q
كيف يمكن تأطير المشتركات الفكرية لدولة عراقية واحدة تعبر عن المنفعة العامة لكل مواطن عراقي، ما الفاصل المطلوب الالتزام به ما بين ثوابت الاسلام كما ورد في الدستور، وتفصيلات الرغائب لكل مذهب وجماعة ضمن المذهب، ومن هي الجهة التي تضبط هذا الفاصل بين الرغائب والواجبات الملزمة في الثوابت...

منذ سقوط الخلافة العباسية وبغداد تواجه جيلا بعد جيل جريرة الامس وما فيها من أخطاء هذا او ذاك من الحكام بعناوين مختلفة ومسميات شتى، ويكفي مطالعة كتاب اربعة قرون من تاريخ العراق ترجمة جعفر الخياط، حتى يقارن القارئ الحصيف بين ما حصل في جريرة الامس من أهوال جعلت المغولي او العثماني او الفارسي حاكما للعراق، بموافقة اهل الحل والعقد!

مقارنة ذلك بالكثير من السجالات اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تنتج غير نبش تلك القبور ليقف الحفار ينعى حظه في عدم الحصول على استحقاقه من ثواب المدافن، وما بين هذا وذاك لابد من اطروحة جديدة غير كل جرائر الزمن القبيح بكل ألوانه واطيافه، وهذا لن يكون الا فقط حينما يتصدى اهل الحل والعقد للتعامل مع انتباهات مهمة ربما لا يتسع لتفاصيلها هذا المقال لعل أبرزها:

اولا: كيف يمكن تأطير المشتركات الفكرية لدولة عراقية واحدة تعبر عن المنفعة العامة لكل مواطن عراقي؟؟

ثانياً: ما الفاصل المطلوب الالتزام به ما بين ثوابت الاسلام كما ورد في الدستور، وتفصيلات الرغائب لكل مذهب وجماعة ضمن المذهب، ومن هي الجهة التي تضبط هذا الفاصل بين الرغائب والواجبات الملزمة في الثوابت المتفق عليها في الدستور؟؟

ثالثاً: اكرر الدعوة للكثير من الأصدقاء في (حزب القنفة) ان يغادروا عالم التواصل الاجتماعي الى ادراك الواقع العراقي وردود الأفعال الإقليمية والدولية التي تسفك دماء أولادنا وتلغي مستقبل اجيالنا فقط لأن المناقشات الجارية على قنوات التواصل الاجتماعي تناقش جريرة الامس من دون ان تقدم اي حلول للغد يمكن الاتفاق عليها واقعا وليس افتراضيا!

رابعاً: يفترض بمواقف النخب والكفاءات والمثقفين ان تقود الراي العام الجمعي العراقي اتجاه المشتركات بعنوان واضح وصريح عن تطلعات الغد، اما ان يكون البعض، واكرر البعض من هذه النخب مجرد ادوات لبكائيات جريرة الامس ورسم مستقبل ذاتي بلا مشتركات عراقية، فهذا اعلان فج انهم على ذات منهج انواع من الجماعات المتطرفة التي تعاملت بمفهوم (التمترس) وقتل النفس لتحيا العقيدة، والتي ترجمت الى أشكال متطورة من العمليات الانتحارية وصولا الى الأفعال التي تقع ضمن التعريف الدولي للارهاب.

كلما تقدم يطرح السؤال الاهم والابرزكم يخدم ذلك مستقبل العراق وطن واحد لكل العراقيين ؟؟

ربما هناك من يجيب نتذكر جرائر الامس لنستدرك الغد، الجواب عند السيد المسيح عليه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله جواب معروف ((من كان منكم بلا خطيئة ....)) والعودة الى تنابز التذكير بالخطايا، لا يخدم مستقبل العراق اذا فعلا من يتصدى للشأن العام يريده عراقا واحدا لكل العراقيين، وهذا يتطلب ان تنهض النخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة بمهمة التصدي لإعادة نظر شاملة في هذه الانتباهات لمستقبل افضل، من خلال (المشروع العراقي للحوار الوطني) كخط عمل ثالث خارج الإطار الحكومي او الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم.

مثل هذا التصدي بدلا من التنابز على (حزب القنفة) يفتح صفحة جديدة في مستقبل العراق لرؤية الضوء في نهاية نفق جربرة الامس وواقع اليوم... ولله في خلقه شؤون!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق