تفاجأ العراقيون بموجة حر تضربهم، وهم في بداية موسم الصيف بدون سابق إنذار كما تقول السيدة لمياء حسين من أهالي كمب سارة ببغداد الجو محير جدا، قبل مدة حزمت اغلب ملابس الشتاء ثم أعدتها مرة أخرى، واليوم انقلب الجو من معتدل ربيعي إلى آخر حار كأننا...
تفاجأ العراقيون بموجة حر تضربهم، وهم في بداية موسم الصيف بدون سابق إنذار كما تقول السيدة لمياء حسين من أهالي كمب سارة ببغداد "الجو محير جدا، قبل مدة حزمت اغلب ملابس الشتاء ثم أعدتها مرة أخرى، واليوم انقلب الجو من معتدل ربيعي إلى آخر حار كأننا في عز الصيف الذي يستر منه هذه السنة".
أما السيد هادي حليم من أهالي بغداد الجديدة فيقول "اعتقد لا يوجد ربيع في العراق ماعدا كردستان، وفصل الصيف هو الغالب، هذا يبدو من بدايته بأنه ينذر بجو لاهب في ظل كهرباء وطنية اقل ما يقال عنها أنها لاتلبي الطموح في ظل جو قاس من البداية". في حين يعلل المهندس الزراعي وهاد رجب من أهالي الشعب تقلبات المناخ بكونها عالمية، ولكن العراق من أكثر البلدان تأثراً نتيجة قلة الغطاء النباتي والتلوث البيئي لاسيما في العاصمة، ويضيف رجب "تغيرات المناخ عالمية وقد أطلقت تحذيرات من تحول منطقة الشرق الأوسط إلى المناخ الصحراوي".
ما ان بدأت درجات الحرارة بالارتفاع، حتى عرضت اغلب محال بيع الأجهزة الكهربائية بضاعتها بكثرة كما يقول السيد نجيب وهاب صاحب محال لبيع الأجهزة المنزلية في منطقة المسبح "هناك عرض لأجهزة تبريد ذات قدرة استهلاكية قليلة للطاقة، وتعمل على كهرباء السحب(المولد) مما يتيح فرصة أكبر لشرائها برغم من ارتفاع أسعارها مقارنة بأختها القديمة لان السوق يعمل وفق مبدأ العرض والطلب وملائمة الظروف التي تميز بها كل بلد".
استطاع الموظف سرحان حمود من أهالي الدورة الحصول على جهاز مكيف يعمل بقدرة واطئة برغم من سعره المرتفع فيقول "جونا حار جداً واعتقد أن الكهرباء الوطنية لا يمكنها أن تكون بقدر زيادة الطلب في وقت الذروة، مما يعني زيادة ساعات القطع لذا اشتريت هذا السبلت واحد ونصف الذي يعمل بأمبيرين بمبلغ 650 دولار". ويصيف محمود" ضحيت براتب شهر كامل كي اشتريت راحتي من مبردة الماء وقلة الماء".
لم يستطع الكثير من العراقيين الاستعداد جيدا للصيف الذي جاء بغتةً عكس ما يقال انه هذه السنة هناك تغيرات في مناخ العراق من خلال تأخير قدوم الصيف كما تقول السيدة نسرين وليد من أهالي شارع فلسطين، وتضيف "فرحنا كثيراً عندما سمعنا وقرأنا في مواقع التواصل الاجتماعي أن خبراء المناخ يقولون أن الصيف سيزحف على الشتاء ويتأخر عن موسمه، ولكن يبدو أن هذا الكلام غير دقيق، وهذا هو الحر يضربنا في أول أيامه دون سابق إنذار" وتعرج "زوجي في كل سنة يقوم بغسل وإعداد أجهزة التبريد ولكن هذه السنة أصيب بتراخي نتيجة توقعات المناخ ويضاف إليه صيام رمضان الذي يحول دون القيام بأعمال مجهدة".
"قبل أيام قليلة كنت البس سترة وقمصلة شتائية، واليوم البس قميص نصف ردن" هذا قاله محمد كريم من أهالي مدينة الصدر "لم أكن مستعد للتغيير الصيفي المفاجئ، فزوجتي لم تخرج بعد الملابس الصيفية وتغسلها كما جرت العادة ".
زينت حلفة المبردات أرصفة وواجهات محال بيع المواد الإنشائية، ولكن مشكلة ملوحة المياه يجعل العراقي يعمد إلى تبديلها أكثر من مرة في الموسم الواحد كما قول سرحان علوان "الحلفة العراقية هي الأفضل ولكن مشكلة الملح تجعلها كالخشبة".
وألقت التغيرات المناخية تأثيراتها على العراق بعد أن صنف من قبل الأمم المتحدة انه خامس بلد أكثر تأثيرا من قلة الأمطار، وزاد من سوء الأمر عمليات تجريف المناطق الخضراء، والعواصف الترابية التي زادت من 15 مرة في السنة إلى 300 مرة كما يقول بعض الخبراء في حين يضرب التصحر أجزاء من أراضي العراق، وتقليص الموسم الزراعي إلى النصف مما يسلب من العراق لقب ارض السواد كما يُعرف تاريخاً.
اضف تعليق