ثمة سؤال يتبادر للذهن، ويتم مناقشته بين كثير من المراقبين للشأن السوري، وما يدور في خصوص التداعيات العسكرية في الساحة السورية، السؤال يحمل في فحواه الاسباب التي تقف وراء تغيير مواقف الدول الاوربية ازاء بقاء او رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ويبحث السؤال ايضا عن اجابات وافية للعوامل والظروف والاسباب التي ساعدت في تغيير المواقف الاوربية، فهل للموقف الروسي العسكري الاخير دخل في ذلك، أي قبول كثير من قادة الدول الاوربية ببقاء الاسد في المرحلة الانتقالية في منصبه كرئيس لسوريا، أم هناك ظروف ضاغطة اخرى دفعت الانظمة الاوربية لتغيير موقفها، كالهجرة والاوضاع الانسانية الكارثية التي يعيشها ملايين من النازحين والمهجرين، فضلا عن الشعب السوري الذي يعاني من كوارث امنية متلاحقة لا زالت تتضاعف مع مرور الوقت بسبب القتال الدائر على الارض السورية منذ سنوات؟.
لقد ابدى نظام الرئيس بشار الاسد بأسا شديدا في ادارة الصراع مع اعدائه، وهذا ما يشهد عليه حتى اعداؤه، وقد استثمر الاسد مكامن الدعم الاقليمي والداخلي بصورة نموذجية لكي يدير الصراع مع اعدائه بحنكة، ان مجرد صمود الاسد ونظامه على رأس السلطة في سوريا طيلة هذه السنوات، يؤكد على نجاح وحنكة وذكاء في التعامل مع ظروف المنطقة وداخل سوريا ايضا، وقد كان للدعم الايراني وحزب الله الدور الاقليمي الكبير الذي ساعد بشار الاسد على الصمود، ليبرز الآن بقوة دور روسيا الداعم لبشار الاسد سياسيا وعسكريا، تبعا للتوازنات العالمية والصراعات القائمة بين مصالح الغرب والشرق في العالم.
ولعل آخر مؤشرات هذا الصراع بين روسيا والغرب، هو الموقف المتناقض تماما بين بوتين واوباما، حيث الاخير يرفض بقاء الاسد في السلطة، فيما يصر بوتن على بقائه، ولعنا نفهم ان اصرار الموقف الروسي على بقاء الاسد، لا يتعلق بشخصه ولا بنظامه، بقدر ما يتعلق الامر بموقف روسيا نفسها ومصالحها السياسية التي تعتمد على بقاء بشار الاسد، فيما تسعى امريكا والغرب الى العكس من ذلك، لكنها في الظرف الراهن غيّرت من اسلوبها في التعامل مع هذا الملف الشائك، وابدت مرونة كبيرة وواضحة بخصوص امكانية بقاء الرئيس بشار الاسد في سوريا بالمرحلة الانتقالي، وهي موقف يتنامى وينتقل من حكومة اوربية الى اخرى بعد ان كانت رافضة لبقاء الاسد كرئيس لسوريا ونافية لأي دور سياسي له في هذه المرحلة، أما الاسباب فهي تعود الى تواجد القوات الروسية في الارض السورية بشكل فعلي، ولم يعد الموقف السوري كلاما فحسب وانما تحول الى التطبيق الفعلي لدعم بشار الاسد، فضلا عن الضغوط التي يتعرض لها الغرب بشأن الاوضاع الانسانية المأساوية للشعب السوري، وهذا الامر يشكل عاملا ضاغطا جعل من الحكومات الغربية تغيير اساليبها والكثير من قناعاتها، لكي تضع حدا للصراع العسكري فوق الارض السورية حيث الشعب هو الذي يتحمل النتائج الكارثية وليس الحكومة، بالاضافة الى ان الهجرة بدأت تضغط بقوة على الغرب لايجاد الحل المناسب، ويضاف الى ذلك قوة الموقف لروسي بحضورها العسكري الفعلي في ادارة الصراع على الارض السورية.
الغرب والتوافق على استراتيجية حول سوريا
في هذا السياق يحاول القادة الاوروبيون التوافق على الاستراتيجية الواجب اتباعها حول سوريا وخصوصا بعد التعزيزات العسكرية الروسية الاخيرة في هذا البلد فيما بات اشراك الرئيس السوري بشار الاسد في الحوار احتمالا مطروحا بشكل متزايد.
فقد دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى اشراك الاسد في اي مفاوضات تهدف الى انهاء النزاع في بلاده المستمر منذ اربع سنوات، وقالت ميركل للصحافيين اثر قمة طارئة في بروكسل عقدها قادة الاتحاد الاوروبي للتباحث في ازمة اللاجئين "علينا ان نتحدث مع افرقاء كثيرين، وهذا يشمل الاسد وكذلك ايضا اطرافا آخرين". بحسب فرانس برس.
وياتي موقف المانيا، اكبر قوة اقتصادية وسياسية في اوروبا، مع بداية تغير في مقاربة الغرب تجاه النظام السوري خصوصا في ظل اسوأ ازمة هجرة تواجهها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مع تدفق مئات الاف الهاربين من الحرب الى اراضيها.
وقبل يومين على انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك حيث ستكون سوريا من ابرز المواضيع على جدول الاعمال، اعلنت موسكو تنظيم مناورات عسكرية بحرية مشتركة قريبا، وشددت وزارة الدفاع الروسية على ان الامر يتعلق بمناورات "روتينية" الا انها تتزامن مع تعزيز الوجود العسكري المتزايد على الارض في سوريا.
وياتي هذا التعزيز في الحضور العسكري الروسي في موازاة حملة دبلوماسية للرئيس فلاديمير بوتين الذي يتوجه الاسبوع المقبل الى نيويورك للمطالبة بتشكيل ائتلاف دولي كبير ضد تنظيم الدولة الاسلامية يشمل النظام السوري الذي لم تتوقف موسكو عن دعمه منذ بدء الازمة في 2011، وازاء هذا التصعيد السياسي والعسكري، بات الغربيون المنقسمون والعاجزون ازاء المأساة في سوريا تحت ضغوط كثيفة لمحاولة توحيد مواقفهم.
واعرب وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني الخميس عن "القلق" ازاء تعزيز الوجود العسكري الروسي مؤخرا في سوريا، وتساءل وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان "كيف نفسر ذلك؟ هل هو رغبة من روسيا في حماية مواقعها التاريخية حول هذا القسم من سوريا؟ هل هو رغبة من روسيا في حماية (الرئيس السوري) بشار الاسد؟ هل لمحاربة داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية)؟ هل هو تحرك عسكري من اجل المشاركة في المفاوضات المقبلة؟ هذا ما يتعين على روسيا ان توضحه".
من جهته، اعرب نظيره البريطاني مايكل فالون عن "القلق لوصول تعزيزات روسية الى سوريا وخصوصا مقاتلات جوية ستزيد من تعقيد الوضع الصعب جدا في الاساس"، وشدد الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس على ضرورة ان تلعب روسيا "دورا بناء" في سوريا وان تتعاون مع واشنطن ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
ويعقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عشاء عمل في باريس يحضره نظراؤه البريطاني فيليب هاموند والالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، للتباحث في الازمة في سوريا.
واوضح مصدر دبلوماسي فرنسي "الهدف هو توضيح المواقف بشكل اكبر ومعرفة ما الذي يراه كل جانب عند التحدث عن مرحلة انتقالية في سوريا وذلك من اجل الخروج بموقف اوروبي موحد قبل الجمعية العامة للامم المتحدة"، وياتي اللقاء غداة دعوة ميركل الى اشراك الاسد في المفاوضات من اجل حل النزاع في سوريا.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى تنظيم مؤتمر دولي جديد حول سوريا من اجل احلال السلام في هذا البلد مستبعدا مرة جديدة اي دور للاسد في مرحلة انتقالية، وبعد ان كان رحيل الاسد شرطا مسبقا لاي عملية انتقالية سياسية، باتت الاشارة اليه تتم بشكل مبهم، فقد اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت الماضي ان الرئيس السوري يجب ان يتنحى عن السلطة ولكن ليس بالضرورة فور التوصل الى تسوية لانهاء الحرب الدائرة في سوريا، واعتبرت مريم بن رعد الباحثة المساهمة في مركز الدراسات والابحاث الدولية "الغرب عالق في مازق وهناك رغبة بالخروج منه باي طريقة بما في ذلك اعادة اشراك الاسد"، الا انها وعلى غرار العديد من الخبراء ترى ان اشراك الاسد في المفاوضات من اجل التوصل الى حل في النزاع الذي اوقع اكثر من 240 الف قتيل يشكل "خطا في قراءة" الوضع وانه لن يحل مشاكل اللاجئين ولا التهديد الارهابي الذي تواجهه اوروبا.
من جهتها، رحبت دمشق بهذا التطور واعلنت المستشارة السياسية للاسد بثينة شعبان لوكالة الانباء السورية ان "الوضع في سورية يتجه نحو مزيد من الانفراج"، مشيرة الى "تراجع في المواقف الغربية"، وتابعت أن هناك "توجها لدى الادارة الامريكية الحالية لإيجاد حل للازمة في سورية وهناك تفاهم ضمني بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى هذا الحل"، ميدانيا، استخدم الجيش السوري للمرة الاولى طائرات من دون طيار تسلمها من روسيا
كاميرون مستعد لقبول بقاء الأسد
من جهتها قالت صحيفة صنداي تلجراف إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعد لتقبل فكرة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في الأجل القصير ريثما يتم تشكيل حكومة وحدة في البلاد، وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر حكومي لم تنشر اسمه إن وجهة نظر كاميرون هي "لا يوجد في الأمد البعيد مستقبل تنعم فيه سوريا بالاستقرار والسلام حيث يمكن للشعب السوري أن يعود إلى وطن يكون الرئيس الأسد هو زعيمه، وقال المصدر عندما سئل إن كان الأسد سيبقى خلال فترة انتقالية إن كاميرون لن يطالب بتنحي الأسد على الفور، ونسب إليه القول "كانت هناك دوما فكرة أن يكون هناك انتقال سياسي". بحسب رويترز.
ونأى مسؤولون بريطانيون بأنفسهم بشكل متزايد عن السياسة الأمريكية والغربية بعدم الحديث مع الأسد الأمر الذي أبرز خلافا بين القوى الكبرى في أوروبا بشأن دور الزعيم السوري بعد الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي أيضا إن من المهم التحدث "للعديد من الأطراف ومن بينهم الأسد"، لكن مسؤولين في الحكومة الألمانية نفوا أن ميركل تدعم موقف اسبانيا والنمسا اللتين تعتقدان أن من الممكن أن يلعب الأسد دورا في حل مؤقت لسوريا قد يشمل الانضمام للقوات العسكرية الدولية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
أردوغان.. وبقاء الأسد في المرحلة الانتقالية
في حين أعلن الرئيس التركي الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان، الذي طالب على الدوام برحيل الرئيس السوري عن السلطة، الخميس أن بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية.
وقال أردوغان، ردا على سؤال حول الحل الممكن في سوريا، "من الممكن أن تتم هذه العملية (الانتقالية) بدون الأسد كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية معه"، وأضاف أمام الصحافيين "لكن لا أحد يرى مستقبلا للأسد في سوريا. من غير الممكن لهم (السوريين) أن يقبلوا بديكتاتور تسبب بمقتل ما يصل إلى 350 ألف شخص". بحسب فرانس برس.
وتشير هذه التصريحات إلى بعض التغيير في موقف تركيا حيال الرئيس السوري، كما تأتي بينما يبدو أن عدة دول غربية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، حليفتا تركيا في حلف الأطلسي، بدأت تغير موقفها من النظام السوري.
فقد اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت الماضي أن الرئيس السوري يجب أن يتنحى عن السلطة، لكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع الدائر في سوريا، وأدلى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مماثلة، من جهتها، دعت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل إلى إشراك الأسد في الحوار لحل الأزمة السورية، وكانت أنقرة ترفض بشكل قاطع حتى الآن أي حل سياسي يشمل الرئيس السوري وتحمله مسؤولية المشاكل في بلاده.
فرنسا تخفف موقفها بشأن رحيل الأسد
وقد أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صحيفة لو فيجارو في مقابلة ان بلاده لن تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام، ونقلت الصحيفة اليومية الفرنسية عن فابيوس قوله في عرض لنسختها "إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد فلن نحقق الكثير"، وتمثل التصريحات تخفيفا في موقف فرنسا تجاه الأسد الذي أزهقت حربه المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات مع المعارضة أرواح أكثر من 200 ألف شخص. بحسب رويترز.
وعدلت الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا مواقفهما بشأن سوريا في الوقت الذي تزيد فيه روسيا دعمها للأسد بتعزيز حشدها العسكري هناك. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض، وقال فابيوس في المقابلة أيضا إن فرنسا تعتقد أن الحل الدبلوماسي سيتطلب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من حكومة الأسد "لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق".
محققة تابعة الأمم المتحدة تقول مصير ميلوسيفيتش ينتظر الأسد
في حين قالت كارلا ديل بونتي المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان إن العدالة ستلاحق الرئيس السوري بشار الأسد حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق عبر المفاوضات لإنهاء الحرب السورية، وقالت ديل بونتي للصحفيين "الأسد هو الرئيس .. ومن ثم فلنتعامل مع مؤسسة الرئيس. إذا كان بوسعنا تحقيق وقف لإطلاق النار مع الرئيس... فلم لا؟ لكن بعد ذلك ستأتي العدالة"، وأضاف "تذكرون في يوغوسلافيا سابقا ... أن ميلوسيفيتش كان رئيسا وجرت مفاوضات سلام في دايتون وتمخضت عن اتفاق. وكان ميلوسيفيتش لا يزال رئيسا لكن العدالة أنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي". بحسب رويترز.
وكانت ديل بونتي ممثلة الادعاء في المحكمة الدولية التي حاكمت الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش في عام 2002 بعد سبع سنوات من توقيعه معاهدة سلام لإنهاء الحرب في يوغوسلافيا سابقا. وتوفي ميلوسيفيتش في زنزانته عام 2006 قبل اختتام محاكمته، وفي هذا الشهر تراجعت البلدان الأوروبية والولايات المتحدة عن المطالبة بإقصاء الأسد على الفور قائلة بدلا من ذلك إن توقيت خروجه من السلطة يمكن أن يكون جزءا من اتفاق سلام من خلال التفاوض، وسُئلت ديل بونتي هل ترى أن العدالة ستلاحق الأسد فردت بقولها "نعم يجب أن تلاحقه"، وديل بونتي عضوة في لجنة تحقيق مستقلة للأمم المتحدة تجري تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ أربعة أعوام ووضعت خمس قوائم سرية لأسماء المشتبه بهم، وقالت ديل بونتي إن الشاغل الفوري هو إنهاء الحرب لكنها عبرت عن الأمل في أن محكمة خاصة مثل المحاكم التي أنشئت لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في يوغوسلافيا سابقا ورواندا سيتم إنشاؤها أيضا لسوريا.
وسيلزم إنشاء هذه المحكمة عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو ما يعني أن هذه الخطوة قد تتعرض لاحتمال أن تعرقلها الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الأمن واللذان يملكان حق النقض (الفيتو)، وقالت ديل بونتي إن آلاف اللاجئين السوريين الذين دخلوا الى أوروبا "سيعجلون بالحل" لأن الدول الأوروبية تواجه مشكلة يجب عليهم حلها على وجه السرعة.
دول عربية خليجية تعارض دور روسيا في سوريا
من جهة اخرى أثار التدخل العسكري الروسي لدعم الرئيس بشار الأسد استياء الأعداء العرب الخليجيين للزعيم السوري حيث يقولون إن هذا الدعم يطيل أمد الحرب ويبقي سوريا بقوة في فلك عدوهم الإقليمي اللدود ايران، وتقول روسيا إنها تقدم أسلحة للرئيس السوري حليفها القديم وإنها أرسلت جنودا كخبراء يقدمون التدريب على استخدامها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية الأخرى. وأجرت موسكو أيضا مناورات بحرية قبالة سوريا.
وتقول واشنطن التي تناهض الدولة الإسلامية والأسد كليهما إن موسكو أرسلت طائرات مقاتلة ودبابات ومعدات ثقيلة أخرى إلى سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن روسيا بدأت القيام بطلعات بطائرات بدون طيار في مهام استطلاع في سوريا. ولم تؤكد موسكو هذه التقارير، وأكدت السعودية ودول خليجية سنية أخرى مجددا هذا الشهر معارضتها للأسد الذين يرون انه أداة في يد إيران الشيعية لكنهم لم يذكروا علانية كيف يزمعون التعامل مع وصول القوات الروسية، وقال مصدر رسمي في دولة الإمارات العربية المتحدة لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "ليس لدينا تفاصيل كاملة عن حجم التدخل (الروسي) ودوره (في سوريا). لكن مثل هذه المسائل على الأرض تعقد الموضوع وتزيد من صعوبة إيجاد حل". بحسب رويترز.
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التحركات العسكرية الروسية بأنها "تصعيد" وقال مجددا في اجتماع في الآونة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي إن سوريا ليس لها مستقبل ما بقي الأسد في السلطة.
ودعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في بيان إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي"، ويضم مجلس التعاون الخليجي الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر.
ولم يتضح بعد إن كانت الدول العربية الخليجية تريد أن يشتبك مقاتلو المعارضة السورية الذين تدعمهم مع القوات الروسية في ساحة القتال وهو احتمال قد يفسد بدرجة أكبر توازن القوى الإقليمي، وعلى العكس بحث مسؤولون أمريكيون وروس سبل منع قواتهم من الاشتباك بطريق الخطأ في سوريا حيث تنفذ واشنطن ضربات جوية ضد أهداف الدولة الاسلامية، وفي العلن على الأقل تتمسك الدول العربية الخليجية بموقفها القائل بأن الأسد لا يمكنه البقاء على الرغم من الدعم العسكري الروسي.
هل يوجد حل عسكري؟
وتفضل الرياض حلا سياسيا للأزمة لكن وزير خارجيتها الجبير قال إن الخيار العسكري ما زال متاحا لأن المعارضة السورية ما زالت تقاتل النظام بكفاءة أكبر بمرور الوقت، بدأ الصراع السوري في عام 2011 باحتجاجات مناهضة لحكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود. وفي الحرب الأهلية التي تلت ذلك قتل ربع مليون شخص وأجبر 11 مليون شخص - نصف عدد السكان - على مغادرة منازلهم. وفر عشرات ألوف اللاجئين السوريين إلى أوروبا في الشهر المنصرم وحده.
وتقول روسيا إنه من غير المرجح أن تنجح الضربات الجوية التي ينفذها تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد مواقع الدولة الإسلامية ودعت إلى حوار دولي مع الأسد، وقالت ابتسام الكتبي مديرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إنه في تقدير روسيا أيام الاسد ليست معدودة. وأضافت ان روسيا تريد عرقلة أي جهد عربي لإسقاط الأسد.
اضف تعليق