ندعو من الله ان يكون في العراق خطباء مثل الفقيد الفالي الذي ذاع صيته في الارجاء حيا وميتا، وهم كثر ولو اتفق الخطباء على تغليب مصلحة الوطن والمواطن وتثبيت اركان الدين واصلاح المجتمع لكنا اليوم في خير كثير ولما استطاعت الافكار الهدامة والمخدرات ان تنخر شبابنا وتأكل في...
يقول الامام الصادق عليه السلام: إذا مات المؤمن الفقيه ثُلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء... فما بالك اذا كان هذا الفقيه الفقيد واعظا متمكنا من علمه واصلا الى الناس مؤثرا فيهم مستمعين ومنصتين اليه، اغلق بين الحرمين في كربلاء المقدسة لحظة تشييعه من زحمة المحبين والمعزين وتوقفت الحوزات العلمية في النجف الاشرف يوم وصول جثمانه وخرج العلماء والفضلاء وطلبة الحوزات لتوديعه...
انه خطيب المنبر الحسيني السيد محمد باقر الفالي الذي وافته المنية الاسبوع الماضي وهو في قمة عطاءه. فما اهمية المنبر؟ وما دور الخطيب المطلوب في الوقت الحالي؟
يعتبر المنبر دار وعظ وارشاد واصلاح وله اهمية بالغة في وقتنا الحاضر، رغم التطورات الحديثة ووسائل التواصل التي غزت كل المنازل الا ان وقع الخطيب وتأثيره المباشر كان ولا يزال ذو اثر بالغ في المتلقي فاق ما امتازت به مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك نهض بهذا المنبر رجال من كافة الطوائف وتركوا بصمة لا تمحى في خدمة الاسلام والمسلمين وخدمة قضايا الوطن والمواطن... وفي المجتمع الديمقراطي نحتاج الى الوعاظ على مستويين:
الاول- وعظ الحكام والساسة والتنبيه الى القضايا الخطيرة في ابعادها.
والثاني- توجيه وارشاد الجمهور وتوعيته في القضايا محل اهتمامه.
والاهم من كل ذلك توحيد الخطاب اولا؛ والابتعاد عن الخلاف ثانيا؛ والبحث في المشتركات ثالثا؛ وتنقية القيم الدينية من المصالح الفئوية والحزبية والمناطقية رابعا.
هذه هي مسؤولية رجل الدين والخطيب ايا كانت خلفيته لأنه مؤثر يحرك المشاعر ويتقبله الناس وينصتون له، وندعو من الله ان يكون في العراق خطباء مثل الفقيد الفالي الذي ذاع صيته في الارجاء حيا وميتا، وهم كثر ولو اتفق الخطباء على تغليب مصلحة الوطن والمواطن وتثبيت اركان الدين واصلاح المجتمع لكنا اليوم في خير كثير ولما استطاعت الافكار الهدامة والمخدرات ان تنخر شبابنا وتأكل في صميم مجتمعاتنا... انها دعوة للنهوض بالمنبر والاهتمام به لما له من دور كبير في تطوير المجتمعات وتقدم الاوطان.
اضف تعليق