من الممكن تقليل مقدار التشاؤم الذي نشعر به من خلال التفاؤل والتفكير الإيجابي في الأشياء التي تحدث في حياتنا اليومية، فالمتفائلون هم أولئك الذين يتوقعون حدوث أشياء جيدة تتسم بالأمل والثقة والنجاح والمستقبل الإيجابي، حتى ينظر البعض منهم للصعوبات على أنها انتكاسات مؤقتة فتجدهم يفكرون ان أكثر...
عندما نسمع كلمة الإدمان يتبادر إلى أذهاننا إدمان المخدرات، لكن ماذا لو أخبرتكم ان هناك إدمان من نوع آخر، مدمنوه خطيرون جدا، يزعجون الناس الذين يعرفونهم ويملئون الأجواء المحيطة بهم بالخوف، والتوتر، انه إدمان (التشاؤم) فالعيش مع هؤلاء الأشخاص يشبه العيش في حقل ألغام، وجودهم في حد ذاته يخلق جوا سيئا يفقدك الأمل في بعض الأحيان وقد يؤثرون على حياتك وقراراتك المصيرية.
نحن نتحدث عن أشخاص لديهم عادات سلبية يسعون إلى زعزعة الاستقرار وخلق الخلافات، هذا النوع من الأشخاص موجود تقريبا في كل مكان نذهب إليه، لذلك يجب أن نتعلم كيفية التعامل معهم بشكل أفضل، فان الأشخاص المدمنون على التشاؤم دائما يسعون إلى التعبير عن غضبهم على الآخرين، لذا تجدهم يقفون وراء العديد من الدعاوى القضائية والشكاوى، وقضايا العنف، والنزاعات الأخرى، فليس لديهم مقاومة للفشل بل إنهم يحولون هذا الفشل إلى غضب ويسعون إلى إلقاء اللوم على أي شخص يقدرون عليه، انهم خبراء في نشر الشائعات، ويستخدمون الهيمنة والإذلال والسلوك المهينين على الأشخاص الضعفاء او الذين اقل منهم مرتبة.
ان أفضل إستراتيجية للتعامل مع مدمني التشاؤم هي تجنبهم والابتعاد عنهم قدر المستطاع، ومع ذلك لا يمكننا حل كل شيء في هذه الحياة عن طريق الهروب، وبصفتنا مجتمع لا يمكن تجزئته فنحن مضطرون للعيش معا، نحن مضطرون للعيش مع أشخاص معقدين ومرهقين، فأول شيء يجب أن نأخذه في الاعتبار ان لا نأخذ ردود أفعالهم كشيء شخصي، فحقيقة الأمر أن هؤلاء الناس في صراع مع أنفسهم.
هل يمكنك التفكير في حياة خالية من التشاؤم؟
نعم من الممكن تقليل مقدار التشاؤم الذي نشعر به من خلال التفاؤل والتفكير الإيجابي في الأشياء التي تحدث في حياتنا اليومية، فالمتفائلون هم أولئك الذين يتوقعون حدوث أشياء جيدة تتسم بالأمل والثقة والنجاح والمستقبل الإيجابي، حتى ينظر البعض منهم للصعوبات على أنها انتكاسات مؤقتة فتجدهم يفكرون ان أكثر الأيام بؤسا قد يحمل لهم وعدا بأن الغد سيكون أفضل.
كيف تكون متفائلا؟
قد لا يتقن الجميع فن التفاؤل، لكن يمكن تعلمه خاصة في الوقت الحاضر، فاليوم يوجد الكثير من الكتب، والمقالات، والمحاضرات، والدورات التحفيزية، التي تركز على التفاؤل، فكل شخص منا يصنع مصيره وحياته بجوانبها المشرقة والمظلمة بنفسه، فنحن نختار أهدافنا بأنفسنا والأمر متروك لنا سواء فكرنا بالسلب أو الإيجاب، فرغم ما ترسله لنا وسائل الإعلام، من أخبارا سلبية، وسيناريوهات كارثية، تجعل الفرد منا متعبا نفسيا وجسديا، فليس من السهل تجنب الأفكار السلبية، وإخضاعها بالأفكار الإيجابية، ونحن محيطون بهذا الكم الهائل من السلبية، دون الإطلاع على هذه الكتب، والمقالات التحفيزية.
كل فرد منا لديه أسلوبه الخاص به، فالفرد ذو العقلية الإيجابية، لا يتغاضى عن الأحداث السلبية من حوله أو يقمعها، بل يمكنه مواجهتها، وإدارتها، ببصيرة تامة، ويمكنه أيضا أن يشعر بالخوف، والذعر، والاكتئاب، والغضب، ومع ذلك فهو لا يسمح لنفسه أن تنجرف به إلى التفكير السلبي ومن ثم الانهيار التام، فمن المهم إيجاد التوازن الصحيح في مثل هذه الظروف التي تمر على الفرد، وان لا ينظر إلى الأشياء باللون الأسود فقط.
ان الإفراد المتشائمون الذين يميلون إلى التفكير السلبي، قد يستسلمون على الفور للحزن، وهم مقتنعون تماما أنه إذا كانت لديهم ظروف مختلفة، فسيكونون قادرين على التعامل مع المشاكل التي تواجههم بشكل أفضل، لهذا السبب غالبا ما يفقدون الحل الحقيقي، ويبدأون في رؤية أنهم لا يستطيعون التفكير إطلاقا، هؤلاء يتم تذكيرهم بجميع الإخفاقات، والإخفاقات الماضية، من قبل المجتمع المحيط بهم، وتختفي إمكانية النجاح مثل البخار فوق القدر، فكل هذا يأتي من فكرة سلبية واحدة مدمرة لحياة الإنسان.
غالبا ما يسيء الناس تفسير كلمة التفاؤل، فلا يتعلق الأمر بالحصول على مزاج رائع، وأخذ كل شيء بابتسامة عريضة، أو قول "نعم" لكل شيء، ولا يعني ذلك أنك ستصبح أفضل بين عشية وضحاها وستشعر بالتغيير على الفور، بل يحتاج الأمر إلى وقت طويل، وتدريب مستمر، وأسلوب خاص، يمكننا أن ننظر إليه من المستوى العقلي والمستوى العاطفي، وهذا يستحق المثابرة، فإن إتقان فن التفاؤل سيساعدنا على عدم "الانهيار"، فالتفكير الايجابي والسلبي هما نوع من أنواع الطاقة، فكل فكرة هي شكل من أشكال الطاقة والطاقة لا يمكن تدميرها أو إخفاؤها أو التخلص منها بأي طريقة، نعم يمكن تحويل الطاقة أو نقلها لكن لا يمكن تدميرها، وهذه بعض النقاط التي تساعدنا على التفاؤل:
- نستطيع أن نصف العالم الذي نعيشه كعملة معدنية بوجهين الوجه الأول العالم الذي نعيش فيه عالم متشائم وسلبي يمكننا أن نختار هذا الواقع وأن نشعر بالضيق، والحزن، والسلبية، أما الوجه الآخر منه فإنه عالم متفائل فيوجد فيه الحب، والسلام، والفرح، والسعادة، والاحترام، حيث يساعد الناس بعضهم البعض، فالأمر متروك لنا لتقرير ما نريد التركيز عليه، وأي عالم نختار.
- علينا أن ندرك جميعا، بأننا ليس دمية في يد القدر، بل نحن من يصنع التشاؤم أو التفاؤل لأنفسنا، فينبغي لنا مواجهة الأحداث التي تحدث لنا، دون الخوف منها، وان يكون اعتقادنا راسخا بان الأشياء تسير في الاتجاه الصحيح، وأنه يمكن التغلب على المشاكل التي تحدث لنا بالتفكير الايجابي.
- العثور على مرشدنا الخاص بنا، الذي تتلاءم أنفسنا معه، فالمرشد: هو شخص ناجح بالفعل، ويكون قدوة لنا في المسار الذي نريد أن نسلكه، قد يكون مرشدنا شخصا حكيما أو كتابا أو مقالا أو مقطع مصورا يساعدنا على نمو شخصيتنا.
- إذا كنا نرغب في الحفاظ على نهج إيجابي في حياتنا، فعلينا الابتعاد عن الأشخاص الذين يشكون باستمرار ولا يرون سوى المشاكل في كل مكان، هؤلاء الأشخاص السلبيون من حولنا يؤثرون على طريقة تفكيرنا، وسلوكنا، وعاداتنا، ونوعية حياتنا، فيجب التخلص منهم بطريقة فنية.
- يجب أن نتقبل بعض المواقف بتواضع وامتنان حتى لو كانت لحظة غير سارة ومزعجة للغاية، لأن كل مسار في حياتنا يمثل درسا لنا، فإذا كنا مترددين لفترة طويلة في كيفية اتخاذ قرارا ما في هذا أو ذاك فسيظهر الحل بشكل طبيعي، وهو بالطبع ما لم نكن نتوقعه على الإطلاق.
- تجنب القلق بشأن الأحداث والأشياء المستقبلية التي تقع خارج سيطرتك فالتفكير في الاحداث المستقبلة قد يحرمك من اللحظات الجميلة التي بين يديك.
وفي خلاصة الكلام، المتفائلون لا يستسلمون بسهولة ومن المرجح أن يستمروا في العمل نحو أهدافهم حتى في مواجهة العقبات والتحديات لأنهم يؤمنون بأنفسهم وقدراتهم، يرون الأحداث السلبية على أنها انتكاسات طفيفة يجب التغلب عليها بسهولة، نحن جميعا مختلفون لكننا متساوون جميعا نستحق التقدير والاحترام وفرصة لبناء الحياة التي نريدها.
اضف تعليق