من الأشياء المفرحة قيام وزارة الكهرباء بجولات ميدانية للبحث والتفتيش عن المنازل التي لم تضع مقياس للكهرباء، وتعمد الى وضع المقياس على خلاف رغبة المواطن لضمان مراجعته في الأشهر القادمة لدفع الاشتراك الشهري، وفي هذه الخطوة تكون الوزارة قد اتجهت الى خطوات في الاتجاه الصحيح...
من الأشياء المفرحة قيام وزارة الكهرباء بجولات ميدانية للبحث والتفتيش عن المنازل التي لم تضع مقياس للكهرباء، وتعمد الى وضع المقياس على خلاف رغبة المواطن لضمان مراجعته في الأشهر القادمة لدفع الاشتراك الشهري، وفي هذه الخطوة تكون الوزارة قد اتجهت الى خطوات في الاتجاه الصحيح.
لكل عمل لابد من أساس يرتكز عليه ومتى اُتقن هذا الأساس من ناحية قوته ورصانته، سيكون البناء صحيحا وان لم يكن سريعا، فقيام الحكومة وتحديدا وزارة الكهرباء بعملية ربط المقاييس، يعني انها وضعت اللبنة الأولى نحو القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي رافقت العراقيين منذ تغيير النظام في البلاد الى يومنا هذا.
ربط المقاييس بصورة اجبارية يعظم وبشكل مباشر الإيرادات الحكومية العائدة من القطاع الكهربائي، الذي يعد من القطاعات المترهلة في البلاد، وبحاجة الى المزيد من الدعم الحكومي والجماهيري للخروج به الى منطقة النور، ولا يخفى ما قدمته الوزارة والحكومات السابقة لهذا القطاع المهم خصوصا في السنوات القليلة الماضية بعد ان تعالت الأصوات الناقمة على النقص في التجهيز.
الركيزة الأساسية التي يجب ان يقف عليها القطاع الكهربائي هي المال الكافي، وهو ما سيعمل على توفيره ربط المقاييس التي بموجبها تجعل فواتير الكهرباء تذهب وبصورة مباشرة الى ميزانية الوزارة والدولة معا، بينما كانت في السنوات الماضية تُهدر الأموال دون إحساس بالذنب من المواطن او التقصير من قبل الحكومة في الوقت نفسه.
على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة للمنازل الخالية من المقاييس الكهربائية، الا ان الواقع يشير الى ارتفاع النسبة مقارنة بالمشتركين، وهو ما شكل ضغطا على المحولات الكهربائية وأدى انفجار بعضها وخروجها عن الخدمة لأيام وإلحاق الأذى بالمواطنين الآخرين.
من فوائد ربط مقاييس الكهرباء هو تجنب إضاعة الطاقة الكهربائية عبر تشغيل عدد غير محدود من المصابيح المسرفة للتيار الكهربائي، وبذلك تزداد الاحمال على الاسلاك الكهربائية والمحولات، بينما إذا رُبطت هذه المقاييس سيكون جميع افراد الاسرة حراس أمناء على إطفاء المصابيح والأجهزة الأخرى غير الضرورية.
فالإطفاء سيخفض وبشكل كبير من قيمة الفاتورة المنزلية التي يجب دفعها في نهاية الشهر او كل شهرين بحسب النظام المتبع في كل مدينة او منطقة من مناطق البلاد، اذ يسهم الاهتمام بهذا الجانب بطول عمر الخطوط الناقلة للطاقة الكهربائية التي تتعرض بين فترة وأخرى الى انقطاع وخروج عن العمل.
ارتفاع الفواتير التي يجب على المواطن تسديدها يدفع بقسم كبير من الاسر الى الابتعاد كل البعد الاسراف في الطاقة وبالنتيجة تقل الكمية المستهلكة من الكهرباء، وقد يقلل من الاعتماد على الطاقة المستوردة من احدى دول الجوار التي ندفع لها بالعملة الأجنبية وبأسعار مضاعفة.
ومن أدوات ضبط الطاقة الكهربائية وعدم تبديدها من قبل الأهالي القيام بربط عدادات تعمل بطريقة الدفع المسبق، وبهذه الطريقة يكون المواطن مجبور على الدفع للحصول انارة يقضي عليها التزاماته واشغاله اليومية، فلا أحد يستطيع ان يقي ساعات عديدة من يومه في الظلام، فضلا عن دخول التيار الكهربائي في اغلب المهام اليومية للأفراد، وهنا يكون الفرد ملزم بالدفع لضمان الاسمرار.
العراق من البلدان التي حباها الله بمصادر كثيرة للطاقة الطبيعية، بقي على أصحاب القرار توظيفها التوظيف الصحيح واستثمارها بما يجعله من الدول التي حققت الاكتفاء الذاتي وربما الذهاب نحو التصدير الى الخارج، وليس بغريب ان نصل هذه النهاية طالما الأساس رصين ومتين.
اضف تعليق