بغض النظر عمّن سوف يشكل الحكومة، فان ما نحتاج اليه بصورة ماسة هو معارضة برلمانية قوية جدا. ومن معالم قوة المعارضة البرلمانية ان تكون على شكل حكومة ظل معارضة. وهذه دعوة لكل النواب الذين لن يقفوا الى صف الحكومة ان يشكلوا جبهة برلمانية معارضة تشكل بدورها حكومة الظل...
بغض النظر عمّن سوف يشكل الحكومة، فان ما نحتاج اليه بصورة ماسة هو معارضة برلمانية قوية جدا. ومن معالم قوة المعارضة البرلمانية ان تكون على شكل حكومة ظل معارضة. وهذه دعوة لكل النواب الذين لن يقفوا الى صف الحكومة ان يشكلوا جبهة برلمانية معارضة تشكل بدورها حكومة الظل.
لماذا نسميها حكومة ظل؟ لانها ستكون على غرار الحكومة الفعلية حيث يطلق على فرد من افرادها عنوان "وزير ظل"، على ان يكون لكل وزير فعلي، نظيرٌ في حكومة الظل. فامام رئيس الوزراء الفعلي، يوجد رئيس وزراء الظل، وامام وزير الخارجية الفعلي يوجد وزير خارجية ظل وهكذا. يتصرف هؤلاء من موقع المسؤولية التي يتحملها كل منهم عن الوزارة التي يحمل اسمها. وهذا يتطلب ان يكون النائب-وزير الظل على علم ودراية بكل شؤون وزارته، ويملك تصورا بديلا لعمل وزارته افضل من عمل الوزارة القائمة.
كان ومازال من اهم عيوب التأسيس في النظام السياسي الحالي هو غياب المعارضة البرلمانية القوية؛ ليست المعارضة التي تناكف الحكومة في كل صغيرة وكبيرة وعرقلة عملها وتتعمد تسقيط الوزراء لتحقيق اهداف خفية، وانما هي معارضة مخلصة تراقب الحكومة عن كثب، وتحاسبها بدقة، وتنصحها باخلاص، وتكشف ملفات الفساد، فان استجابت لها الحكومة كان بها، وان لك تستجب لجأت الى الادوات الدستورية المتوفرة للتعامل مع الحالة.
يتطلب قيام المعارضة البرلمانية القوية التخلي عن مبدأ مشاركة الجميع في الحكومة على اساس بدعة ما يسمى بالاستحقاق الانتخابي. فليس الاستحقاق الانتخابي سوى الحصول على العدد المناسب من المقاعد البرلمانية التي تتيح للاغلبية البرلمانية السياسية تشكيل الحكومة، وتتيح للاقلية البرلمانية السياسية معارضة الحكومة وتشكيل حكومة الظل. وبذلك تطير الديمقراطية بجناحين: الحكومة والمعارضة.
حكومة الظل حقيقة موضوعية قائمة تحت قبة البرلمان، ولا تحتاج الى ماهو اكثر من ذلك. لكن يستطيع البرلمان ان يشرّع قانونا خاصا بحكومة الظل يحمي حقوقها الدستورية في متابعة عمل الحكومة القائمة ومراقبتها ومحاسبتها حسب النصوص الدستورية.
ليس من الصحيح ان يجلس النواب في مقاعد البرلمان وعيونهم على الحقائب الوزارية. فهم لم يخوضوا الانتخابات لكي يكونوا وزراء، وانما لكي يكونوا نوابا يمثلون الشعب في مجلس النواب. لقد خولهم الشعب طبقا للدستور صلاحية محاسبة الحكومة القائمة، وهذا ما يمكن القيام به عن طريق حكومة الظل المعارضة.
اضف تعليق