النتيجة الواضحة التي حققتها ثورة تشرين انها كسرت الحاجز النفسي المضروب بين الجماهير وبين السلطة واذابت الجليد بينهما بعد ان كانت سياسة كتم الانفاس وخنق الاصوات هي السائدة واستمر هذا المنوال حتى بعد انقشاع غمة الديكتاتوريات ودخول البلد في افاق الديمقراطية. وكان الحراك التشريني تجسيدا حيا...
قد يجيب المتسرّع في الحكم على الواقع الظاهري للمسالة بانه لم يتحقق شيء ملموس ذو نتيجة مباشرة ومترتبة على الحراك التشريني السلمي والمكفول دستوريا والمؤيد شعبيا ومرجعيا فالنتائج ليست بالضرورة ان تكون ظاهرية ومباشرة وقريبة فقد تكون بعيدة وذات تأثير مباشر.
النتيجة الواضحة التي حققتها ثورة تشرين انها كسرت الحاجز النفسي المضروب بين الجماهير وبين السلطة واذابت الجليد بينهما بعد ان كانت سياسة كتم الانفاس وخنق الاصوات هي السائدة واستمر هذا المنوال حتى بعد انقشاع غمة الديكتاتوريات ودخول البلد في افاق الديمقراطية.
وكان الحراك التشريني تجسيدا حيا وعمليا لاهم مادة من مواد الدستور الخاصة بحرية التعبير (38) والكافلة لحرية التعبير والتظاهر السلمي اذ عبّرت الثورة عن المستوى الحضاري المرموق للشعب العراقي بلد الحضارات - وكشفت عن التوجهات الاخرى المضادة لذلك والتي ركبت الموجة انتهازا لفرصة حرفها عن مسارها الصحيح وسرقة اهدافها وتضحيات شهدائها الابرار.
ورسمت صورة سلبية للرأي العام من خلال احداث الشغب والتخريب التي قامت بها ضد قوى الامن المكلفة بحمايتهم بان الثورة هي حرب الكر والفر بين المتظاهرين وبين قوى الامن، وليست الاصلاح الذي هو الهدف الاستراتيجي للحراك التشريني ولتشويه صورتها امام الراي العام بهذا الشكل.
ورغم تلك الارهاصات فقد نجحت ثورة تشربن في رسم خارطة طريق لمستقبل عراقي مشرق بتصحيح العملية السياسية المنتخبة التي تمأسست وفق نظام المحاصصة العرق/طائفية المقيت، ووضعها على السكة الصحيحة اضافة الى تخليصها من شوائب وادران الفساد المتفشي في جميع مساماتها والهدف الثاني الذي حققته هو اصرار الشباب المتظاهرين على اجراء انتخابات مبكرة وتكون نزيهة وبإشراف اممي.
ثورة تشرين رغم محاولة بعض الاجندات المريبة ركوب موجتها الاصلاحية الا انا اثبتت للعالم اجمع ان العراق فيه طاقات شابة قادرة على اخذ زمام المبادرة وهي قادرة على صنع التغيير الدولتي الملائم للشعب العراقي...
تغيير يأتي من الداخل اي من رحم معاناة الشعب، وهنا يكمن جوهر تشرين في القدرة على التغيير الدولتي العراقي الخاص والخالص مائة بالمائة وليس بالصحيح الحكم عليها بانها كانت رد فعل على السياسات الحكومية الخاطئة.
ولمن يسال ماذا حققت هذه الثورة من اهداف؟ عليه ان يرقب مستقبل المشهد السياسي للعراق ويلمس التغيير الدولتي الذي حصل لمس اليد ويرى ان مابعد تشرين هو ليس ماقبله.
ان غدا لناظره قريب.
اضف تعليق