q
تتألف الدولة الحضارية الحديثة من الارض والشعب والحكومة ومنظومة القيم. المواطنون الفعالون هم نواة الشعب الحضاري لهذه الدولة. واذا لم يوجد المواطنون الفعالون فان العناصر الاخرى، الارض والشعب والحكومة لوحدهم لا يكفون لاقامة الدولة الحضارية الحديثة، وهنا يأتي دور الاقلية المبدعة في توعية الجمهور على هدف مركزي جامع...

تنتصر الشعوب على اعدائها وعلى واقعها التعيس حين تتوحد ارادتها حول هدف مركزي شامل واحد، على كثرة المشكلات التي كان يعاني منها الشعب الفرنسي، على سبيل المثال، توحد ارادته حول ثلاثة شعارات-اهداف مركزية مكنه من الانتصار في عام ١٧٨٩.

عادة تتوحد الشعوب حول هدف التحرير الوطني بوجه الاستعمار الخارجي كما حصل في الجزائر. لكن الامر ليس كذلك حول الاهداف الاجتماعية والسياسية حيث توجد امكانية تفرق الشعب حول اهداف شتى، صغيرة.

يعاني المجتمع العراقي الان من ظاهرة توزع الافراد حول اهداف كثيرة صغيرة تشتت الارادة الجمعية لهم، كما تشتت الاصوات في الانتخابات.

لدينا الان:

موظفون يتظاهرون من اجل الرواتب.

وخريجون يتظاهرون من اجل التعيين.

وكرد ينادون بالاستقلال.

وسنة يريدون الاقليم السني.

وشيعة تفرقوا شيعا واحزابا لا يعرفون ماذا يريدون.

وعلمانيون ينادون بدولة مدنية.

واسلاميون يحلمون بدولة اسلامية.

وكل فئة تعمل من اجل هدف يخصها.

وهكذا تتشتت ارادة الشعب. وهذا هو احد اسباب الكثرة المفرطة في عدد الاحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات. وهي ظاهرة سلبية وليست ايجابية. السبب الثاني: عدم قدرة الافراد الذين يشتركون بالهدف الواحد على العمل سوية في اطار عمل واحد.

الصحيح ان يعمل الجميع من اجل هدف مركزي واحد شامل وهو: #الدولةالحضاريةالحديثة التي تجع جميع هذه الفئات تحت مظلة القيم الحضارية العليا الحافة بعناصر المركب الحضاري الخمسة.

اذا كان الله لا يغيرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، فان ارادة المواطنين الفعالين هي التي تصنع التغيير المؤدي الى اقامة الدولة الحضارية الحديثة.

تتألف الدولة الحضارية الحديثة من الارض والشعب والحكومة ومنظومة القيم. المواطنون الفعالون هم نواة الشعب الحضاري لهذه الدولة. واذا لم يوجد المواطنون الفعالون فان العناصر الاخرى، الارض والشعب والحكومة لوحدهم لا يكفون لاقامة الدولة الحضارية الحديثة.

وهنا يأتي دور الاقلية المبدعة في توعية الجمهور على هدف مركزي جامع، يحتوى الاهداف الصغيرة، ويوحد طاقات وقدرات المجتمع في اطار تنظيمي واحد. يمكن ان تتجمع ارادات الجمهور ضمن عدد محدود من الاحزاب (من ٢ الى ٥) وتخوض الانتخابات التنافسية حول هدف واحد هو الدولة الحضارية الحديثة، مع جواز الاختلاف بين هذه الاحزاب هو تفاصيل الدولة والطرق المؤدية اليها. وهذا تنافس على الخير. تنافس ايجابي وليس سلبيا. الاقلية المبدعة مسؤولة عن اخراج المجتمع العراقي من هذه الدوامة.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق