q
الأجواء الدينية والسياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي وخاصة المنطقة هذه الفترة الزمنية تتجه نحو التهدئة حيث هناك نية وعمل لإنهاء اي تصعيدي طائفي ومذهبي، وإتفاق على رفض اي فكر متطرف تكفيري أو أي عمل إرهابي تكفيري ومذهبي..، وفي ظل فتح صفحة جديدة في تاريخ السعودية بالتخلي عن الفكر...

اليوم تمر الذكرى السنوية الأليمة بمرور مائة عام حسب التاريخ الهجري لهدم مقامات البقيع في المدينة المنورة، على أيدي القوات النجدية السلفية في يوم 8 / شوال/ 1344هـ، 21/ 4 /1925م. انه يوم أسود في تاريخ البشرية، وحتما كانت لهذا الفعل الشنيع ردود أفعال قوية في العالم الإسلامي وغيره أثناء عملية الهدم وبعدها، فقد صدم العالم من خبر الإعتداء الغاشم من قبل المعتدين، إلى درجة ان جريدة الكون كتبت في أحد الأعداد: آل سعود يدمرون أضرحة الصحابة!.

الم يحن الوقت لإعادة الاعتبار وإعادة بناء البقيع ومقامات الأنبياء والأولياء في الحجاز بشكل أفضل مما كانت؟.

مسؤولية إعادة إعمار روضة البقيع في اعناق جميع المسلمين خاصة والبشرية عامة، مسؤولية تتعلق بكل مسلم من اي مذهب ومن اي بلد، من باب التعاون، فالتعاون بين المسلمين مطلب رباني قال تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى". والإسلام يأمر بالتعاون والتكاتف والاهتمام بشؤون المسلمين وبأحوالهم، وبتراث وآثار الإسلام والمسلمين، وروضة البقيع لها مكانة عظيمة عند كل مسلم ذكر وأنثى كبير وصغير.

الأجواء الدينية والسياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي وخاصة المنطقة هذه الفترة الزمنية حيث هناك نية وعمل لإنهاء اي تصعيدي طائفي ومذهبي، وإتفاق على رفض اي فكر متطرف تكفيري أو أي عمل إرهابي تكفيري ومذهبي..، وفي ظل فتح صفحة جديدة في تاريخ السعودية بالتخلي عن الفكر التكفيري والتطرف الديني والفكر الديني الأحادي وتكفير ورفض التعددية المذهبية الإسلامية، والإساءة لها في مناهج التعليم والإعلام الرسمي...، كل تلك الأجواء الدعوة للانفتاح والتعددية واحترام حقوق الإنسان وإنهاء الحروب والأزمات وحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية والطرق السلمية..، مناسبة لطرح موضوع إعمار روضة البقيع ومشاركة كل المسلمين في ذلك فالمشاركة محل الفخر والاعتزاز لكل دولة وشخص.

عملية هدم المساجد والقباب والمقامات الخاصة بالأئمة والأولياء في البقيع بشكل خاص وفي الحجاز بشكل عام، وتدمير كل ما يتعلق بحياة سيد البشر النبي الأعظم محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين وصحابته المنتجبين، -التي هي محل التقدير والاحترام لدى المواطنين والمسلمين وشعوب العالم، ولها مكانة في التراث الإنساني،- تصنف بالجريمة الكبرى، وان ما يقع من استهداف لدور العبادة وقتل للمصلين، هو جريمة ارهابية وحشية ضد الاديان السماوية والإنسانية.

هل الآثار والتراث الإسلامي الذي كان موجودا أكثر من الف عام من ظهور الإسلام، لا يليق بالدولة الحديثة المملكة السعودية ويمثل عارا ليتم محاربته وتدميره والقضاء عليه، لماذا لا تبادر حكومة الرياض بإعادة إعمار البقيع بالشكل اللائق في ظل الشعار الذي ترفعه لرؤية 2030 ليكون دليلا على التغيير؟.

لقد حان الوقت لإعادة الاعتبار للمواقع الأثرية والتراثية والتاريخية في الحجاز وفي كل المناطق بشكل عام، وبالخصوص في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبالذات البقيع، تلك الروضة المباركة التي لها مكانة عند سيد الخلق الرسول الأعظم محمد (ص)، ولدى كافة المسلمين المحبين للنبي العظيم (ص)، وهذا اختبار لإثبات إرادة احترام التعددية والمحبة والتسامح والتعايش والمحافظة على التراث والآثار الإسلامي من قبل حكومة الرياض.

الآثار الإسلامية عزيزة على كل مسلم في شرق الأرض وغربها، وهي ملك للمسلمين بل للبشرية فالنبي محمد (ص) بعث للعالمين، وليس فقط لدولة ما أو مذهب محدد أو عائلة مالكة، فالآثار أمانة ينبغي على من يسيطر على اقليم الحجاز الاعتزاز والافتخار بها وحمايتها من الإهمال والإعتداء والدمار، وان جميع المسلمين في العالم يشعرون بالانتماء الروحي لهذه الآثار الغالية، وهم بالتالي ضد أي اعتداء أو تطاول أو إهمال لتلك المواقع العزيزة مهما كان المبرر، فمسألة الإعتداء لم تصبح سرا بعدما طال التدمير الكثير منها...، في ظل دعوة بعض المتشددين الذين يؤمنون بالفكر التكفيري –.. – بإزالة المتبقي.. !.

لماذا استهداف دور العبادة والقباب والآثار الإسلامية، في الماضي والحاضر، هل لأجل تفريغ الإسلام من اي آثار خارجية بعد تفريغه من محتواه ومن الروحانية والأخلاق المحمدية الأصيلة؟.

المحبة والتسامح والتعددية والحرية والعدالة ستنتصر، فمن المستحيل أن يدوم الظلام والإرهاب، وستعود القباب والأضرحة أفضل مما كانت، وستتحول منطقة الحجاز التاريخية – بعبق وأريج الرسالة المحمدية الأصيلة، وبالخصوص مكة والمدينة المنورة ومنها البقيع- إلى محل جذب للقلوب المحبة للاسلام الحقيقي وستجبر كل من يزور المواقع المقدسة أن يعود إليها بشوق وحنين.

ستعود روضة البقيع وقباب الائمة الاطهار والسادة الأخيار، والمواقع الدينية في عموم منطقة الحجاز أفضل مما كانت بما يتناسب مع مكانتهم وقربهم من حبيبنا الكريم الرسول الأعظم محمد (ص).

مسؤولية إعادة بناء البقيع والمحافظة على الآثار والتراث الإسلامي، تقع على جميع المسلمين والأحرار في العالم.

هل سنرى قريبا اي مؤتمر حول إعادة إعمار روضة البقيع؟.

السلام عليك يا حبيب الله يا رسول الله (صلى الله عليه واله)، يا رحمة العالمين، وعذرا يا خاتم الانبياء والمرسلين مما يحدث من قبل الإرهابين المجرمين، الذين يقتلون المسلمين وغيرهم، ويدمرون كل ما يتعلق بك وبأهل بيتك وصحابتك ومن أتبع سيرتك، وما يتعلق بالأنبياء والأولياء، باسم الدين ونداء الله أكبر، والدين منه بريء!.

حفظ الله المؤمنين والمؤمنات، وحفظ الله بلاد الإسلام ودول العالم من كل مكروه، وحفظ الله المسلمين والمسلمات وعموم البشر في العالم من كل سوء، ونسأله تعالى ان يمن على العالم بالعدل والخير والامن والامان والسلام والمحبة، بلا ظلم ولا اعتداء ولا فساد ولا استبداد.

اضف تعليق