الذاكرة الشعبية العراقية مفعمة بالكثير من الألفاظ والمصطلحات التي ينشدها الأطفال في لعبهم. جاء هذا القاموس اللغوي نتيجة حاجة وخصيصة جادت بها المخيلة الشعبية الخصبة، وبما يلائم العصر ومواكبته. وتمتاز هذه الذاكرة بالتجدد الفكري الثر والقدرة على الإتيان بالألفاظ لها القدرة على النمو والتجديد بحيث تلغي...
الذاكرة الشعبية العراقية مفعمة بالكثير من الألفاظ والمصطلحات التي ينشدها الأطفال في لعبهم. جاء هذا القاموس اللغوي نتيجة حاجة وخصيصة جادت بها المخيلة الشعبية الخصبة، وبما يلائم العصر ومواكبته. وتمتاز هذه الذاكرة بالتجدد الفكري الثر والقدرة على الإتيان بالألفاظ لها القدرة على النمو والتجديد بحيث تلغي السابقة أو تضيف إليها شيئا جديداً فرضته المعاصرة.
بعض المصطلحات لا يعرف الأطفال ماهيتها وأصولها، ولكنهم يرددونها جرياً على مبدأ العرف الوراثي، وتقليد من سبق، والمهم أنها تحقق الغاية التي جاءت من اجلها، وهي: متعة ولذة اللعب الجميل.
لعبة (الجعاب) وهو عظم يستخرج من مفصل الأغنام بعد أن يقوم الأطفال بحكه وبرده بأرضٍ خشنةٍ كي يصبح أملساً يستطيع الوقوف في حال رميه على الأرض دون صعوبة، وبعد أن توضع من ثلاثة إلى أربعة من (الجعاب) فوق بعضها بعضاً عندها تطلق مفردة (جي) وهي تعني بداية النزال، وصاحب الحظ الحسن الذي جاءت مجموعته وفق ترتيب معين حسب العرف اللعب السائد، حيث يكون هو الرابح في هذا المراهنة البريئة، وعادة ما يتم تميز احد هذه المجموعة بقطعة قير أو رصاص ويسمى (صولا).
بعض الجمل اخذ السجع والتأثير الموسيقي طريقها إليه كما في لعبة اختيار رئيس المجموعة أفراد فريقه حيث يأتي أحد الأطفال إليه طالباً أن يختار بعد أن يردد "هلب هلب بيدمن الطلب"، وقد تكون هذه الجملة نوعاً من الطاعة للزعيم أو رئيس الفريق وتميزه عن أقرانه.
الغريب والطريف في الأمر أن الأطفال جعلوا للأدوات اللعب الصامتة أماً وأباً في لعبة (شنطرة وبُلبُل) فعندما يضرب احدهم (البُلبُل)- هو قطعة خشبة صغيرة وضعت داخل أنبوب مطاطي (صنودة)- بعصا كبيرة وهو يقول "اوحده اسوده امج على ابوج "، والأجمل عندما يلتقط احدهم (البُلبُل) حيث يصيح بأعلى "شاكه" وأشبه ما تكون بالجوكر الذي يغير قواعد اللعبة والنقاط. أما مفردة (الطنب) فهي من أكثر المفردات التي يطلقها الأطفال في لعبة (الدعابل) بعد أن يتم صف مجموعة الكرات البلورية على خط مستقيم وسط دائرة تُسمى (الخطة) وتعني أن جميع (الدعابل) من حصة من بقى (صوله) داخل الخطة وأخرجَ عدد من الكرات.
أما البنات فلهن عالم تفوح منه أريج الرقة كما لعبة (الأم والذئب) هناك من تتبرع للقيام بهذين الدورين بعد أن تخبأ مجموعة من البنات خلف أمهن المزعومة حيث يحاول أكل احدهن مردداً "انه الذيب واكلهن" فترد عليه الأم "انه الأم واحمين". ويسود الغناء في لعبة (شدة ياورد) بعد أن يشكلن الفتيات حلقة تدور حولها بدور كل فتاة وهي تقول "شدة ياورد" فترد عليها المجموعة (شدة)
- من هي الورد؟
- شدة.
- فلانة الورد.
- شدة.
إلى نهاية الأغنية المعروفة، حتى يتم إحصاء البنات بأسمائهن جمعياً. وتشابه هذا اللعبة إلى حد قريب لعبة (هيله يارمانه) من حيث الأسلوب. وتعد لعبة الاختباء أو(الختيلان) مشركة بين الأولاد والبنات، ولا تتم عملية البحث عن المختبئين إلا بعد إطلاق كلمة (حلال) التي تقابل برد من الأطفال الآخرين "حلال مثل دم الغزال" ولا يُعرف ما علاقة هذا الحيوان ودمه بهذا اللعبة؟! يبدو انه من باب السجع الجميل وموسيقاه المؤثرة على النفس.
وتسود اليوم الألعاب الكترونية بعض الحماس والانفعال والكثير من الأحيان تصاب بالخرس وتصبح الألعاب عبارة عن عيون وأيدٍ تتعارك في سبيل الحصول على اكبر النقاط.
اضف تعليق