عندما يُديرُ ويرعى نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، اكثر من (٢٠٠٠) مسجد و(٣٠٠٠) مدرسة حول العالم، بِما فيه الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوربي، يُنفقُ عليها خلال اقل من نصف قرن (١٢٠) مليار دولار، يتعلمُ فيها الطّلاب الصّغار والشباب ثقافة التكفير والكراهية التي تَغسل أدمغتَهم فيتحوّلون الى خلايا نائمة في بلدانهم لحين الإيعاز لهم بالتحرّك لقتل النّاس وتدمير كل شيء، فلا ينبغي ان نستغربَ او نصطدم من الحقيقة التي تقول؛ انّ الارهاب باسم الاسلام هو أحد اخطر التحدّيات التي تواجه البشريّة.
تخيل؛ لو انّ كلّ مسجدٍ ومدرسةٍ من هذه المساجد والمدارس الـ (٥٠٠٠) خرّجت (١٠٠) طالب في السنة، من كِلا الجنسين، فهذا يعني انّ المجتمع البشري يستقبل سنوياً قرابة نصف مليون ارهابي، يصطفّون في الصفّ، الواحد تلوَ الاخر، ينتظرون الإشارة من فقهاء التكفير ووّعاظ السلاطين القابعين في نجد والحجاز وفي (دولة موزة العظمى) ومثيلاتها والمحميّين ببترودولار نظام القبيلة الفاسد وإعلامهِ الطّائفي، للانقضاض على اقرب ضحيّة، بغضّ النّظر عن اسمهِ ورسمهِ وخلفيّتهِ الدينيّة ولونهِ وجنسهِ وعمرهِ!.
حدث هذا في نيويورك ولندن وإسبانيا وباريس وكوبنهاغن والمنطقة الشرقية في الجزيرة العربية والكويت، ويحدث يوميا في العراق منذ (١٣) عاما وفي سوريا ولبنان وليبيا وإفريقيا واليمن وتونس ومصر، والقائمة تطول، وتطولُ اكثر اذا اردنا ان نذكر اسماء العواصم في مشارق الارض ومغاربها والمرشّحة لنشاط مثل هذه الخلايا النائمة.
منذ (٣٠٠) عام ونظام القبيلة المتحالف مع الحزب الوهابي يتمدّد سراً وعلناً في كلّ المجتمعات الانسانيّة، وشعارهُ (الذّبح والتدمير) الذي شرعنه بفتاوى فقهاء التكفير، وكل ذلك لشرعنة النظام السياسي الحاكم على حساب الأمن في العالم!.
فعندما لاذَ الجميع بصمتِ اهلِ القبور وهم يَرَوْن بأُمّ اعينهم معاول نظام القبيلة الفاسد تهدم بقيع الغرقد في المدينة المنوّرة، والذي يحوي على قبور أربعة من أئمة المسلمين من اهل البيت عليهم السلام، وهم؛
الامام السبط الحسن بن علي المجتبى (ع).
الامام علي بن الحسين السجاد (ع).
الامام محمد بن علي الباقر (ع).
الامام جعفر بن محمد الصادق (ع).
والمئات من قبور كبار الصحابة وغيرهم، عندما لاذ الجميع بصمت اهل القبور، تجرّأ (آل سعود) اكثر فاكثر لتوسيع قاعدة كراهيتهم لتغطي العالم باتجاهاته الأربعة!.
واليوم، عندما يلوذ المجتمع الدولي بصمت اهل القبور وهو يرى بأُمّ عينيه ما تُنتجهُ هذه المدارس والمساجد من مشاريع تكفير وكراهية وموت وذبح وقتل، فانّه يدفع بنظام القبيلة لاحتضان ورعاية وتأسيس المزيد منها!.
سيدفع المجتمع الدولي الثمن غالياً اذا لم يقرّر بسرعة اعادة النّظر في علاقاته (التاريخية) مع نظام القبيلة.
كما ستدفع الأنظمة الشحّاذة في العالمين العربي والإسلامي الثمن غالياً كذلك اذا ظلّت (لا ترى، لا تسمعْ، لا تتكلّم) إِزاء جرائم نظام القبيلة مقابل حفنة من بترودولاراته الحرام المعجونة بدماء الأبرياء ودموع الأطفال اليتامى والنساء الارامل والامّهات الثكالى.
لا تتهرّبوا من المسؤولية بحجة انها حربٌ طائفية ابداً، انّها حرب الارهاب على البشريّة، وعلى كلّ القيم الانسانية والحضارية في هذا العالم.
انّها حربهم على الدين!.
وانّ ما فعله الارهابيون في العراق خيرُ دليلٍ على ذلك.
فهلْ مِنْ مُتَّعِظْ؟ ولكنْ؛ قَبْلَ فواتِ الأَوان!.
اضف تعليق