السؤال عنوان المقال يستبطن اسئلة أخرى، تستحقُ الطرح والتفكير والاجابة لماذا الإصرار من الطرف الأمريكي للبقاء على قواته والأخرى في العراق؟ وهل الهدف من تواجدها، كما هو معروف رسمياً، تدريب القوات المسلحة العراقية و تطوير أدائها، وللحيلولة دون عودة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى؟ وهل ساهمَ تواجدها في ترسيخ أمن و استقرار المنطقة...
السؤال عنوان المقال يستبطن اسئلة أخرى، تستحقُ الطرح والتفكير والاجابة لماذا الإصرار من الطرف الأمريكي للبقاء على قواته والأخرى في العراق؟ وهل الهدف من تواجدها، كما هو معروف رسمياً، تدريب القوات المسلحة العراقية و تطوير أدائها، وللحيلولة دون عودة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى؟ وهل ساهمَ تواجدها في ترسيخ أمن و استقرار المنطقة، وهو الهدف الذي تتذرع به الادارات الأمريكية في تبرير وجود قواعدها في المنطقة ؟
ألمْ يعدْ كافياً، عديد القواعد والقوات الأمريكية والغربية المتواجدة في المملكة العربية السعودية، وفي باقي دول الخليج، و في سوريَة، من اجل محاربة او احتواء داعش والإرهاب ؟
القوات الأمريكية المتواجدة في العراق شّنتْ هجمات جويّة على مواقع للجيش العراقي والحشد الشعبي، واغتالت قادة و مُقاتلين اكثر مما فعلتهُ مع داعش والعصابات المُسّلحة !
وجودها كان و ما يزال عبئاً ثقيلاً على سيادة العراق وشعبه وحكوماته المتعاقبة، وموضوع تساؤلات ونقاشات عند الشعب العراقي وممثليه في مجلس النواب، وكذلك موضوع شكْ وريبة لدى دول الجوار، واقصد إيران و سوريّة، وخطر على امنهما . ولمواجهة هذا التحدي والخطر، صوّتَ مجلس النواب في العراق،وبتاريخ ٢٠٢٠/١/٥ على قرار يُلزمْ الحكومة على اخراج القوات الاجنبية من العراق . وجاء القرار على اثر ارتكاب القوات الأمريكية اغتيال سليماني والمهندس على طريق مطار بغداد في الثالث من شهر كانون الثاني عام ٢٠٢٠ .
الأمريكان والصهاينة إذا دخلوا بلداً خرّبوه وافسدوه .تلك افغانستان، وهذه فلسطين، وسوريّة، وهذا حال منطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربي .
لا نيّة للأمريكيين بالخروج من العراق، والاسباب مُتعدّدة .يعوِّلُ الأمريكان كثيراً على طبيعة المشهد السياسي في العراق،والذي يسير بقرارات توافقيّة! فهل اخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق يحظى بموافقة ممثلي وقادة كُرد العراق، وجميع ممثلي وقادة سُنّة العراق ؟ نجدُ الجواب على هذا السؤال، في العودة إلى حيثيات جلسة مجلس النواب وقرارها الصادر يوم ٢٠٢٠/١/٥، والذي الزمَ الحكومة حينها بأخراج القوات الاجنبية من العراق، حيث تغيّبَ الكثير من اعضاء مجلس النواب من المكّون السُني، وقاطعَ النواب الكُرد الجلسة . بالرغم من الغياب و المقاطعة،تمَّ التصويت أصولياً على قرار اخراج القوات الاجنبية، ولكن هل تّمَ تنفيذ القرار،رغم مضي اربع سنوات على تاريخ إصداره ؟
حتى و إنْ غادرت القوات الأمريكية والاجنبية وأغلقت قواعدها في بغداد وفي المحافظات الأخرى،هل ستغادر القوات الأمريكية قواعدها البرية والجوية والمنتشرة في كردستان العراق ؟
لا اعتقد ذلك، بل، ربما أربيل ستقترح على الطرف الأمريكي استضافت قواعده في الاقليم .
بعبارة أُخرى،قبل إقناع الامريكين والقوات الأخرى بمغادرة العراق، بالحوار والتفاوض، علينا تأمين رضا و موافقة المكونات السياسية الأخرى (بعض الاخوة السّنة و الكُرد) بمشروع اخراج القوات الأمريكية و الاجنبية من العراق . هذا هو واقع المشهد السياسي في العراق بين حرص رئيس الحكومة على المضي بتطبيق ارادة الشعب وضمان سيادة العراق و حرصه على وحدة العراق والنجاح بتحقيق توافق سياسي لإخراج القوات الأمريكية والاجنبية، و تحاشي الفتنة،والا يخرج الأمريكان من بغداد والمحافظات الأخرى ويتمركزون في محافظات اقليم كردستان .
سيماطل الأمريكان وسيسعون إلى تسويف الجهود والقرارات الهادفة إلى غلق قواعدهم و مغادرتهم،و سيستعينون بكافة الوسائل من اجل البقاء، ويتذكّر الجميع مداخلات رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم، في فضائية الجزيرة و فضائيات اخرى،حين تحدّثَ و بصراحة،عن دور امريكا في توظيف و استخدام الجماعات المسلحة في العراق و في سوريا،كما نتذكّر الاتهامات التي ساقها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ترامب إلى الذي سبقهُ في الرئاسة (واقصد الرئيس اوباما )،و إلى السيدة هيلاري كلنتون في أدوارهما بصناعة داعش .
شعار الأمريكان حين دخلوا العراق هو ” جئنا لكي نبقى ”، وتشييدهم لسفارتهم ونشاطاتهم في كل الأصعدة هي مؤشرات لنيّة أقامتهم، و الذي ساعدهم على تكريس نواياهم هو الاتفاقية الاستراتيجية واتفاقيات التعاون الأخرى، وتواصلهم الحميمي مع كافة المكونات السياسيّة، وكذلك اتفاقيات التعاون مع الناتو .
لماذا يصّرُ الأمريكان وحلفاؤهم على البقاء في العراق، و ماهي مصالحهم ؟
للأمريكين في العراق مصلحة استراتيجية سياسية وعسكرية اكثر من كونها اقتصادية، وجودهم في العراق يوازي وجود الروس في سوريّة، ووجودهم في العراق يوازي نفوذ إيران في العراق و في المنطقة .وجودهم في العراق ضرورة تقتضيها مصلحة إسرائيل،لاسيما في الوقت الراهن،حيث تواجه إسرائيل ليس خطرا أمنيا،وانما خطر وجودي، و تأتي مطالبات العراق المشروعة بأخراج القوات الاجنبية من العراق، في وقت لا يناسب مصالح إسرائيل وامريكا .هكذا تفّكر الادارة الامريكية،المرهونة قراراتها بخصوص المنطقة،بمصلحة إسرائيل أولاً و آخراً .
وجود القوات الأمريكية والاجنبية في العراق لغرض التدريب و المشورة و محاربة داعش، ولكن الاهداف هو حماية مصالح إسرائيل ومصالح حلفائها في المنطقة،و احتواء إيران والحيلولة دون التمدّد الروسي و الصيني .
لا نستغرب،قد يلجأ الأمريكان إلى تبني عُذراً آخر أو حُجّة اخرى لتبرير بقائهم ووجودهم في العراق،حين يتقادم عُذر داعش، والعُذر الجديد هو حماية النظام الديمقراطي في العراق من خطر ايران او روسيا .
اضف تعليق