q

إِشتعلت وسائل التّواصل الاجتماعي منذُ ظُهرَ يوم أمس الجمعة بتوقيت محافظة كربلاء المقدسة، وتحديداً منذ لحظة الخطاب المرجعي الذي شدّد على القول بأنّ [من الخطوات الأساسيّة للإصلاح هو البدء بمُلاحقة ومُحاسبة الرُّؤوس الكبيرة من هؤلاء الفاسدين وأن تُسترجع منهم الأموال المنهوبة] إشتعلت بالسّؤال التّالي؛

لماذا، إِذن لم يتمّ حتّى الان تَسمِيةُ حتّى رأسٍ واحدٍ من رؤوس الفساد الكبيرة هذه، والّتي يعنيها الخطاب المرجعي؟!.

أوليسَ مِن مسؤوليّة السيد رئيس مجلس الوزراء، تَسمِيةُ (عِجْلٍ سَمينٍ) واحدٍ على الأقل لنراهُ خلفَ القُضبان؟ المْ يعدُنا بذلك لحظة إطلاقه مشروع الاصلاح الحكومي؟ المْ يبشّرنا ببيانهِ الاوّل الذي أيَّد فيه الخطاب المرجعي للإصلاح بانّهُ سيكون اوّل من يحقق ما جاء فيه من دعوةٍ للضّرب بيدٍ من حديدٍ على الفساد والفاسدين؟!.

أوليسَ من مسؤوليّة هيئة النّزاهة والسّلطة القضائية، كما قال الخطاب المرجعي، تسميتهم ليراهم العراقيّون خلفَ القُضبان يشرحوا لهم حركة المال العام المنهوب منذ ٢٠٠٣ ولحدِّ الان؟!.

لقد فهِم البعض من تساؤلات الخطاب المرجعي عن قدرةِ هتين المؤسّستين على إنجاز ذلك من عدمهِ، إشارة الى عدم ثقتها بقدرة الهيئة والقضاء على تسمية (العُجولِ السّمينةِ) التي أثرت على حساب الشّعب واستحوذت على المال العام بطرقٍ غير مشروعة!.

انّهُ تشكيكٌ في قدرتهما على رمي (عِجْلٍ سمينٍ) واحدٍ على الأقل خلف القُضبان من اجل استرجاع الأموال المنهوبة التي دُمِّر بسببها اقتصاد الدّولة والوضع المعيشي للمواطن، فقد نقل لي خبيرٌ قوله [انّ الأموال المنهوبة تكفي وحدها لانعاشِ الاقتصاد الوطني اذا ما تمّ استرجاعها من لصوصِ الّسلطة والحُكم]!.

فلماذا لا تُبادر هتين الهيئتين، وبالتّعاون والتّنسيق مع مجلس الوزراء، لإثبات قدرتهما على إنجاز ذلك، وانّهما غير عاجزتين بالمرّة؟!.

أُعيدُ وأكرّر السؤال؛

من المسؤول عن تسمية رؤوس الفساد الكبيرة؟.

لماذا كلّ هذا التأخير؟ لماذا لا تُبادر الجهات المختصّة ذات العلاقة بالكشفِ عن قائمة بأسمائهم؟! لنضع حداً للتّكهّنات التي توظّف التّسويف للتّسقيط السّياسي؟!،.

هل تنتظروا أنْ يُساعدكم الخطاب المرجعي بتسميتهِم؟ هل تنتظروا أن يُساعدكم الشّارع الغاضب بتسميتهِم الواحد تلوَ الاخر؟!.

سيفعلوا ذلك اذا عجِزتم واضطرّوا ولمسوا منكم تسويفاً ومُراوغة!.

لا تلعبوا بالنّار! ولا تحاولوا مواجهة الشّارع الغاضب الذي يقف خلف مطاليبهِ الدّستورية الخطاب المرجعي الحاسم هذهِ المرّة!.

سيفعلوا! صدّقوني سيفعلوا، ولكنّهم لا يريدوا ان يتدخّلوا بواجباتِكم الدّستورية والقانونيّة! لانّهم يريدوا ان يجري المشروع الاصلاحي بشكلٍ دستوري وقانوني واضح، والّا فليس من الصّعب على أحدٍ ابداً ان يُغمضَ عينيهِ ويدوّن أسماء رؤوس الفساد الكبيرة الّتي نهبَت البلد!.

كلّ مواطنٍ يعرفهم عِجْلاً عِجْلاً، فاسماءهم على رؤوس قرونهم! فما بالكَ بالمرجعيّة التي تُراقب عن كثبٍ وتتابع بدقٍّة؟!.

انّهم ينتظرونَ خطواتكم العمليّة قبل أن يكشفوا السّتار ويسمّوا الأشياء بأسمائِها، فلا مجالَ، هذه المرّة، للإفلات من الحسابِ والعقابِ ابداً ابداً ابداً، فالعراق يقف الان على مُفترقِ طُرق، اذا لم يُنجز الاصلاح ويحقّق العدالة الاجتماعية فسينهار، أُكرر فسينهار! ولذلك يتابعُ الخطاب المرجعي، وبدقّة، معركة الاصلاح خطوةً بخطوةٍ، وهو اذ يكتفي الان بالإشارات فلا تتصّوروا انّه لا يعرف كلّ شيء او انه يخشى من شَيْءٍ او انّه سيكتفي منكم بالحدِّ الأدنى من الاصلاح او انّه سينهار امام تسويفكم ومماطلاتكم! بمرور الزّمن! او انّهُ عاجزٌ عن فعلِ أكثرَ من هذا! أبداً! انّها الحكمة المعهودة من المرجعية التي تجعلهُ يتريّث قليلاً، والويلُ لكم ثمّ الويلُ لكم اذا استمّر خطابكم يُسوّف ويُماطل ويتلاعب بالالفاظ، او اذا حاول بعضُكم التحصّن بسواتر هذه الدولة او تلك، ليستقوي به لإفراغ الخطاب المرجعي من جوهرهِ، فسيأتيكُم الطّوفان وانتُم لاهون! ولاتَ حينَ مَندمِ!.

الى الان، فانّ الخطاب المرجعي يكتفي بالاشارة والتّلميح والتّوضيح والإرشاد والحثّ والتّشجيع والتّنبيه، فهو لا يُريد ان يتدخّل في عملكم ومسؤوليّاتكم الدّستورية التي من المُفترض انّكم تعرفونها حقّ المعرفة، فلا يضطرُّه جهلكُم وتسويفكُم ومماطلاتكُم الى ما لا يسرّكُم!.

وبهذا الصّدد دعوني أتقدّم بما يلي:

اولاً؛ ان يبادر السّيد رئيس مجلس الوزراء فوراً للإعلان عن فريق عملهِ، ليردّ الشّبهات التي تقول بانّهُ لازال يعتمد على نفس الوجوه التي لم تجلب الخير للبلاد، وانّهُ يعتمد على نفس عناصر الفريق الفاسد الذي ظلّ يدير الدولة (٨) سنوات مع (كبيرُهُمُ الّذي علّمهُمُ الفَساد).

انّ الاعلان عن اسماء فريق العمل سيُلقم المتخرّصون حجراً، كما انّه سيطمئِن الشّارع والمرجعيّة وكلّ أصدقاء العراق بأنَّ فريقاً جديداً، نزيهاً وكفوءً ومتخصّصاً وَذَا خبرةٍ، هو الذي يقود مشروع الاصلاح الحكومي، وليس فيهم حتى فاسدٌ واحد.

ثانياً؛ المبادرة فوراً للإعلان عن قائمةٍ باسماءِ رؤوس الفساد الكبيرة، والبدء بملاحقتِها، الأقرب فالأقرب، للاسراعِ بتقديمِ (عِجْلٍ سمينٍ) واحدٍ على الأقل للقضاء لمحاكمتهِ واسترجاعِ آخر فلسٍ منهوبٍ الى خزينة الدّولة.

ثالثاً؛ الاعلان فوراً عن جدولٍ زمنيٍّ لتنفيذ خطّة الاصلاح، ليتابعها الشارع ويراقبها خطوةً بخطوةٍ وبالزّمن والتّاريخ المحدّد لها، والا فانّ ترك الامور هكذا بلا جدول زمنيٍّ هو نوع من التمييع والتسويف والمماطلة المرفوضة جملةً وتفصيلاً، فليس أمامنا مزيدٌ من الوقتِ لنتفرّج على لعبة (الحيّةِ والدّرج).

يكادُ الوقتُ ان ينفدَ، فلا تشغلونا معكم بالثّانويات والجزئيّات والتّوافه من الامور.

لقد مللنا خطاباتكم الثّورية وتصريحاتكم النّارية ومقالاتكم البهلوانيّة، وعليكم ان تدعوا كلّ شَيْءٍ جانباً وتنشغِلوا بالاستراتيجيّة.

{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً} فهل {تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}؟!.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق