وعندما تتضارب المصالح بين دولة كبرى تريد ترسيخ الهيمنة والحفاظ على نفوذها وأطماعها مثل الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة تتمرد على الهيمنة وتسعى لتغيير قواعد اللعبة لصالحها مثل ايران فان المسرح المفضل للصراع الذي لايصل للحرب هو المساحة الجغرافية الأضعف التي تشتبك عندها الحدود الجيوسياسية لواشنطن وطهران ويسهل فض الاشتباك وليس هناك مكان انسب من العراق...
الممارسة السياسية في العراق لاتعكس اي نوع من تراكم التجارب ولا تنسجم مع إيقاع العصر الفعل السياسي في العراق هو اللاسياسة، والخطاب العراقي هو ذاته الذي ادخلنا كوارث الثمانيات ومجاعة التسعينات وفوضى مابعد 2003 .
لم يدرك القادة اليوم ان مفهوم السيادة تغير في عصر تراجعت فيه الحدود الجغرافية لصالح الحدود الجيوسياسية التي ترسمها مساحة النفوذ والتحالفات المرنة لا أطالس الجغرافية .
الإيرانيون والأتراك وبلدان الخليج وكل من حولنا يسبقوننا بخطوات في فهم معادلة الحدود المرنة فوصلت تركيا إلى ليبيا والصومال ووضعت اقدامها في قطر وجيبوتي والنيجر وتمددت الإمارات إلى موانيء المتوسط في اكثر من نقطة استراتيجية وتحكمت إيران بباب المندب جنوبا وتوغلت باتجاه حوض قزوين شمالا ووصلت روسيا لسواحل المتوسط في اللاذقية وطرطوس لتحقيق حلم الوصول للمياه الدافئة ناهيك عن تمددها غربا باتجاه سواحل القرم وإقليم الدونباس .
اما الولايات المتحدة فالمساحة الجيوستراتيجية لها هي العالم اجمع من خلال نشر 845 قاعدة عسكرية في المواقع الاستراتيجية في جميع قارات العالم، ضمنها قواعدها في قطر والبحرين والكويت والأردن والإمارات وتركيا وسوريا والعراق اضافة إلى قواعدها المهمة في اليابان وكوريا وألمانيا ..
وعندما تتضارب المصالح بين دولة كبرى تريد ترسيخ الهيمنة والحفاظ على نفوذها وأطماعها مثل الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة تتمرد على الهيمنة وتسعى لتغيير قواعد اللعبة لصالحها مثل ايران فان المسرح المفضل للصراع الذي لايصل للحرب هو المساحة الجغرافية الأضعف التي تشتبك عندها الحدود الجيوسياسية لواشنطن وطهران ويسهل فض الاشتباك وليس هناك مكان انسب من العراق.
اقول لقادة العراق الذين يسهل استدراجهم للفخ الاستراتيجي ان الشعب ومصالحه امانة تاريخة في ايديكم تمعنوا في الخرائط الجيوسياسية واتركوا خرائط الجغرافية التي عفا عليها الزمن .تذكروا خطاب الواقعية واتركوا خطاب الثمانيات غادوا عقلية الشعراء وفكرا بعقلية المهندسين فالوقت وقت البناء لا البكاء
انتبهوا لترميم جراح شعب انهكته الحروب العبثية واستنزفت قدراته سياسة اللاسياسة ..ابحثوا عن السياسة وغادروا اللاسياسة.
اضف تعليق