منذ تشرين الثاني 2020 والى اليوم حركت الولايات المتحدة مجموعة من قطعاتها العسكرية المختلفة (بحرية وجوية وبرية) الى منطقة الخليج والشرق الاوسط ضمن هدف اساسي هو ردع ايران، ولكي يكون تعبير الردع واضحا فهذا يعني وضع قطعات عسكرية كافية لافهام ايران انه توجد في المنطقة قوات امريكية قادرة على التصدي لأي اعتداء ايراني مباشر او غير مباشر على المصالح الامريكية...
منذ تشرين الثاني 2020 والى اليوم حركت الولايات المتحدة مجموعة من قطعاتها العسكرية المختلفة (بحرية وجوية وبرية) الى منطقة الخليج والشرق الاوسط ضمن هدف اساسي هو ردع ايران.
ولكي يكون تعبير الردع واضحا فهذا يعني وضع قطعات عسكرية كافية لافهام ايران انه توجد في المنطقة قوات امريكية قادرة على التصدي لأي اعتداء ايراني مباشر او غير مباشر على المصالح الامريكية في المنطقة بما في ذلك شحنات النفط، السفارات والقنصليات الامريكية، القواعد العسكرية الامريكية، دول جوار ايران الصديقة للولايات المتحدة بما في ذلك دول الخليج واسرائيل.
الردع لا يعني باي حال من الاحوال هجوما امريكيا على ايران لضرب المنشأت النووية الايرانية او لاسقاط النظام الايراني او لاسقاط انظمة حليفة لايران مثل العراق وسوريا ولبنان او اليمن.
سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط عموما وخصوصا والحملة الانتخابية الرئاسية ستبدأ رسميا خلال ايام - اول مناظرة جمهورية - هي اساسا المحافظة على ردع ايران دون الانجرار الى تصعيد عسكري.
هذا اساسا عائد الى عدة عوامل منها حقيقة ان اسعار النفط مرتفعة الان واي مجابهة مع ايران ستفاقم تصاعد الاسعار. من جهة اخرى تسير ايران نحو الوصول الى العتبة النووية - بمعنى القدرة على انتاج القنبلة خلال مدة قصيرة نسبيا (اسبوعين فقط) لكن الاستخبارات الامريكية تقول ان النظام الايراني لم يقرر ذلك حتى الان.
هناك عامل اخر هو ان ايران نفسها قامت بعدة مبادرات للتقارب مع دول المنطقة مثل السعودية والامارات وهو ما يعرقل اي تصعيد امريكي مع ايران.
من جهة اخرى تعاني الحليفة الاقوى للولايات المتحدة في المنطقة وهي اسرائيل من ازمة سياسية كبيرة اثرت على القوات المسلحة الاسرائيلية. هذه الازمة قد تكون خلف التهديد الاسرائيلي للبنان ورد السيد حسن المقابل له.
قد يكون من مصلحة نتانياهو تصعيد الاوضاع مع لبنان لتعبئة اسرائيل خلفه لكنها مع هذا مخاطرة كبيرة حيث ان العلاقات مع ادارة بايدن ليست جيدة كما خصمه في لبنان مسلح ومدرب لخوض حرب غير سهلة قد تغرق اسرائيل بالصواريخ.
الرئيس بايدن ايضا يعاني من انخفاض تأريخي في شعبيته وليس في مصلحته ابدا خوض صراع مع ايران في هذه السنة والسنة التي تليها.
لهذا نجد ان صفقة تبادل السجناء الامريكيين في ايران بمليارات من الدولارات قد تكون مفهومة اكثر في ظل كل ما سبق ذكره اعلاه.
الجدير بالذكر ان للولايات المتحدة حاليا تواجد عسكري يتضمن:
1- 2500 عسكري في العراق.
2- 2500 عسكري في تركيا.
3- 500 عسكري في سوريا.
4- 13 الف و 500 عسكري في الكويت.
5- 3000 عسكري في الاردن.
6- 5000 عسكري في البحرين (مقر الاسطول الخامس).
7- 8000 عسكري في قطر (المقر المتقدم للقيادة الوسطى).
8- 2700 عسكري في السعودية.
9- 3500 عسكري في الامارات.
10- 600 عسكري في عمان.
وكما هو واضح فهذه القطعات والاعداد كافية لردع ايران - وحلفائها - لكنها غير كافية لشن حرب عليها او الدخول في مجابهة عسكرية كبيرة لاسقاط انظمة مثل حكومات العراق او سوريا او ببنان او اليمن.
ولكي نفهم طبيعة التحركات العسكرية في المنطقة واهدافها الحقيقية - لا كما نتمناها او نتخيلها - فهذه قائمة بهذه التحركات خلال السنوات ال3 الاخيرة:
21 نوفمبر 2020: أول رحلات B-52 إلى الخليج.
27 نوفمبر 2020: نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز في بحر العرب.
10 ديسمبر 2020: رحلات B-52 الثانية إلى الخليج.
21 ديسمبر 2020: عبرت غواصة تعمل بالطاقة النووية مضيق هرمز.
30 ديسمبر 2020: رحلات B-52 الثالثة إلى الخليج.
31 ديسمبر 2020: أمر البنتاغون حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز بالعودة إلى قاعدتها في بريميرتون ، واشنطن.
3 يناير 2021: ألغى البنتاغون عودة المدمرة نيميتز وأمرها بالبقاء في مسرح عمليات القيادة المركزية.
6 يناير 2021: رحلات B-52 الرابعة إلى الخليج.
17 يناير 2021: رحلات B-52 الخامسة إلى الخليج.
27 يناير 2021: سادس رحلات B-52 إلى الخليج.
7 مارس 2021: رحلات B-52 السابعة إلى الخليج.
30 أكتوبر 2021: رحلة B-1B إلى الخليج والبحر الأحمر وقناة السويس.
11 نوفمبر 2021: رحلة B-1B إلى البحر الأحمر.
14 فبراير 2022: ثامن رحلات B-52 إلى الخليج والبحر الأحمر.
29 مارس 2022: الرحلات التاسعة من طراز B-52 إلى الخليج والبحر الأحمر.
8 يونيو 2022: رحلات B-52 العاشرة إلى الخليج والبحر الأحمر.
4 سبتمبر 2022: رحلة B-52 فوق شرق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر.
10 نوفمبر 2022: رحلة B-52 إلى الشرق الأوسط.
12 مارس 2023: رحلات B-52 إلى الشرق الأوسط.
8 يونيو 2023: رحلات B-1 إلى الخليج.
14 يوليو 2023: نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأمريكية توماس هودنر في الشرق الأوسط.
20 يوليو 2023: نشرت الولايات المتحدة مجموعة استعداد برمائية تضم ثلاث سفن و3 آلاف من مشاة البحرية في الشرق الأوسط.
7 اب 2023: وصول 3 الاف عسكري امريكي وسفينتين حربيتين للبحر الاحمر.
من خلال كل ما سردته يتضح لكل ذو عقل ان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة كان ولا زال ردع ايران.
هذا لا يعني اسقاط النظام في ايران.
ولا يعني اسقاط النظام في العراق.
ولا يعني اسقاط النظام في سوريا.
و لا يعني اسقاط النظام في لبنان.
و لا يعني اسقاط النظام في اليمن.
و لا يعني الحرب مع ايران.
و لا يعني ضرب المنشأت النووية الايرانية.
اضف تعليق