أين دور الجهات الرقابية للحد من هذا الاستهتار الواضح بأرواح العراقيين، استفحال هذه الظاهرة أصبح أخطر من أن يتم تجاهله، فالحالات المرضية الناتجة من هكذا استطبابات أصبحت خطيرة وكثيرة. ومن أسباب اللجوء لمثل هذه الصفحات هو، الغلاء الفاحش لأدوية الأمراض المزمنة، وعدم توفر المنتج الأصلي منها...
لا يكاد أن يمر يوم أو أثنين إلا وأفاجئ بعدد لا بأس به من الإعلانات والرسائل الترويجية لمنتجات دوائية وأدوات طبية ومستحضرات سحرية تبدأ بالعلاج النهائي للسكر بنوعيه الأول والثاني والثالث إن وجد، مرورا بأدوية الضغط وعلاج القولون والمفاصل والبواسير الى ساعة المعصم السحرية التي تقيس عدد دقات القلب وضغط الدم ونسبة الأوكسجين ونسبة السكر و... وتنظم كل ما سبق... بضغطة زر! بالإضافة الى عملها كمنبه وكاميرا وهاتف وكمية هائلة من الوظائف التي لا تحصى ولا تعد.
إما طرق ووسائل ولغة الإعلان، فتتنوع بين الساذجة والغبية الى الذكية والمقنعة، اقتبست جزء منها "تعبت من السكر وأبر الأنسولين أو الشتاء على الأبواب ووجع المفاصل ما يرحم، السياقة بالليل هم تأذيك؟، وإعلان غريب آخر خليك زلمة وأحنا نوكفك... والأخير إعلان عن منتج طبي خاص بالرجال!"
والمطلوب منك عزيزي الزبون فقط رقم الهاتف والعنوان (وسيب الباقي علينا: كما يقولها اخواننا المصريين وحط بطنك بطيخة صيفي)، وسيتم التواصل معك من قبل البروفسور شخصيا صاحب الاختراع الخطير، ليطلع على مشاكلك الصحية ويطمئن الى (إمكانياتك المادية) عفوا للاطمئنان على حالتك وستستلم إيصال ضمان بالمنتج (نكعة وأشرب ميه)، لا تقلق سوف يتم التواصل معك بالواتس اب للإجابة عن استفساراتكم، ومن المؤكد أن يتم حجب رقمك إن سألت عن البلد المصنع للمنتج أو صفحة الويب للمنتج أو أي سؤال يشكك في مصداقية الصفحة أو المنتج.
ويبقى السؤال الحقيقي هنا؟ أين دور الجهات الرقابية للحد من هذا الاستهتار الواضح بأرواح العراقيين، استفحال هذه الظاهرة أصبح أخطر من أن يتم تجاهله، فالحالات المرضية الناتجة من هكذا استطبابات أصبحت خطيرة وكثيرة.
ومن أسباب اللجوء لمثل هذه الصفحات هو، الغلاء الفاحش لأدوية الأمراض المزمنة، وعدم توفر المنتج الأصلي منها وارتفاع ثمن مراجعة الأطباء، يرافقه جهل كثير من المرضى بحقيقة هذه الصفحات وزيف ما تقدم، بالتالي أصبحت مساحات وسائل التواصل الاجتماعي ملعبا لمجرمي الأنترنت (قد يؤدي استخدام هذه لأدوية والمستحضرات الى حالات خطيرة تؤدي الى الموت) من تجاهل كل الأخلاقيات والقيم، مقابل الجشع والكسب الحرام على حساب الأخرين؛ مثل هذه الممارسات دقت نواقيس الخطر في مجتمعنا ويجب التصدي لها بشكل جدي اليوم... وللحديث بقية... دمتم.
اضف تعليق