حرب الدولار القائمة في الوقت الراهن، كانت متوقعة الحصول في السنوات الماضية، في زمن الحكومات المنتهية المدد الدستورية، لكنها وكجزء من عملية تدوير المشاكل والافلات من عواقبها، انفجرت في زمن الحكومة الحالية، وهذا ما جاء على لسان المسؤولين الأمريكيين الذين أكدوا إبلاغ العراق بتاريخ دخوله منصة التعامل الالكتروني...
لم يتوقع رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني ان يدخل حالة حرب مبكرة من بوابة الدولار الذي تحول احدى الأدوات التي يستخدمها الخصوم للتسقيط والتصفية السياسية، وبما انه غير مستعد لمثل هذه الحرب قد يتعرض الى نوع من الإخفاقات في الوهلة الأولى.
حرب الدولار القائمة في الوقت الراهن، كانت متوقعة الحصول في السنوات الماضية، في زمن الحكومات المنتهية المدد الدستورية، لكنها وكجزء من عملية تدوير المشاكل والافلات من عواقبها، انفجرت في زمن الحكومة الحالية، وهذا ما جاء على لسان المسؤولين الأمريكيين الذين أكدوا إبلاغ العراق بتاريخ دخوله منصة التعامل الالكتروني.
من يعتقد ان التوقيت كان مخطط له وليس بفضل التعاقب الزمني الطبيعي فهو مخطأ تماما، الولايات المتحدة وضعت سقف زمني وطالبت الحكومات العراقية بوضع حد وحلول لمسألة تهريب العملة الأجنبية الى الخارج، لكنها لم تعط الموضوع مزيدا من الاهتمام حتى وصلت الحالة الوضع الاقتصادي الحرج.
ربما من سوء حظ السوداني دخول قرار التنفيذ بهذه المرحلة وهذا التوقيت المعقد، فلا تزال حكومته في اللبنات الأولى الخاصة بتنفيذ البرنامج الحكومي، بينما الدولار تحرك من سكونه وفرض معادلة جديدة تضاف الى المعادلات القائمة على الساحة العراقية.
ولا يمكن ان تخرج عملية ارتفاع سعر الصرف وان كانت من النتائج الطبيعية لعملية التحويل صوب المنصة الالكترونية، من خاصية الحرب السياسية الدائرة داخل الاروقة البرلمانية والكتلوية، فصار السوداني ملزم بالدفاع عن معاقل حكومته التي اريد لها الانهيار قريبا.
ان معركة السوادني الحالية لا ترتكز على تنفيذ البرنامج الحكومي، والايفاء بالوعود الانتخابية، فالارتفاع الحالي سهل عليه المهمة وقصّر الطريق امامه، فلم يعد المواطنين بحاجة الى بناء ناطحات السحاب، ولا تشييد المدن السكنية وتوزيعها على الطبقات الوسطى من عامة الشعب.
المواطن اليوم جل ما يطمح اليه هو الوقوف الى جانبه وجعل دخله اليومي الذي لا يتعدى العشرون دولارا يكفيه مصاريف يومه وتوفير الجزء الباقي الى اليوم الآخر، وغير ذلك ربما أصبح من غير المنطقي الحديث فيه وتوقعه من الأساس.
ولان كل شيء في العراق لا يقترب من العفوية، فأن السيد السوداني يخشى بعد الارتفاع الكبير بسعر الصرف، تراجع مؤشرات شعبيته التي اخذت بالارتفاع لا سيما في خطواته الأولى المتمثلة بمحاربة الفساد الشكلي، لذا نجده انخرط في حملة مركزة لتصحيح النظرة السلبية التي منيت بها حكومته في مراحلها الابتدائية.
وقد تحتم على السوداني مواجهة أفكار الخصوم التي تحاول شيطنة مرحلته الرئاسية، وتأثيم سياسته الاقتصادية وتعامله مع القفزات المتكررة والمتحولة من مرحلة الى أخرى، وهنا ستكون الحرب المواجهة على خطين.
الأول هو الخط الداخلي الذي يعتبر بالحرب المباشرة مع الخصوم السياسيين الذين لا يريدون له النجاح ولو بصورة رمزية، لان النجاح الرمزي في العراق يعني الظفر بالحكم وكرسي السلطة أطول قدر ممكن، وهو ما يروق للكتل المنافسة للسوادني والتي تنظر اليه على انه خطف هذا الحق منها.
اما الثاني وان حدث فانه يعتبر من الجنون او الانتحار السياسي، اذ يتمثل هذا الامر بالوصول الى حافة المواجهة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الامريكية، ونكرر عدم الوصول الى هذا الحد، ولسبب بسيط هو ان أي سياسي وقيادي عراقي ان يعيش كما يعيش الشعب اللبناني وما يعانيه من انهيار للعملة يعد الأقوى في تاريخ الليرة.
بحسب أصحاب الاقتصاد ان التخلص من آثار الازمة الاقتصادية والعودة الى الوضع الطبيعي بحاجة الى ستة أشهر او ربما أكثر، يصاحب ذلك عمل دؤوب وسياسية اقتصادية واضحة تحارب الى جانب ذلك على المستوى الإعلامي والاقتصادي والسياسي لحين خفوت هذه النار المستعرة في الأوساط الشعبية.
اضف تعليق