السلوك الأخلاقي جزء لا يتجزأ من خدمة العمل الجيد ويؤدي في النهاية إلى النجاح. بينما يؤدي السلوك غير الأخلاقي إلى انعدام الثقة ويجعل العمل يبدو سيئا ويؤدي إلى دعاوى قضائية وفقدان الجمهور على المدى الطويل، وانهيار العمل ودفعه إلى الإفلاس، ويضر بمعنويات الموظفين وإنتاجيتهم، وصولا الى الأضرار الصحية...
من قصر بالعمل ابتلي بالهم. الإمام علي بن أبي طالب
وجدت بيانات جمعتها Ethisphere، وهي منظمة تتعقب السلوك الأخلاقي لأكبر الشركات في العالم، أن الشركات الأخلاقية تفوقت على مؤشر الشركات الكبرى المماثلة بنسبة 24.6٪ بشكل عام.
في إحدى الدراسات، باشراف كايفينج جيانج، الأستاذ في كلية فيشر للأعمال بجامعة ولاية أوهايو، فحص الباحثون التقاطع بين جودة الخدمة التي تقدمها الشركة والتزامها بالأعراف الأخلاقية. تكشف النتائج أن جودة الخدمات وخطة العمل الأخلاقية ضروريان لنجاح الأعمال على المدى الطويل.
وترى الدراسة عندما كان السلوك غير الأخلاقي أمرا شائعا، كان لجودة الخدمة تأثير ضئيل للغاية على النجاح.
اتساق القيم
تلعب أخلاقنا وشخصيتنا دورا كبيرا في كيفية فهمنا للآخرين، وينطبق الشيء نفسه في بيئة العمل التي تستوجب أن يظهر السلوك الصادق والعادل في العلاقات، إذ يمكن أن يؤدي إظهار السلوك الأخلاقي الجيد الذي يمتد بطبيعة الحال إلى الجمهور بما يجذب سمعة جيدة متسقة مع القيم النبيلة في كل جانب من جوانب الحياة.
البيئة الإيجابية تساعد على تطبيق النظام والالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية وبالتالي سيحقق ذلك تكافؤ الفرص. بمعنى أن السلوك الأخلاقي هو ما يجعل العمل أكثر موثوقية ومصداقية وانفتاح وازدهار، وعندما يتجرأ شخص أو مجموعة أو كيان على انتهاك معايير السلوك الأخلاقي فان ذلك يفقد الثقة، وبالتالي ستكون النتائج وخيمة.
يشمل السلوك الأخلاقي الصدق، والنزاهة، واحترام الآخرين، والتواصل المفتوح، والشعور بالمسؤولية، والابتعاد عن العادات السيئة مثل الكذب والغش والاحتيال.
تقويض الآخر
وفقا لدراسة نشرت في مجلة علم النفس التطبيقي في كلية بوفالو للإدارة وهي جامعة أمريكية عامة، "إن تقويض شخص ما أو مجتمع لآخر هو سلوك متعمد يعيق الآخرين عن تحقيق النجاح في مكان العمل أو إقامة علاقات إيجابية في العمل والحفاظ عليها. تشمل الأمثلة التعامل مع زميل في العمل معاملة الصمت، والاستخفاف بأفكار الآخرين ممن معه وتجاهل الآخرين تاما، والإساءة اللفظية، والنميمة أو الكذب والتحدث بنبرة معادية أو قول كلمات أو تصريحات غير لائقة او تحقير شخص ما وإظهار المواقف أو المعتقدات المتحيزة.
ووجدت الدراسة أن السلوك غير المحترم في مكان العمل هو أي سلوك غير مهني أو غير مناسب أو وقح أو غير سار أو مزعج أو مسيء. يميل هذا النوع من السلوك إلى إيذاء الآخرين والتسبب في التوتر بين الموظفين.
يمكن القول إن السلوك الأخلاقي جزء لا يتجزأ من خدمة العمل الجيد ويؤدي في النهاية إلى النجاح. بينما يؤدي السلوك غير الأخلاقي إلى انعدام الثقة ويجعل العمل يبدو سيئا ويؤدي إلى دعاوى قضائية وفقدان الجمهور على المدى الطويل، وانهيار العمل ودفعه إلى الإفلاس، ويضر بمعنويات الموظفين وإنتاجيتهم، وصولا الى الأضرار الصحية والإجهاد المستمر والتوتر المتزايد والإضرار بالسمعة والتأثير على الترفيع في العمل والتميز في المنافسة، ويعرض بيئة العمل إلى مخاطر كثيرة منها الإنتاجية المفقودة وهذا يعني إضاعة الوقت، والتأثير السلبي على معنويات الموظفين، وتعرض العمل لمشاكل وإجراءات قانونية محتملة، والإضرار بالسمعة.
خلاصة
ومن خلال ما تقدم تشير الأخلاق في مكان العمل إلى كيفية إدارة الناس لأنفسهم وأخلاقيات العمل الخاصة به وان الموظفين الذين لا يحترمهم زملاؤهم في العمل يشعرون براحة أكبر في معاملة الآخرين بنفس الطريقة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى خلق بيئة عمل سامة. لذا فان المفتاح لوقف انتشار السلوك السيئ هو التوظيف لمن يتحلون بهوية اخلاقية عالية ومهنية.
اضف تعليق