q
الدورة البرلمانية العربية (34) التي يقودها العراق فرصة ثمينة لتحقيق اجماع عربي لرد الاعتبار للشعب السوري ولأسباب انسانية واخلاقية وللعمل العربي المشترك والتضامن المؤسساتي، ولكن يبدو انه ليس هنالك اي توافق عربي حول عودة سوريا الى الحاضنة العربية ماعدا بعض الدول ومنها العراق ومصر والجزائر وسلطنة عمان واليمن...

بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا يأمل الكثير من المنصفين العرب ان يتم تصحيح المسار السياسي الاقصائي الظالم في العلاقات العربية-العربية وسياسة معاقبة الشعوب لاسباب طائفية/ سياسية او لتصرفات الحكام التي قد لاتعجب البعض، وكان الزلزال "فرصة" ثمينة لمراجعة الحسابات واعادة الاعتبار للشعب السوري الذي عانى ومايزال يعاني الكثير من سياسة الاقصاء والتهميش بسبب العداوة مع النظام الحاكم، ولكي لاتتكرر التجربة الخاطئة المتمثلة بمعاقبة شعوب لاذنب لها وهو خطأ فادح تورطت به جامعة الدول العربية التي لم تنجح في حل الازمات يوما ما.

كانت العقوبات سلاحا موجها ضد بعض الشعوب كما حدث مع الشعب المصري الفقير غداة زيارة الرئيس السادات الى اسرائيل واجراء "الصلح" معها وماترتب عن هذه العملية من رفض شعبي واقليمي واسلامي عارم ضدها، فالسادات خالف الاجماع مع الجميع وانفرد لوحده في التطبيع مع اسرائيل ولكن المقاطعة مع مصر كشعب كان خطأ فادحا وظلما كبيرا مازال المصريون يتذكرون اثارها الوخيمة، في حين كان الشعب المصري في قمة احتياجه الى محيطه العربي، وقد تكرر الخطأ ذاته معه الشعب السوري ولأسباب تتعلق بتوجهات النظام الحاكم ولاسباب سيا/طائفية.

ان سياسة توجيه العقوبات ضد شعب اعزل بأكمله بسبب تصرف حكومته (كما حدث مع الشعب العراقي من قبل ابّان حرب الخليج الثانية) لها نتائج سلبية لن تكون في مصلحة المنظومة التي تنتمي لها هذه الدولة او تلك، وكما اعلنها صراحة رئيس البرلمان العراقي الحلبوسي بان عزلة سوريا قد يدفعها للبحث عن حلفاء خارج المنظومة العربية، وهذا يدل على الاحباط والمرارة من المنظومة التي وقفت تتفرج على مصائب ومآسي الشعب السوري خاصة بعد محنة الزلزال وقبلها محنة الحرب ضد داعش الذي عاث فسادا وتدميرا لأكثر من نصف مساحة سوريا.

الدورة البرلمانية العربية (34) التي يقودها العراق فرصة ثمينة لتحقيق "اجماع" عربي لرد الاعتبار للشعب السوري ولأسباب انسانية واخلاقية وللعمل العربي المشترك والتضامن المؤسساتي، ولكن يبدو انه ليس هنالك اي "توافق" عربي حول عودة سوريا الى الحاضنة العربية ماعدا بعض الدول ومنها العراق ومصر والجزائر وسلطنة عمان واليمن والكويت والبحرين والسودان ولبنان، في حين بقيت بعض دول الخليج على ذات تصلبها القديم من هذه المسالة التي اكد عليها اعلان بغداد والذي نص على ان (المجتمعين يعلنون تضامنهم مع الشقيقة سوريا، مع تشكيل وفد من الاتحاد البرلماني العربي للتأكيد على دعمها والوقوف مع شعبها واستمرار تقديم الإمكانات اللازمة للوقوف مع الأشقاء السوريين بعد حادث الزلزال الذي أصاب عدداً من المدن والقرى فيها، وضرورة العمل العربي المشترك على جميع المستويات لعودة سوريا إلى محيطها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية"...

وقد تمر هذه الفرصة مر السحاب.

اضف تعليق