q
اليوم تتكرر التحليلات بعناوين براقة، كل منها يعبر عن تضارب المصالح لامراء الطوائف السياسية من دون ان يتبلور اي سيناريو يرسم خطوات المستقبل القريب نحو عراق واحد وطن الجميع... حتى باتت ابسط حقوق الانسان والاستجابة لها من هذا الطرف او ذاك عملا للدعاية الانتخابية...

تطورت العلوم السياسية وفق الحاجة التي تطلبها السلطة في ادارة مصلحة الدولة، ولعل اكثر من طور مناهج التفكير والتحليل والتطبيق هم الأمريكان وعلى خط مواز الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة هكذا ظهرت نماذج (حرب الامم) وبرع الروس في توظيف علوم الباراسيكولجي، وطور اختصاص علم الاجتماع السياسي ومن ثم علم النفس السياسي، حتى تدخلت الحواسيب في برمجيات قياس الراي العام الجمعي، فيما ما زال الشرق الاوسط يتعامل مع مراكز التفكير بسلبية لاسيما في عراق اليوم.

هذا الانتفاع من قدرات الجامعات في صناعة قادة ومفاوضين، جعل بريجنسكي مستشارا للأمن القومي الأمريكي في ادارة كارتر، وهناك عشرات الاسماء التي انتقلت من الجامعة الى ادارة مؤسسات الدولة بعناوين مختلفة.

فيما اشترط على كبار القادة الحصول على شهادات جامعية عليا على خط مواز لاختصاصهم مثل الجنرال ديفيد بيترايوس الحاصل عل الدكتواره في تقاليد وعادات الشعوب!!

لذلك تبقى عقلية ونهج ادم سميث في مبدا (دعه يعمل، دعه يمر) تعبر عن تلك البدائل البراغماتية التي تطرح في سيناريوهات تدور حول حالة البحث في حلقة ٣٦٠ درجة من جميع الجهات، حتى تناقش من قبل صناع القرار لاختيار الافضل وطرحه على متخذ القرار لتكون كلمته الفاصلة.

في تطبيق بسيط على حالة أفغانستان والانسحاب الأمريكي منها ان من صنعهم الأمريكان اكتفوا بالفساد وانتهت عملية الاستلام المنظم الى هزيمة مدوية!!

مقاربة ذات الحالة عراقيا، ان مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية تهيمن على واقع اليوم في عنق العملية السياسية، وسبق وان طبق النموذج الافغاني مبكرا في العراق بعد اغتصاب عصابات داعش ثلث الأراضي العراقية.

السؤال، هل وضعت منهجية واضحة وصريحة لاعادة النظر في تحليل اصحاب المصلحة المجتمعية والاقتصادية والسياسية العراقية ما بعد انجاز التحرير بتضحيات دماء أولادنا ام حاول كل طرف من امراء الطوائف ان يجيير هذا الانتصار لاجنداته فحسب، فيما اصل النصر كتب في فتوى الجهاد الكفائي؟

اليوم تتكرر التحليلات بعناوين براقة، كل منها يعبر عن تضارب المصالح لامراء الطوائف السياسية من دون ان يتبلور اي سيناريو يرسم خطوات المستقبل القريب نحو عراق واحد وطن الجميع... حتى باتت ابسط حقوق الانسان والاستجابة لها من هذا الطرف او ذاك عملا للدعاية الانتخابية!

استغرب من مواقف بعض من يوصف بالنخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة عندما تتشمت بهزيمة الأمريكان في أفغانستان فيما لا يقدرون مأساة عائلة نازحة في معسكرات اللجوء العراقي داخل الوطن ... حتى بات شعار نريد وطن ردا على هذه المأساة المتكررة.

متى نغادر نماذج كهنة معابد الاحزاب لبناء دولة مدنية عصرية متجددة؟، الرد على هذا السؤال الصعب، يمثل الاجابة الواقعية على ما يمكن ان يكون عراقيا ما بعد تلك الهزيمة الأمريكية المدوية في أفغانستان ولله في خلقه شؤون!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق