لا عجب اليوم ان تقف قلبا وقالبا الولاياتُ المتحدة راعيةُ الاستعباد والاسترقاق والاضطهاد والمظالم المروعة مع ربيبتها المسخ التي لاتتوانى عن قتل الاطفال وضرب المستشفيات، بل صارت المستشفيات والمدارس والتجمعات السكنية والمساجد والكنائس والناس العزل اهدافا حربية لها وهي تفتخر وتتباهى بذبح الاف الاطفال شهداء مضرجين ودفنهم تحت...
في غزة الشهيدة لم يحدث الامر لأول مرة التي يتنكر فيها المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وتنحاز القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب الى السلطة الغاشمة التي تحكم اسرائيل اليوم وهذا ديدنها منذ تأسيس هذا الكيان (1948) والى اليوم، فهذا ليس بجديد لمن يستقرئ تاريخ الشرق الاوسط وعلاقة الولايات المتحدة بريبتها اسرائيل فلا يوجد جديد يضاف الى تاريخ هذه الدولة التي عدّت بالقطب الاكبر او الاوحد في هذا العالم المتأمرك، بعد غياب او سقوط الاتحاد السوفييتي فليس هنالك من جديد في هذا الانحياز المريب سواء على مستوى الادارات الأمريكية المتعاقبة جمهوريين كانوا ام ديمقراطيين فالجميع وقعوا في ذات المستنقع، او على مستوى الفيتوات التي طرحها مندوبو الولايات المتحدة في اروقة الامم المتحدة ضد القرارات الاممية التي ساندت القضية الفلسطينية وهكذا بقية القرارات الانسانية (فالجديدُ هو القديمُ) كما يقول الجواهري.
وبالرجوع الى الوراء (فلاش باك) الى حيثيات التاريخ الذي رافق انشاء وتأسيس امريكا قبل ان تصبح قوة عظمى ومن ثم الاعظم كما يصفها منظروها لا تفارق المخيال الجمعي العالمي سلسلة الابادات المريعة التي شنها المستوطنون الاوائل ضد الهنود الحمر (السكان الاصليين) بعد ان وطئت اقدام كولومبس ارضهم، يضاف اليها سلسلة الابادات العنصرية والاستعباد (الاسترقاق) اللاانساني ضد الزنوج الذين بسواعدهم وحياتهم قامت الحضارة الامريكية (إن وجدت) وهي مَدينة لهم بهذا، وماتزال السرديات تروي قصصا فظيعة ومروعة حول استرقاق الزنوج واستعبادهم اللاانساني ومعاملتهم كالحيوانات البشرية في سيرك رخيص.
لذا لا عجب اليوم ان تقف قلبا وقالبا الولاياتُ المتحدة راعيةُ الاستعباد والاسترقاق والاضطهاد والمظالم المروعة مع ربيبتها المسخ التي لاتتوانى عن قتل الاطفال وضرب المستشفيات، بل صارت المستشفيات والمدارس والتجمعات السكنية والمساجد والكنائس والناس العزل اهدافا حربية لها وهي تفتخر وتتباهى بذبح الاف الاطفال شهداء مضرجين ودفنهم تحت ركام الانقاض بحجة "الدفاع عن النفس"، وشبيه الشيء منجذب اليه فسارت على خطاها بذات خارطة الطريق المُسرف في القتل والاستعباد والاضطهاد والمظالم اللاانسانية وانتهاك حقوق الانسان.
وما فيتنام ببعيدة ـ وهي التي جعلتها امريكا ارضا محروقة وساهمت بإبادة شعبها بعد ان استخدمت جميع الاسلحة المحرمة دوليا كما فعلت مع هيروشيما وناكزاكي ـ عما يجري الان في غزة التي تشهد كارثة انسانية لم يشهد لها التاريخ مثلا، ومعها كل الشعوب التي عانت من الغطرسة الامريكية التي جاوزت اصول وقواعد الاشتباك وما يعرف بـ (قانون الحرب) او (قانون النزاعات المسلحة)، وهو احد فروع القانون الدولي العام الذي يستند بالأساس الى قواعد الاشتباك قبل تدوينها حسب اتفاقيات دولية، وابرز قاعدة فيه هي قاعدة التفرقة الملازمة للحروب والتي تعني التمييز بين المقاتل حامل السلاح وبين المدني الذي لايحمل السلاح.
في الحقيقة المعركة لم تكن متكافئة اصلا لان حماس لاتقاتل مجاميع يهودية معتدية على الارض بل ان المعركة في الاساس هي مع الولايات المتحدة الامريكية ذاتها بكل ما أوتيت من قوة وجبروت، وهو ما اكده السادات حينما عُوتب على اتخاذه وقف اطلاق النار من جانب واحد مع اسرائيل في حرب اكتوبر 73 قال انا لا اقاتل مجاميع يهودية او جيشا يهوديا بل اقاتل الولايات المتحدة شخصيا بكل جبروتها وغطرستها ومعها الناتو وكل القوى الكبرى بل اقاتل العالم.
وهو مايحدث اليوم فالوحش الكولونيالي هو ذاته وقد اعاد نفسه في هولوكوست غزة.
اضف تعليق