q
فالعجز الروحي هي المرحلة المتأخرة من الأمراض الروحية الذي تتبلد فيه الأبعاد المعنوية كـتأنيب الضمير وموت المشاعر الإنسانية، وعدم الخوف من الله، ومرحلة القنوط من رحمة الله، فيصبح أحدهم شيطاناً في شكل إنسان. المرحلة الثانية هي مرض الشلل الروحي الذي يتسبب في عجز أو تعطيل مؤقت...

عبارة صادمة يمكن أن تصدم بها أي إنسان تنقله من حياة مليئة بالتفاؤل والسعادة إلى حياة مليئة بالتشاؤم والحزن، سألني أحد الأحبة عن تغريدة سابقة كتبتها عن الأمراض الروحية وهي: العجز والشلل والجفاف الروحي، ومستويين وهما: النشاط والاستنفار الروحي، ويمكن تصنيفها تصاعدياً على النحو التالي: العجز، الشلل، الجفاف، النشاط، الاستنفار.

فالعجز الروحي هي المرحلة المتأخرة من الأمراض الروحية الذي تتبلد فيه الأبعاد المعنوية كـتأنيب الضمير وموت المشاعر الإنسانية، وعدم الخوف من الله، ومرحلة القنوط من رحمة الله، فيصبح أحدهم شيطاناً في شكل إنسان.

أما المرحلة الثانية هي مرض الشلل الروحي الذي يتسبب في عجز أو تعطيل مؤقت في الأعضاء المعنوية نتيجة نقص الغذاء الروحي بسبب التعرض لحالة الجفاف التي سبقت حالة الشلل الروحي والتي يمكن معالجتها، لكن قد يصعب على الكثير من المصابين به الحصول على شفاء كامل إلا في حالات قليلة.

أما المرحلة الثالثة المنتشرة بين المؤمنين هو مرض الجفاف الروحي، ويمكن تشبيهها بحالة الجفاف التي يتعرض لها الأطفال بسبب النقص الحاد في مخزون الماء والسوائل التي تغذي أجسامهم، والتي يمكن معالجتها كي لا تتطور إلى حالة من الشلل والعجز الروحي.

إن من نعم الله عز وجل أن وهبنا ثلاثة أشهر عبادية تمثل محطات تمكننا من فحص قلوبنا ليعرف كل إنسان أي مستوى إيماني مصنف فيه، وأي مرض روحي مصاب به، فيسارع إلى معالجته وأخذ العلاج المناسب له كي لا يتطور إلى مرحلة متأخرة من الشلل أو العجر الروحي المهدد لدنيا المصاب وآخرته.

لذا حري بالمؤمن استغلال الأشهر العبادية والتزود بجرعات الغذاء الروحي عبر تهيئة نفسية ومادية طيلة شهر رجب، يليه مسارعة في نشاط العمل العبادي المتصاعد في شهر شعبان، وهذا ما عبر به الله في قوله: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)، حتى يصل إلى حالة من الاستنفار الروحي في شهر رمضان، وذروته في ليالي القدر المباركة، وهذا ما عبر به الله في قوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ).

وهذا أشار به أمير المؤمنين إلى ابنه فقال: يا بنى إن من البلاء الفاقة، وأشد من ذلك مرض البدن، وأشد من ذلك مرض القلب.

فكثير من الناس هم في حقيقتهم أموات مصابين بأمراض خطيرة لا يلتفتون إليها؟ !! لأن شغلهم منصب فيما يقوم أجسامهم، ومعالجة أمراض تصيب أعضائهم، ولا يهتمون بغذاء يحيي أرواحهم، ولا يعبؤون بأمراض تفتك بقلوبهم.

* القطيف – الأوجام

اضف تعليق