q
يخطأ كثير من وعاظ سلاطين الحكم في الشرق الأوسط بتحليلاتهم عن مستقبل تطبيقات سياسات الرئيس الامريكي الجديد من خلال تعظيم منافذ القناعات الايدولوجية حتى وصف بايدن بانه المنقذ المبكر لإيران وهي تواجه عقوبات رئيسية فرضها الرئيس ترامب وكأن هذه العقوبات لا تنطلق من ذات المؤسسة الامريكية...

يخطأ كثير من وعاظ سلاطين الحكم في الشرق الأوسط بتحليلاتهم عن مستقبل تطبيقات سياسات الرئيس الامريكي الجديد من خلال تعظيم منافذ القناعات الايدولوجية حتى وصف بايدن بانه المنقذ المبكر لإيران وهي تواجه عقوبات رئيسية فرضها الرئيس ترامب وكأن هذه العقوبات لا تنطلق من ذات المؤسسة الامريكية! بل الكثير من وعاظ ما عرف بمحور المقاومة فضلوا بايدن وهم يعلمون انه صهيوني اكثر نتنياهو!

المثير للجدل ان يطرح الدكتور انتوني كروزدمان في دراسة جديدة عن السياسات المتوقعة لبايدن الرئيس وليس المرشح الرئاسي تنطلق من فرضيات داخلية محضة تبدا بمعالجة الاثار الطبية والاقتصادية والاجتماعية لكوفيد ١٩.. وهذا يتطلب وفرة في الأموال وزيادة في الامن للمواطن الامريكي ..بما يجعل سحب القوات الأميركية من أفغانستان حالة طبيعية تستلزم اتباع موارد استخبارية وتفعيل السلاح الذكي .. هذا النموذج من الحروب الذكية الفعلية وليس حروب الاعلام الذكية ستكون اول نماذج تطبيقية وقد نفذت عملية اغتيال ابو مهدي المهندس وقتل ضيفه سليماني قائد قوات القدس الإيرانية حالة ممكن تكرارها مستقبلا حسب هذا التوصيف للحرب الذكية.

النقطة الثانية التي يتطلب الوقوف عندها عن نيات بايدن المعلنة كمرشح رئاسي للتفاوض مع إيران.. هل ستكون ذاتها وهو رئيس للولايات المتحدة مع اغلبية جمهورية في الكونغرس؟؟

الجواب ان اي تفاوض مستقبلي بين واشنطن وإسرائيل وإيران يتطلب الجلوس الثلاثي على طاولة واحدة.. فبعد هرولة مشايخ الخليج نحو إسرائيل للحفاظ على مصالحهم من الانتشار النووي او الصواريخ الإيرانية يكرر مشهد تحشيد الكويت لاغلب القوى الدولية لطرد قوات صدام الغازية ..اليوم يتكرر التهديد الايراني ويتطابق مع المصالح الإسرائيلية ..وفي ندوة نظمت مع مديرة احدى مراكز البحوث الإماراتية ..سألتها عن سبب توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل فكانت هذه اجابتها كردع حقيقي ما وصفته بالاطماع الإيرانية التي تهدد عروش هذه المشايخ الخليجية .

وفق هذا التصور كيف سيكون الصهيوني بايدن وهو على كرسي البيت الأبيض التفاوض مع إيران؟؟؟

هناك اكثر من سيناريو مطروح ابرزها تسوية النفوذ الإقليمي وتقليص مدى الصواريخ ضمن سياقات الحرب التقليدية وضمان تفتيش دولي متواصل بوجود فعلي أمريكي/ اسرائيلي على المفاعلات النووية الإيرانية ..وهذا يتطلب الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة وانتهاء ادوار التفاوض من خلال طرف ثالث فبعد الكشف عن اغتيال الموساد للشخص الثاني في تنظيم القاعدة على الأراضي الإيرانية هذه الأيام من قبل صحيفة امريكية معروفة يقرا بدلالات واضحة ومفهومة عن التحول النوعي في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية .

مثل هكذا تحولات تتعامل مع واقع المصالح وليس واقع الادلجة سوف يسقط كعب اخيل بيد الجماعات الولائية لإيران وهي تروج للإجابة على تساؤلات الشارع الانتخابي عن نتاج الفشل طيلة ١٧ عاما في العراق .. الايام المقبلة حبلى بالمفاجأت..وسياسات العض على الأصابع متواصلة ..لكن يبقى ( قهرمان حكيم ) المنهج الذي كتبه الرئيس رفسنجاني لتيار الحجتية المهيمن على السلطة في نظام ولاية الفقيه يتماهى مع متغيرات الواقع فما يفيد ديمومة بقاء السلطة يسوق باعتباره ما يوصى به للاتباع والمريدين ناهيك عن جوقة المطبلين ..عندها سوف نسمع خطابات اخرى عن التواصل بين المسلمين واليهود حسب وثيقة المدينة التي كتبت في عهد الرسول محمد صلى ألله عليه واله وسلم كأفضل وسيلة للتعبير عن التقارب الإيراني الإسرائيلي ..اذا ما نجحت دبلوماسية بايدن في حروبه الذكية من اخضاع ادلجة محور المقاومة بوثيقة جديدة تفتح ابواب الشرق الاوسط للمشروع الصهيوني الكبير ولله في خلقه شؤون!.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق