بعيدا عن كل شيء فان الوقوف بهذه الطريقة يشوه منظر المدينة الجميل، ويعطي انطباع لمن يدخلها لأول مرة، بأن المدينة خارج نطاق التنظيم الإداري او الارشادي القائم في عموم محافظات البلاد، وان الافراد لا يحترمون سلطة الدولة، الى جانب إيصال رسالة واضحة عن ضعف تطبيق القوانين المرورية...
قد تضطر الى تأجيل خروجك مع اصدقائك او لقضاء مصلحة معينة بعد ان تكتشف عدم امكانيتك الخروج بسبب وقوف خاطئ لاحد السائقين امام باب منزلك، وممكن ان يطول الوقوف لساعات دون مراعاة الضرر الذي يسببه الى الاسر التي ابتليت بوقوع منازلها بالقرب من المناطق التجارية.
ليس فقط في المناطق السكنية، تتقاسم الطرقات العامة هذه الظاهرة فتجد من يوقف عجلته بصورة مخالفة للتعليمات المرورية، ويضيق الطريق على المارة، دون رادع ذاتي او خوف من القانون، اذ تتكرر هذه الحالة يوميا ولا نجد من يشخصها ويمنعها من التكرار.
بعيدا عن كل شيء فان الوقوف بهذه الطريقة يشوه منظر المدينة الجميل، ويعطي انطباع لمن يدخلها لأول مرة، بأن المدينة خارج نطاق التنظيم الإداري او الارشادي القائم في عموم محافظات البلاد، وان الافراد لا يحترمون سلطة الدولة، الى جانب إيصال رسالة واضحة عن ضعف تطبيق القوانين المرورية وفرض قوتها من قبل الجهات المعنية.
من مظاهر ضعف الجهات المرورية في البلد هو خلو او قلة الطرقات العامة من العلامات الارشادية التي تحذر من الوقوف في الأماكن غير المناسبة او المناطق التي عادة ما تكتظ في أوقات الذروة، كأن تكون مناطق عيادات أطباء او محلات تجارية او مطاعم تقصدها الاسر يوميا وفي نفس الوقت لا توجد ساحات للوقوف.
ومن الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها مديريات المرور العامة في جميع المحافظات هو عدم تنسيقها مع الحكومات المحلية لإجبار أصحاب المولات التجارية على أنشاء كراجات خاصة لوقوف السيارات، اذ يضطر الأهالي الى الوقوف الخاطئ الذي أشرنا اليه في مقدمة المقال، وخلق الازدحامات المرورية الروتينية.
ورغم التحذيرات المتكررة من وزارة الداخلية، مشفوعة بتسجيل المخالفات وفقا للقانون، لاتزال ظاهرة الوقوف الخاطئ سواء كان الوقوف عرضيا أم طوليا، منتشرة في الكثير من المناطق، الأمر الذي يؤثر على حركة المرور كما أنه يسبب حوادث مرورية، ولم تجدي جميع أساليب الردع المستخدمة نفعا مع السائقين من قليلي الذوق.
حتى اضطر عدد كبير من الأهالي الى وضع كتابات تحذيرية تمنع الوقوف امام المنازل او المحال التجارية؛ ذلك ان هذه التصرفات تتنافى مع الذوق السلوكي العام ولا تنطبق مع اساسيات وشروط السياقة، التي يجب ان يضعها في الحسبان كل من يتحمل مهمة القيادة.
لكل ظاهرة عوامل تساعد على اختفاءها او تقليل ظهورها او على اقل تقدير عدم اتساعها، ومن بين هذه العوامل التي تمنع انتشار الظاهرة، تكثيف الحملات التوعوية والارشادية لتجنب الوقوف الخاطئ والوقوع في مصيدة العقوبات الصارمة من قبل رجال المرور، فمن دون ذلك لا يمكن للقانون ان يسود او يحترم.
وإن كان من المستحيل او الصعب توفير ساحات وقوف عامة، فقد يكون امام الحكومات المحلية والمركزية خيار توسعة الطرقات القريبة من الأسواق وتقليص مساحة الأرصفة؛ لضمان وقوف آمن غير مؤثر على حركة السير فضلا عن توفير الراحة للأهالي الذين يُطيلون البحث عن منفذ بسيط لوقوف عجلاتهم.
يأتي من الحلول الممكنة أيضا فسح المجال امام الجهات الاستثمارية لبناء كراجات بطوابق متعددة، تحتضن أكبر قدر ممكن من العجلات بأقل مساحة، اذ يعد ذلك من الأساليب المتبعة في الدول المتقدمة للقضاء على ظاهرة الوقوف الخاطئ التي تربك المشهد العام.
اضف تعليق