واحدةٌ من أَسبابِ إِستحالةِ تأسيسِ مثلِ هذا النَّاتو، هو العلاقات الحسَنة التي تجمع بين طهران وعددٍ من عواصِم الدُّول التي ستحضر القمَّة وعلى رأسِها بغداد فضلاً عن الكويت والدُّوحة ومَسقط. هذهِ العواصِم لا تُقامر بالتَّفكيرِ في الإِنخراطِ بمثلِ هذا المشرُوع الذي تعرِفُ مُسبقاً أَنَّهُ يثيرُ غضب طهران...
١/ [إِسرائيل] هي التي تروِّج لمشروع ما يسميِّه البعض بـ [النَّاتو العربي] الذي يقولُونَ أَنَّهُ سيُولد من إِجتماعِ قِمَّة مجموعةِ الـ [١٠] الذي سيُعقد في الرِّياض مُنتصف هذا الشَّهر بحضورِ الرَّئيس الأَميركي وزُعماء دُوَل الخليج السِّت بالإِضافةِ إِلى العِراق والأُردن ومِصر.
إِنَّها حربٌ نفسيَّةٌ مُوجَّهةٌ ضدَّ طهران وضدَّ مشاعِر شعُوب المنطقة التي ترفُض الإِنخراط بمثلِ هذهِ المشاريع المشبُوهة التي توطِّئ للتَّطبيعِ وتستنزفها ماليّاً من دونِ أَن تُحقِّق لها شيئاً ملمُوساً على مُستوى التَّنمية الإِقتصاديَّة والرفاهيَّة الإِجتماعيَّة والحياتيَّة، فضلاً عن الأَمنِ.
لقد جرَّبت الرِّياض والإِمارات أَن تكُونَا بقرةً حلوباً لواشُنطن، تبيعها السِّلاح وتُهدِّدها بالعدوِّ الوهمي، فشنَّتا الغارات والحرُوبِ بالنِّيابةِ، لكنَّهما في نِهايةِ المطافِ لم تتمكَّنا من الإِنسحابِ من ورطةِ حربِ اليمنِ مثلاً إِلَّا بالديبلوماسيَّة والسِّياسة وليسَ بالسِّلاحِ مهما تصوَّرتا أَنَّهما تفوَّقتا بهِ على شعبِ اليمنِ الأَعزلِ من السِّلاحِ إِلَّا سلاحِ الإِيمانِ بعدالةِ قضيَّتهِ.
٢/ واحدةٌ من أَسبابِ إِستحالةِ تأسيسِ مثلِ هذا النَّاتو، هو العلاقات الحسَنة التي تجمع بين طهران وعددٍ من عواصِم الدُّول التي ستحضر القمَّة وعلى رأسِها بغداد فضلاً عن الكويت والدُّوحة ومَسقط.
هذهِ العواصِم لا تُقامر بالتَّفكيرِ في الإِنخراطِ بمثلِ هذا المشرُوع الذي تعرِفُ مُسبقاً أَنَّهُ يثيرُ غضب طهران بشكلٍ كبيرٍ!.
أَمَّا بقيَّة العواصم فهي في طريقِها لتحسينِ علاقاتِها مع طهران وإِعادةِ المياهِ معها إِلى مجاريها، كما يقُولون، بدوافعِ المصالحِ المُتَبادلة، فكيفَ تنخرطُ كذلكَ بمشرُوعٍ من هذا النَّوع تعرِف أَنَّهُ يُعيدُ جهودها بهذا الصَّددِ إِلى المُربَّع الأَوَّل؟!.
٣/ لقد توافقت دُول مجموعة [٩+٣] على تخفيضِ حدَّة الأَزمات في المنطقةِ سواءً فيما بينِها أَو بينِها وبينَ طهران، للتوجُّه سويَّة والإِنخراط في مشاريعِ الطَّاقة والتَّنمية المُشتركة.
وإِنَّ مشرُوع النَّاتو المزعُوم يُقوِّض هذا التَّوافق ولا يُساعد على بناءِ الثِّقةِ والشَّراكاتِ الإِقتصاديَّة والماليَّة والتنمويَّة بينَها.
إِنَّهُ لا يُساعِدُ على تهيئةِ الأَرضيَّة [الأَمنيَّة] والآمِنةِ لمثلِ هذهِ الإِستراتيجيَّة الجديدةِ، خاصَّةً وأَنَّها تتحدَّث عن [أُوروبا شرق أَوسطيَّة].
٤/ دُول المنطقة التي تورَّطت في صناعةِ الأَزمات خلال العقدِ الأَخير تحديداً جرَّبت اللُّجوء إِلى القوَّة كأَفضلِ خيارٍ وأَسرعِ أَداةٍ لحسمِ الأَزمات، إِلَّا أَنَّها انتهت إِلى نتيجةٍ واضحةٍ مفادُها أَنَّ القوَّة ليست هيَ الطَّريق الأَمثل لذلكَ، خاصَّةً بعد أَن حقَّقت طهران مبدأ توازن الرُّعب في المنطقة، عندما نجحت نجاحاً باهِراً في التَّخندُق خلفَ دُوَلٍ عدَّةٍ أَضاعت بوصلتَها الوطنيَّة فتحوَّلت إِلى حطبِ نيرانٍ أَشعلها الآخرُون!.
٥/ العراق على وجهِ التَّحديد من غيرِ المُمكن والمنطقي أَبداً أَن ينخرطَ بمثلِ هذا المشرُوع الإِفتراضي المشبُوه وذلكَ لثلاثةِ أَسبابٍ؛
أ/ لعلاقاتهِ الإِستراتيجيَّة المُتميِّزة مع جارتهِ طهران، فكيفَ يُفكِّر في أَن يتحوَّلَ إِلى سكِّينٍ في خاصرتِها لصالحِ طرفٍ ثالثٍ؟!.
ب/ لتبنِّيهِ سياسة النَّأي بالنَّفسِ في كُلِّ الصِّراعات والأَزمات الإِقليميَّة، فكيفَ يُفكِّر في أَن يرمي بنفسهِ في أُتُونِ مشرُوعٍ بمثابةِ أَزمةٍ سلفاً؟!.
ج/ تشريعهِ لقانُونِ [التَّجريم] الذي حرَّمَ على الحكومات الإِقدامِ على مثلِ هذهِ الخطوات.
٦/ ولأَنَّهم يعرفونَ أَنَّ مثلَ هذا المشرُوع بمثابةِ إِنحيازٍ لصالحِ [الكيان الصُّهيوني] في الحربِ السريَّةِ - العلنيَّةِ المُشتدِّ أُوارُها هذهِ الأَيَّام بينَ طهران وتل أَبيب، لذلكَ لا يورِّطُونَ أَنفسهُم بهِ!.
اضف تعليق