ما يحصل اليوم في غزة يقلب معادلة المنطق امام عنجهية إسرائيل المؤيدة من الصهيونية الأمريكية والأوروبية والانكى من ذلك.. ظهور من يؤيد هذه العنجهية هنا وهناك حتى ضمن اصحاب القضية الفلسطينية ذاتهم، السؤال الاهم والابرز.. كيف يكون انعكاس هذه العنجهية الصهيونية بيد إسرائيل على الأمن والسلم الدوليين؟...
منذ شريعة حمورابي حتى ميثاق الأمم المتحدة، ثمة اتفاق على اقتران الحق بالقوة، كنتيحة منطقية للعدالة والانصاف الإنساني.
ما يحصل اليوم في غزة يقلب معادلة المنطق امام عنجهية إسرائيل المؤيدة من الصهيونية الأمريكية والأوروبية والانكى من ذلك.. ظهور من يؤيد هذه العنجهية هنا وهناك حتى ضمن اصحاب القضية الفلسطينية ذاتهم!!
السؤال الاهم والابرز.. كيف يكون انعكاس هذه العنجهية الصهيونية بيد إسرائيل على الأمن والسلم الدوليين؟؟
الواضح والاكيد ان ميثاق الأمم المتحدة قد غادر معادلة صفرية للمسؤولية الدولية في إحلال الامن والسلم الدوليين وتحول الى افصاح مباشر بلا مواربة لمعادلة متعددة الأطراف تعيد العلاقات الدولية لمرحلة ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ويفضح هذا التراجع معايير حقوق الانسان والتطبيقات الديمقراطية كشرط من شروط الاهلية الدولية قي التفاعل الايجابي في العلاقات الدولية.
واكثر ما بفضح هذا التراجع، ذلك الاتساق الصهيوني الظالم في تنفيذ العقوبات الجماعية على مدنيين عزل في غزة، مقابل الكثير والكثير جدا من عدم الالتزام الإسرائيلي بكل قرارات مجلس الأمن الدولي، بل وحتى اتفاقات أوسلو، قيام دولتين، فلسطينية عاصمتها القدس الشريف مقابل السلام العربي مع أسرائيلي، هكذا تتكرر مأساة الشرق الأوسط والدول العربية في التعامل مع منظومة الجشع الراسمالي المتجدد لفرض نموذج مشروع الشرق الاوسط الكبير وصفقة القرن، بتهجير اكثر من مليوني فلسطيني مجددا من أراضيهم.
السؤال الاخر، كيف يكون رد الفعل المجتمعي العربي والإسلامي؟؟
من خلال متابعة وقائع الاحداث ما بعد طوفان الاقصى تتضح عدة امور ابرزها:
اولا: هناك تقديم للرغبة القطرية على المصلحة القومية والإسلامية في مختلف الدول، منها من يكتفي بالدعاء.. ومنها من حصر جهوده في الإنقاذ الإنساني.. ومنهم من يكتفي بدور المدرب وترك وكلاءه القيام بما يلزم ويبعد دولته عن الاقتصاص الامريكي الصهيوني، حتى بات الحديث عن مواجهة الارهاب الصهيوني الظالم مجرد احاديث تروى بلا مواقف حتى على صعيد استخدام النفط كسلاح في المعركة، او قررارات لقمة عربية اسلامية تضع العدوان الإسرائيلي الصهيوني امام اثمان باهظة في المواجهة المرتقبة.
ثانيا: على الصعيد الشعبي، هناك مشاعر جياشة تتعاطف مع اهالي غزة في محنتهم، ومواقف انتظار لما سيكون، مقابل الكثير من شخوص اللامبالاة للفعاليات المجتمعية والاقتصادية والسياسية التي تحسب أفعالها وردود الأفعال عليها وفق منظور القوة الصهيونية وعنجهيتها المفرطة... من اجل الحفاظ على مصالحها وليس العكس.
وهذا الامر يشمل حتى اصحاب القضية الفلسطينية في تباين المواقف بين قيادات السلطة الفلسطينية وقيادات حماس.
ثالثا: هناك حاجة ملحة لظهور مواقف منتظرة من محور المقاومة الإسلامية الذي تعد حماس وطوفان الاقصى باكورة جهودهم ضد الصهيونية الأمريكية.. لكن ايضا وقائع الاحداث تؤشر وجود فواصل وفجوة كبيرة بين الترويج المعلن وبين المواقف على الأرض.. لان حسابات الاعلام المقاوم، تختلف عن بيدر العمليات العسكرية، وقراءة تصريحات الرئيس الامريكي الاخيرة عن مواجهة اي عمليات ضد قواته في المنطقة، مؤشرات مهمة على رد الفعل الذي يجعل مدرب الجماعات المسلحة في هذا المحور امام استحقاق اما المواجهة الحتمية او الإبتعاد عن معركة غير مضمونة النتائج.
رابعا: كل المؤشرات تظهر ان المعركة البرية في غزة مقبلة، وان كل الجهود لالغاءها تتطلب إزالة تواجد حماس ومحور المقاومة المدعوم إيرانيا من غزة وكل منطقة الشرق الأوسط.. المراهنة الوحيدة امام استحقاق المواجهة الحتمية انتظار ردود الافعال الشعبية العربية والإسلامية.. ردا على العدوان الإسرائيلي المقبل.. وهذا يعني التضحية بمليوني مدني في غزة.. او الموافقة على الشروط الصهيونية لمنع وقوع العملية البربة... وكلا الامرين مرا مرارة العلقم.
كلما تقدم يعيد أمامي سيناريو العدوان الامريكي على وطني قي عاصفة الصحراء ردا على غزو الكويت.. ثم احتلاله من قبل القوات الأمريكية بدعم من شركاه الإقليميين والمحليين... تتكرر اليوم في عدوان غزة.
ربما ستظهر معادلة جديدة لتعريف الحق والقوة وايضا قد تنتهي الى مفاسد محاصصة متمظهر بعناوين الديمقراطية وحقوق الانسان... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!
اضف تعليق