زيارة الرئيس بايدن للشرق الاوسط لاتشير الى وجود ستراتيجية امريكية جديدة للمنطقة وان كان البعض يعتبر الزيارة مقدمة لها تنكشف في قادم الايام تؤشر عودة لسياسة امريكية فاعلة في المنطقة، كما يمكن القول ان الزيارة لم تأت بنتائج يمكن ان تنعكس ايجابيا على صورة بايدن والديمقراطيين في الاستعداد لانتخابات...
تبنت الولايات المتحدة الامريكية منذ عهد الرئيس اوباما سياسية تركيز الاهتمام والتوجه نحو اسيا (الشرق الاقصى) والانسحاب من الشرق الاوسط وتحويل دور الولايات المتحدة فيه الى دور القائد والمرشد الذي يحشد الحلفاء ويوحد الجهود الاستراتيجيات لمواجهة تحدياته وحل قضاياه، وهو الامر الذي ترتب عليه تعزيز نفوذ القوى الدولية الكبرى في مقدمتها روسيا والصين فضلا عن توسع وامتداد النفوذ الايراني عبر شبكة كبيرة من الوكلاء.
وفي هذا السياق تأتي زيارة بايدن للشرق الاوسط مع تكهنات بإستدارة الولايات المتحدة مجددا صوب الشرق الاوسط، على الرغم من ان ما افصحت عنه الزيارة لا ينبأ باستعداد واشنطن للعودة الى الشرق الاوسط، وحتى لو تبنت ستراتيجية الامن القومي الامريكي المزمع اطلاقها من ادارة بايدن مثل هذه السياسة، فانها ستواجه بتحديات كبيرة فالشرق الاوسط اكثر تعقيدا مما سبق وقضاياه باتت مركبة ومتأثرة بصراع متعدد الابعاد بين قواه الاقليمية، كما ان الولايات المتحدة لم تعد القوة الوحيدة القادرة على ادارة الشرق الاوسط في ظل الوجود والمصالح الروسية والصينية، وحتى حلفاء واشنطن لم يعد يقبلون بالوصفات والترتيبات الجاهزة التي تفرضها الولايات المتحدة، ان مثل هذه المتغيرات لاشك بأنها ستنعكس في القدرة على عودة الولايات المتحدة كقوة فاعلة متفردة.
لقد اظهر خطاب بايدن في قمة جدة ان الولايات المتحدة نادمة على سياسة الانسحاب من الشرق الاوسط، ومع تصريحه بان الولايات المتحدة لن تسمح لايران وروسيا والصين بملء الفراغ، فإن قراءة زيارته لا تعكس مثل هذا الادعاء، إذ يمكن تقييم ابعاد ونتائج هذه الزيارة من خلال النقاط التالية:
1. النفط والطاقة
يبدو ان زيارة بايدن إلى المنطقة - والتي بدأت في البداية بدعوة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت جاءت مدفوعة إلى حد كبير بأزمة سياسية داخلية أمريكية مرتبطة بأسعار النفط، اذ على الرغم من ابتعاد ادارة الرئيس جو بايدن عن المنطقة خلال مدة عام ونصف، الا ان ارتفاع اسعار النفط في ظل تصاعد الحرب في اوكرانيا وارتفاع اسعار الغاز شكلت اهم العوامل التي دفعت بالرئيس بايدن بالعودة الى المنطقة.
فقد اسهمت الترتيبات التي وضعتها مجموعة الدول المنتجة للنفط (اوبك +) والتي تضم روسيا والمملكة العربية السعودية في العام 2020 بالتصدي لمشكلة انخفاض الأسعار الناتج عن جائحة COVID-19 من خلال سياسة خفض الإنتاج، وقد اسهمت هذه الترتيبات في انتعاش الأسعار، وحتى مع بدء منتجو (أوبك +) في التراجع عن تخفيضات الإنتاج الا ان ارتفاع اسعار الطاقة استمر بالتصاعد متأثرا بالطلب المتزايد على الطاقة وتعطل امدادات الطاقة بسبب الحرب في اوكرانيا، وقد ادى ذلك الى زيادة نسبة التضخم في الولايات المتحدة، واضعاف الموقف السياسي المحلي لبايدن قبل انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة - ومن هنا جاءت زيارة الرئيس بايدن في محاولة للتأثير على السياسة النفطية السعودية في رفع الانتاج والمساهمة في خفض معدلات ارتفاع اسعار الطاقة.
ولكن وعلى ما يظهر من الخطاب الذي القاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة جدة بان المملكة العربية السعودية لن تقوم برفع انتاجها من النفط بأكثر من 12 مليون برميل، وحتى وان ادخلت السعودية تعديلات طفيفة في زيادة انتاجها فلن يصب ذلك في مصلحة الامريكيين العاديين في ظل استمرار توقع خبراء الطاقة في العالم بتجاوز الطلب العالمي على الطاقة على العرض، ومع فشل خطة التحول الى الطاقة النظيفة او الخضراء التي اعتمدتها ادارة بايدن كبديل للطاقة الاحفورية (البترول) وتوجيه الاستثمارات نحوها من دون ان تشكل بديلا كافيا في هذه المرحلة.
2. أمن اسرئيل والعلاقات مع الدول العربية
من الواضح تماما بأن ادارة بايدن ترغب في تعزيز علاقات اسرائيل الناشئة مع دول الخليج العربي ومع المملكة العربية السعودية، الا ان زيارته لم تعط اولوية لهذا الهدف، فقد كان حذرا من تقديم إلتزامات عميقة قد تجر الولايات المتحدة إلى أعماق منطقة مختلة وغير منظمة ومن المرجح أن تظل كذلك لسنوات قادمة.
ان تأكيد بايدن على تمتين علاقات التعاون بين حلفاء واشنطن في المنطقة تلقته اسرائيل وكذلك الدول العربية ببرود فاسرائيل لايبدو مع كل هذا الضجيج الاعلامي حول التطبيع مندفعة نحو تعزيز العلاقات التجارية مع الامارات والسعودية، كما ان الزعماء العرب يدركون تمامًا عملته السياسية المتناقصة، لذا لم يكن مفاجئا ان تتفق معظم كلمات الزعماء العرب المجتمعين في جدة على ضرورة الحل السلمي للقضية الفلسطينية كبداية لتحقيق امن والسلام والتعاون في المنطقة، فالزعماء العرب يدركون جيدا بتناقض سياسة بايدن حيال القضية الفلسطينية وعدم قدرته على وقف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة وعدم تبنيه لحل للقضية الفلسطينية كما انهم يدركون بانه ليس في جعبة الرئيس بايدن ما يخدم السلم والتعاون في المنطقة وهو يتطلعون الى حقبة مابعد بايدن.
ولم يأتي خطاب بايدن -ولا حتى في خطب باقي المجتمعين في جدة– ذكر اسرائيل صراحة بل كان الحديث عاما عن الامن والسلم والتعاون وخاصا –في خطب الزعماء العرب- بحل القضية الفلسطينية، مما يعطي دلالة على انه لم يكن هدف الزيارة متحورا على تعزيز العلاقات الناشئة بين اسرائيل ودول الخليج العربي.
ان الرئيس بايدن بزيارته لاسرائيل لم يكرر خطأ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعدم زيارة إسرائيل في وقت مبكر من ولايته - أو الأسوأ من ذلك،زيارة المنطقة دون التوقف في إسرائيل، ومن جهة اخرى شكلت زيارته لإسرائيل خطوة مهمة في دعم حكومة الوسط المعتدلة في اسرائيل التي يقودها الان الرئيس المؤقت (يائير لابيد) بعد ان انهارت حكومة التغيير التي يقودها(بينيت) ولذا نجد ان الرئيس بايدن قد تجنب الضغط عليها بشأن تبني حلا للقضية الفلسطينية او بأي شأنا آخر في ضوء احتمالية عودة(بنيامين نتنتياهو) الى السلطة في الانتخابات الجديدة التي ستجري في مطلع شهر تشرين الثاني القادم.
وكما هو معهود عند جميع الادارات الامريكية فقد جدد الرئيس بايدن الحديث عن العلاقة الاستراتيجية مع اسرائيل والتزامها العميق بحماية امنها، والتحذير من الخطر الايراني وعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي.
وقد انتهزت (لابيد) الفرصة للضغط على الرئيس الامريكي لتمويل النسخة الجديدة لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي التي تعمل بالليزر، وبالفعل فقد تضمنّ الاعلان الذي خرجت به هذه الزيارة والذي سمي (بإعلان القدس) عن استمرار الولايات المتحدة بدعم تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل والتي تم توقيعها في العام 2016، إضافة إلى ذلك تلتزم الولايات المتحدة بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم في الظروف الاستثنائية مثلما حصل في هجمات حماس في أيار 2021، وعلى الرغم من كل ماخرج به اعلان القدس بالتزام الولايات المتحدة بدعم القوة العسكرية الاسرائيلية وحماية امنها، الا ان الرئيس بايدن –وكما فعل اسلافه– لم يعط ماتطمح اليه اسرائيل من تسلح بالقاذفات والقنابل المضادة للتحصينات التي تحتاجها اسرائيل لمهاجمة المفاعل النووية الايرانية مما يعطل من قدرة اسرائيل في بدء معركتها مع ايران، فالولايات المتحدة ترفض ان تجعل بيد اسرائيل سلاحا للمبادرة في تحديد وقت الحرب ومن ثم وجر الولايات المتحدة اليها.
وبشأن لقاء الرئيس بايدن مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان من الطبيعي ان يتظاهر الرئيس بايدن بأن إدارته مهتمة فعلاً بشأن القضية الفلسطينية بالإضافة إلى دعمه حل الدولتين، ورغم انه قد اشار الى ان مثل هذا الهدف يبدو صعب المنال فانه قال بانه: "لا يمكن لليأس والقنوط أن يصوغ مستقبلنا حتى إن لم تكن الأرضية جاهزة لبث الروح في المفاوضات، نحن نحاول تعزيز الزخم لبث الروح في مسار السلام، ويجب أن نضع حدا للعنف". كما أعلن بايدن عن توفير تمويل قيمته 200 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وهكذا فان الرئيس بايدن لم تكن ضمن اولوياته طرح مبادرة وحلا واقعيا للقضية الفلسطينية، ولم يحمل بيده ما يمكن عن طريقه تعميق العلاقات الاسرائيلية الناشئة مع دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية على الرغم من اشادة اعلان القدس بتطور هذه العلاقات.
3. ايران والملف النووي
لاشك ان ايران تشكل القضية الاستراتيجية الاكثر اهمية لدى الادارة الامريكية ومع ذلك لم تظهر زيارة بايدن بأن في جعبته خططا وسياسات جديدة تجاه ايران، وهو ذات الامر الذي تدركه جيدا اسرائيل وكذلك المملكة العربية السعودية فمع ان كلاهما يفضلان ان تقوم الولايات المتحدة بسحق ايران وتدمير قوتها، الا انهما يدركان جيدا ان الادرة الحالية لايمكن ان تفعل شيئا وان الادارة الجمهورية المقبلة التي يطمحون اليها هي التي يمكنها ان تحد من قدرات ايران وتخرج من اي اتفاقية نووية مع ايران قد تتوصل اليها ادارة بايدن كما فعلت ادارة ترامب سابقا.
ولذا نجد ان الدول العربية كالامارات والمملكة العربية السعودية لم تتضمن خطابات زعمائها في جدة تصعيدا ضد ايران ودعت الى التعاون الاقليمي والى التزام ايران بشروط وكالة الطاقة الدولية، ويعكس هذا الامر سياسة التحوط في الرهان على ادارة بايدن التي تنتهجها الدولتان في ظل الاستقرار في العلاقات الذي وصلت اليه العلاقات الايرانية الاماراتية، ورسائل التطمين والمبعوثين الذين ترسلهم الامارات الى ايران عقب كل تطور في علاقات الاخيرة مع اسرئيل، وفي ظل وقف اطلاق صواريخ الحوثيين على المنشئات والاراض السعودية.
لقد قدم بايدن خلال خطابه في قمة جدة التزاما بمنع ايران من حيازة السلاح النووي وحماية دول الخليج العربي ومنع الاعتداء عليها وحماية حرية الملاحة وضمان طرق امداد الطاقة والتجارة في مضيق هرمز وباب المندب واشار الى التنسيق والتعاون بين القوى البحرية لحماية في البحر الاحمر. وتحتفظ الولايات المتحدة بهيكل قواعد عسكرية متطورة في الخليج العربي بوجود الاسطول الخامس في البحرين ومركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة العديد الجوية في قطر وقاعدة جوية اخرى في الامارات ومخازن للأسلحة والعتاد في عمان والكويت، وهو ما يؤهلها لحماية امن الخليج بيد ان الرئيس بايدن كان حذرًا للغاية بشأن تقديم أي التزامات أمنية ملزمة قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران بشروط سعودية وليس بشروط أمريكية.
ومن ناحية اخرى ومع تمسك ادارة بايدن بالحل الدبلوماسي للملف النووي الايراني –على وفق الشروط الامريكية- فان اسرائيل تقوم بعمليات غير سرية لتقويض مصلحة إيران في إعادة الاتفاق الذي رفضه الرئيس ترامب، وفي ضوء ما تشير اليه التقديرات من أن إيران الآن على بعد أسابيع من تكديس ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع قنبلة نووية، يصبح من الصعب على ادارة بايدن الطلب من اسرائيل ضبط النفس وعدم الانجرار الى حرب مباشرة مع ايران لحين إنهاء المحادثات التي تعول عليها ادارة بايدن في اعاقة التقدم الايراني النووي.
4. الحلف العسكري الشرق اوسطي
تصاعدت التكهنات بشأن زيارة الرئيس بايدن للمنطقة وما تمثله من عودة السياسة الامريكية للشرق الاوسط، بل وتوسعت بعض التحليلات الى ربط الزيارة مع ما اقترحه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بتشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي على غرار حلف الناتو، وزعمت بان الزيارة تهدف الى انشاء تحالف امني في الشرق الاوسط تكون اسرائيل محورا فيه.
ولكن كشفت زيارة بايدن عن ان تشكيل مثل هذا الحلف لم يكن ضمن اجندة زيارة بايدن لإسرائيل وحضوره قمة جدة، والحاصل ان الرئيس بايدن طرح فكرة دمج الدفاع الجوي ومنظومات الانذار المبكر لدول الخليج لتعزيز حمايتها من اي تهديدات محتملة.
ان مثل هذه الفكرة ليست بالجديدة، فقد سبق ان اقترح الرئيس الأمريكي (ترامب) في عام 2017 إنشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط على غرار حلف الناتو ولم ير هذا التحالف النور حتى الآن، كما لم يكتب النجاح لمحاولة دول مجلس التعاون الخليجي انشاء قيادة عسكرية موحدة في العام 2013 حيث الغي هذا المقترح بتوتر العلاقة مع قطر، وحتى عاصفة الحزم التي اطلقتها السعودية والامارات في العام 2015 ضد الحوثيين انسحب منها كل الدول المشاركة فيها بما فيها دولة الامارات في العام 2019، مما جعل المملكة العربية السعودية تواصل الحرب بمفردها، والى ابعد من ذلك كان الفشل قد لحق كل عمل عربي مشترك يرتبط بالتحالفات العسكرية منذ حرب 1948، ولايرتبط ذلك بغياب الثقة والخلاف حول تصور التهديدات الخارجية فحسب بل يرجع الى اعتماد دول الخليج العربي ومنذ وقت طويل وبشكل اساس على حماية القوى الدولية الكبرى اي ان الامن الخليجي هو أمن مستورد.
ومع ذلك فان الدعوة الى اقامة نظام دفاعي جوي متكامل – خليجي– قد يكون استراتيجية مهمة في تقديم تحذيرات مبكرة لعمليات اطلاق الصواريخ او ارسال المسيرات (الدرونات) وتدميرها وبالتالي تقويض قدرة ايران والحوثيين في تحقيق اهدافهم، وهو ما يسهم بالنتيجة في تقليل الحاجة الوجود العسكري الامريكي، ولكن دول الخليج ولاسيما المملكة السعودية تفضل دائما الدفاعات الامريكية للقيام بمثل هذه المهمة.
اما بالنسبة لإسرائيل فان انخراطهم بمثل هذه المنظومة الدفاعية لا يشكل قيمة استراتيجية فليس من المتصور ان تقدم اسرائيل على اشغال منظومتها العسكرية للدفاع عن الدول العربية فضلا عن خوض حرب مع ايران نيابة عن الدول العربية او دفاعا عنها.
وفي ضوء ماتقدم فإن زيارة الرئيس بايدن للشرق الاوسط لاتشير الى وجود ستراتيجية امريكية جديدة للمنطقة –وان كان البعض يعتبر الزيارة مقدمة لها تنكشف في قادم الايام– تؤشر عودة لسياسة امريكية فاعلة في منطقة الشرق الاوسط، كما يمكن القول ان الزيارة لم تأت بنتائج يمكن ان تنعكس ايجابيا على صورة بايدن والديمقراطيين في الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي التي تبدو مؤشراتها في غير صالحهم، اذ سيواجه بايدن انتقادات شديدة من قبل الكونجرس الأمريكي وجماعات حقوق الإنسان لتواصله مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإخراجه من التجميد الذي فرضه بايدن عليه على اثر مقتل جمال خاشقجي - في وقت لم تحقق فيه الزيارة نتائج مهمة، كما سيظهر ولي العهد محمد بن سلمان أنه فاز باختبار الإرادات من خلال إجبار بايدن على إنهاء التجميد، وربما سيعمد (جاريد كوشنر) مستشار الرئيس (ترامب) الذي حصل صندوقه الاستثماري من ولي العهد على ملياري دولار – على مهاتفته لعدم الموافقة على اي شيء يطرحه الرئيس بايدن.
اضف تعليق