q
في مئوية تأسيس الدولة تاهت أسئلة مشروعة في زحمة الاحتفال والتهاني والتبريكات، من قبيل ماذا قدمت مئة عام للمواطن؟ وهل تستحق الاحتفال بهذه الذكرى ام مراجعة ما جرى من احتلال وانتداب وملكية وجمهورية وثورات وانقلابات وحروب وحصار وكوارث واحتلال مقيت وارهاب لعين.. نعود بالذاكرة اكثر من مئة...

في مئوية تأسيس الدولة تاهت أسئلة مشروعة في زحمة الاحتفال والتهاني والتبريكات، من قبيل ماذا قدمت مئة عام للمواطن؟ وهل تستحق الاحتفال بهذه الذكرى ام مراجعة ما جرى من احتلال وانتداب وملكية وجمهورية وثورات وانقلابات وحروب وحصار وكوارث واحتلال مقيت وارهاب لعين!!!.

نعود بالذاكرة اكثر من مئة عام ونراجع ما جرى بعد حقبة عقود من احتلال عثماني ينهض الشعب العراقي ليثور على الاحتلال البريطاني مطالبا بالاستقلال والحرية والحياة الكريمة، وكان لمرجعية السيد محمد تقي الشيرازي الدور الاكبر في استنهاض الهمم بالثورة على التكبر الانكليزي بعد ان اكتشف غايته في نهب ثروات وخيرات البلاد بفتواه التاريخية الشهيرة والتي نصها: (ليس لاحد من المسلمين ان ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين).

وقد وقع على الفتوى سبعة عشر من علماء ووجهاء كربلاء المقدسة وكانت شرارة الثورة في كل المحافظات على الجيش البريطاني... ولكن دهاء البريطانيين وتخاذل بعض المحسوبين على الوطنيين أجهض الثورة بعد ان اجبرت المحتل على انهاء الانتداب وتأسيس المملكة العراقية برئاسة الملك فيصل الاول.

ورغم ان المملكة الوليدة كانت صنيعة الانكليز وتأتمر بأمرهم حيث كان لهم الفضل في تنصيب الملك القادم من الحجاز واستيزار كبار ضباط والده الشريف حسين، الا ان الشعب هدأ وسكن بعد ان رأى في رجالات الدولة الجديدة عربا فضلهم على الاجنبي بعيدا عن دينهم او طائفتهم.

وهكذا تأسس هذا الكيان وسار في تطوير البلاد وخدمة الناس وكان الأمل كل الأمل في النهاية ان يحقق المبتغى من تأسيسه.

لكن ما كل ما يتمنى الشعب يدركه، فسوء استخدام السلطة اولا؛ وتكالب الاستعمار على خيرات البلاد ثانيا؛ ومغامرات الساسة ثالثا؛ والصراع الداخلي رابعا؛ والحروب الخارجية العبثية خامسا؛ والأفكار الهدامة والديكتاتورية سادسا؛ والفساد والطائفية سابعا؛ والارهاب ثامنا؛ وغيرها كثير من الأسباب أنهت مشروع نجاح الدولة في العراق وتركت المواطن بعد مئة عام يبحر في محيط عميق من الازمات، فهل يحق لنا الاحتفال بالمناسبة ام نعزي انفسنا وثلاثة اجيال سبقتنا بالمآسي الذي جرها هذا التأسيس... فما آن الاوان لمراجعة اخطاء الماضي والحاضر ومحاولة تصحيحها.

اضف تعليق