معضلة الكثير من وعاظ امراء الطوائف السياسية ترويج ظاهرة النتائج التي لا تعبر عن أغلبية الرأي العام الجمعي العراقي وكأنها تمثل حقائق على أرض الواقع، فيما يعرف الجميع أن نتائج الانتخابات لا تمثل كل الرأي العام الجمعي بوجود اغلبية صامتة تعزف عن المشاركة في الانتخابات لعدم ثقتها بنزاهة النتائج...

معضلة الكثير من وعاظ امراء الطوائف السياسية ترويج ظاهرة النتائج التي لا تعبر عن أغلبية الرأي العام الجمعي العراقي وكأنها تمثل حقائق على أرض الواقع، فيما يعرف الجميع أن نتائج الانتخابات لا تمثل كل الرأي العام الجمعي بوجود اغلبية صامتة تعزف عن المشاركة في الانتخابات لعدم ثقتها بنزاهة النتائج!

فات الكثير من هؤلاء ان الرأي العام الجمعي العراقي الثابت يتعامل مع إنجازات في الحقوق والواجبات، واي حسبة ميدانية تبدأ بالخدمات العامة مثل الصحة والكهرباء والتربية والتعليم مقابل مليارات الدولارات في موازنات انفجارية كان يمكن ان تبلط العراق بطبقة من الذهب انتهت الى ان تكون السماوة والناصرية من أكثر المناطق فقرا وأهل البصرة يعانون من شرب مياه مالحة!

السؤال لماذا هذا الترويج لإعادة تزييف الحقائق؟ الاجابة تتمثل في اعادة صناعة ذات تيجان الرؤوس ومختاروا العصر وما غيرها من الالقاب المقدسة التي تعمق تخلف الجهل والمرض والفقر من اجل كسب الاصوات في الانتخابات المقبلة.

واقعا ليس هناك رأي عام جمعي ثابت غير موقف المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، والالتزام المتبادل بين المرجعية والمنفعة الجمعية لكل العراقيين التي تجاوزت جميع تعارض مصالح الاجندات الحزبية، وهناك ثقة تعتبر مطلقة في مواقفها التي تطلق في بياناتها المختومة بختم المرجع الاعلى السيد السيستاني نفسه وليس ما يصدر عن شخصيات اخرى تنسب نفسها الى خط المرجعية الدينية العليا.

اما الرأي العام المتغير فيتمثل في نتائج استطلاعات الراي العام، وهناك محرار لهذا القياس سنويا لصالح مجموعة منظمات دولية لم تناقش القوى السياسية الفاعلة نتائجه اطلاقا ومن فعل على استحياء، واعتقد سيتم الاعلان عن نتائج استبانة نيسان لهذا العام قريبا، وهو استطلاع سنوي تقوم به مؤسسة كالوب الدولية ويعتمد من قبل المؤسسات الدولية التي تموله، ويشارك فيه الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط في بعض فقراته.

فيما لم يظهر اي طرف حكومي او حزبي قادرا على فهم هذه المتغيرات او ان يقوم بذاته إجراء مثل هكذا استبانة سنوية تتراكم فيها المعلومات الاحصائية وهو الامر الذي بدا منذ اعمال إحصاء العراق الشامل عام ٢٠٠٨، لذلك من يتكلم عن متغيرات الرأي العام الجمعي العراقي انما ينطلق من وجهة نظر حزبية متعارضة كل واعظ يدافع عن أجندة أمير طائفته الحزبية ليس اكثر.

ما بين هذا وذاك هناك مؤثرات معيشية باتت تظهر في نتائج محرار الرأي العام الجمعي العراقي، وإعادة الحديث عن المقدسات والمدنسات لاسيما في المشهد الحزبي الشيعي لا يمكن باي شكل من الأشكال ان يخالف مقولة ماثورة (لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع) وفي ذات السياق كان هذه الاحزاب تسترجع ذات الخطاب السياسي عن القضية الفلسطينية المتاجرة فيها في الانتخابات المقبلة وتصدير مجاعة شعب مثل الجمل الذي يأكل العاقول ويحمل الذهب لكن هذا الذهب يذهب لغيرهم بأسباب قداسة القضية!

ربما اتهم بان هذا الكلام دعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني، لكن ان يكون شعبي جائعا وهو يصدر الذهب الاسود بأبشع انواع الفساد، ليس بإمكان اي وعاظ سلاطين الفساد ان يطالب الجياع بالصمت وعدم المطالبة بوطن!

معضلة هذا الطراز من التضليل المهني وتصدير خطابات منمقة بأسماء كبيرة ومعروفة، انما تعجل هذه الاسماء تسقط في وحل الدولارات التي تدفع لهم من اجل ترويج مثل هكذا تضليل للرأي العام بان ثمة مؤامرة وحربا لاستهداف الاسلام السياسي الشيعي، بل كان المفترض بقيادات هذه الاحزاب مراجعة حقيقية للواقع وتشخيص الأخطاء، وأفضل خارطة طريق لهم في ذلك خطابات المرجعية الدينية العليا ومقارنتها بواقع اليوم والإجابة على سؤال مكرر، لماذا بح صوت المرجعية الدينية العليا في الدعوة للإصلاح ؟؟ وما الذي تحقق من هذا الاصلاح الشامل حتى اليوم؟ يبقى من القول لله في خلقه شؤون!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق