتفع أرقامه، وفي كل مرة كانوا يسحبونه من بطاقة الاقتراع – في ولايتي ماين وكولورادو – كانت أعداده ترتفع، فهو في كل مرة يستغل ذلك". فقد استطاع ترامب أن يتعامل بشكل ذكي واحترافي مع كل القضايا والملفات التي سُجلت ضده، فهو يتميز بشخصية قوية وعقلية تجارية تميزه عن كل المرشحين ورؤساء الولايات المتحدة بشكل عام.
عودة ترامب وقضايا الشرق الاوسط
لا تنحصر أهمية الانتخابات التمهيدية على الأمريكيين فقط، بل تمتد إلى الدول العربية، والشرق الاوسط بشكل عام، والدول الخليجية وإيران وإسرائيل بشكل خاص، فهذه الدول تتابع وعن كثب جميع المراحل المؤدية إلى تحديد مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي اللذين سيتنافسان في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، واضعة في الحسبان والميزان حظوظ وإمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم في حال تجاوز العقبات القانونية والقضائية التي تعترض ترشحه. يعتقد بعض المحللين والمتخصصين بأن الدول العربية ولاسيما الخليجية تعتبر إعادة انتخاب دونالد ترامب مرة أخرى، أمر وارد جدًا، ولن تكون بمثابة مفاجأة لدول منطقة الخليج، ولاسيما بالنسبة للملكة العربية السعودية؛ لكون هذه الدول تعرف ترامب جيدًا وتفاعلت معه وتعاملت مع إدارته خلال ولايته الأولى.
فهناك من يرى بأن عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم تصب في مصلحة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. فالمملكة العربية لم تنس بأن الزيارة الأولى التي قام بها ترامب بعد انتخابه، كانت للسعودية وليس لدولة أخرى، على الرغم من أن الزيارة طغى عليها الطابع الاقتصادي والتجاري او ما يمكن أن نسميه "بالابتزاز"، كما أن السعودية تدرك جيدا أن ترامب لا يهتم كثيرًا بقضايا حقوق الإنسان عكس الشماعة التي يرفعها منافسه جو بايدن والديمقراطيين، فهو يركز بالأساس على التجارة ويضع دائما صوب أعينه المصلحة الاقتصادية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن السعودية قد تفضل إدارة ترامب على بايدن؛ لأنها لم تنس تصريحات جو بايدن التي وصف فيها النظام السعودي بالنظام المارق؛ مما جعلها في الحقيقة تبتعد كثيرًا منه وتوسع قاعدة علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول أخرى ذات اهمية مثل الصين وروسيا، وكذلك الحال بالنسبة لتفاهماتها مع إيران، فقد عززت الرياض علاقاتها مع روسيا والصين، وفتحت صفحة جديدة مع إيران.
وعلى الرغم من التكهنات التي تقول بأن عودة ترامب ستؤجج الصراع الصيني – الأمريكي في منطقة الشرق الاوسط، إلا أن هذا الاعتقاد او التكهن ربما يكون مبالغ فيه. فالمملكة العربية السعودية من المؤكد أن تعيد علاقتها الخارجية بشكل طبيعي بعد عودة ترامب؛ لأن العلاقة التي بنتها السعودية مع الصين، ربما كان هدفها في الحقيقة إظهار فقط مدى وجود نقاط خلاف مع إدارة جو بايدن ومدى انزعاجها من وصف نظامها بالنظام المارق. فهذه العلاقة قد تكون منعرجًا صغيرًا في سياسة الرياض الخارجية وليس تحولًا استراتيجيًا عميقًا في سياستها الخارجية، إلا أن ذلك، لم يقف مانعًا إمام تخوفات الدول العربية والخليجية، ولاسيما المملكة العربية من عودة ترامب، فالأخير كثيرًا ما وصف السعودية بالمارقة والإرهاب في دعايته الانتخابية ابان ترشحه إلى الرئاسة الأمريكية في ولايته الاولى. بالاتجاه الآخر، هناك من يعتقد بأن عودة ترامب، ستدفع دول الخليج إلى الانحياز إلى الجانب الصيني، لكن حتى هذا الاعتقاد، لا يكاد يكون مؤثرًا، فالدول الخليجية لها ما يسعفها من الامكانات والموارد التي يجعلها مؤثرة في السوق والاقتصاد العالمي وصناعة الرأي العام، وهو ما يمكنها من إدارة فترة ترامب "في حال عودته إلى البيت الابيض" بفلسفة وسياسة براغماتية، تمكنها من الحفاظ على مصالحها وعلاقاتها الخارجية، ولاسيما أن هذه الدول ذات انظمة مستقرة من الناحية السياسية والاقتصادية، وليس لها ما يؤثر عليها بشكل مباشر في ملفات الشرق الاوسط أو الحرب الدائرة في المنطقة سواء بالوكالة او بشكل مباشر، على العكس من العراق، الذي يعد نقطة اساسية في كل ملفات المنطقة، ولاسيما في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فضلًا عن حرب غزة، وما نشهده من اتساع لدائرة الصراع في المنطقة، والصراع الدائر بالوكالة بين محور المقاومة وأمريكا. لذا فأن عودة ترامب ربما ستؤجج طبيعة الصراع الدائر في العراق، وربما تقوض العلاقة الأمريكية – العراقية إلى أسوء مراحلها التاريخية، ولاسيما إذا ما استمرت الفصائل العراقية بضرب المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة؛ الأمر الذي من شأنه أن يزيد من اتساع دائرة الصراع بشكل فعلي، وما يمكن أن يؤدي به من حالة عدم استقرار على كافة المستويات، ولاسيما من الناحية الاقتصادية والأمنية.
أما في الملف الإسرائيلي – الفلسطيني، فاليمين المتطرف في إسرائيل يعول على عودة ترامب إلى السلطة "للاستمرار في سياسات الحرب والاستيطان أو على الأقل ضمان عدم وجود ازعاج أمريكي، وربما سيكون هناك تعويل لضم أراض جديدة. وعلى الرغم من أن سياسة دعم إسرائيل التي اعتمدها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بدأت ترتد عليه سلبًا بين صفوف الشباب المؤيدين للحزب الديمقراطي، إلا أن من غير المتوقع أن يقف ترامب ضد هذا الدعم، لكنه أظهر خلال مواقفه من الحرب اثناء دعايته الانتخابية مواقف متصلبة ومنتقدة للحرب الإسرائيلية على غزة، وطريقة إدارة بايدن لها، إذ وصف ما يحدث في غزة بـ “الفظيع والرهيب"، وأعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين في القطاع. وتطرق ترامب –في احدى مقابلة، إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واعتبرها أمرا لا يصدق، موجهًا انتقادات إلى الدعاية الإسرائيلية حيال الحرب بقوله: "إسرائيل بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في العلاقات العامة، لأن الطرف الآخر يوجه لهم ضربة على هذه الجبهة". إلا أن هذا يمكن أن يندرج ضمن الدعاية الانتخابية واستمالة الجمهور الأمريكي، وليس مصداق حقيقي لمواقف ترامب السياسية اتجاه إسرائيل، ولاسيما أن المواقف السابقة للرئيس الأمريكي السابق كانت لصالح إسرائيل؛ لهذا فمن غير المرجح أن يواصل ترامب محاولات جو بايدن لتخفيف العمليات الإسرائيلية في غزة، فقد كان حليفًا منذ فترة طويلة لـ “إسرائيل"، وأصبح أول رئيس أمريكي يعترف رسميًا وبشكل مثير للجدل بالقدس عاصمة لها في عام 2017.
بالمجمل، اذا ما نجح ترامب بالوصول مرة أخرى إلى البيت الابيض، فمن المتوقع جدًا أن تكون هناك تغيرات على مستوى أحداث وقضايا الشرق الاوسط، سواء فيما يتعلق بالجانب العربي–الخليجي أو في طبيعة التنافس الصيني–الأمريكي في المنطقة، فضلًا عن موقف الرئيس السابق من إيران ونشاطها السياسي والعسكري في المنطقة، إذ من المتوقع أن يعمل الرئيس الأمريكي الجديد على عزلها وفك العلاقة التي نسجتها السعودية معها، وخنقها بالعقوبات الاقتصادية مرة أخرى، وتقويض نشاطها وادواتها العسكرية في المنطقة، وربما سيكون العراق ساحة مفتوحة للصراع الإيراني–الأمريكي. لعل كل دول العالم لها ما يؤهلها من ادوات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وحكومات وانظمة سياسية، للتعامل مع المتغيرات والتطورات الدولية، ولاسيما مع تغيَّر الإدارات الأمريكية، على العكس من العراق، الذي يعد من أهم دول المنطقة، إلا أنه لا يزال يفتقد إلى أبسط الادوات السياسية للتعامل مع المتغيرات الدولية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي، على الرغم من الامكانات والموارد والموقع الجيوسياسي الذي يتمتع به وأهميته كدولة فاعلة في المنطقة، فهو لم يصل بعد إلى الاستقرار السياسي الذي من الممكن ان يؤهله أن يأخذ دوره الطبيعي في المنطقة، ولم يستطيع حتى الآن ضبط علاقاته الخارجية وفك ارتباطه السياسي غير الرسمي مع إيران، ولم يتمكن أيضًا من ضبط حركة الفصائل المسلحة داخل الساحة السياسية المحلية والإقليمية، فضلًا عن ذلك، فهو لا يمتلك الادوات الكاملة التي تسعفه للتعامل مع عودة ترامب للبيت الأبيض، وربما لا يمتلك الرؤية السياسية والاستراتيجية للتعامل مع هذا الملف، ولاسيما في ظل المخاطر التي تحدق بالعراق والمنطقة في ظل الصراع الأمريكي–الإيراني ودور الفصائل المسلحة في هذا الصراع، فضلًا عن حرب غزة وما يمكن أن تؤدي اليه من تداعيات على العراق والمنطقة.
اخيرًا، لا يمكن التعويل على فرضية جوزيف ناي، بأن قدوم ترامب إلى البيت الابيض سيؤدي إلى انحدار القوة الأمريكية، فالتعبير قد يكون مبالغ به؛ لأن الرئيس الأمريكي مهما يكون انتماءه وسلوكه السياسي، لايمكن أن يتلاعب بالمصالح الأمريكية وهيمنتها على العالم بالقدر الذي يحط من قوة أمريكا حول العالم، فدونالد ترامب، لديه تصور كامل عن القوى المنافسة التي تريد الاطاحة بالهيمنة الأمريكية، سواء كانت الصين أم روسيا، فضلًا عن ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات ولا يمكن أن تتسامح مع أي رئيس من شأنه أن يهدد أمنها ومصالحها القومية وهيمنتها العالمية، بأي شكل من الأشكال.
اضف تعليق