q
بيان اوجه الشبه بين اساليب ترامب والمرشحين العرب في كل الانتخابات، فيبدأ بالطعن بالنظام الانتخابي اذا ما خسر ومدحه اذا ما فاز، والتدخل في القضاء وافساده لصالحه، وامتلاك اعلام مزيف يحاول كسب الجماهير واعلان نتائج مخالفة للواقع حتى يتم كسبهم والحصول على دعمهم والنزول الى...
علاء عبيس راضي الجبوري

- مع الاتفاق لأول وهلة ان لذة السلطة وامتلاكها هي من اولويات كل انسان وان اختلف نوعها سواء كانت على مستوى شخصي -الحزبي-الوطني-الاقليمي-العالمي، ومع اختلاف شكلها ايضا، كما ان طرق الوصول اليها وكيفية امتلاكها تختلف من حيث الزمان والمكان والفرد والنظام.

- واحدة من طرق الوصول الى السلطة وامتلاكها هي الانتخابات بمختلف اشكالها وانواعها والتي تختلف باختلاف الانظمة السياسية في العالم جميعه، الا ان الانظمة الديمقراطية تسعى جاهدة نظريا من تأطير ذلك في دساتيرها وان كان ذلك واقعيا مختلف بعض الشيء من نظام سياسي الى اخر.

- يعد النظام السياسي الامريكي ذات الشكل الرئاسي واحدا من الانظمة الديمقراطية الراسخة والتي بدأت امريكا تصدره للخارج بمختلف الوسائل والاليات والاستراتيجيات هنا وهناك منذ التأسيس وحتى الان..

- بادئ ذي بدء فإن اجراءات انتخاب الرئيس الامريكي وفق النظام الرئاسي يختلف عما هو موجود في بقية الدول التي تتبع ذات النظام، ميزة خاصة جعلته بهذه الصورة تبعا لظروف امريكا وخصوصياتها، فالشعب لا ينتخب الرئيس مباشرة وانما من خلال مجمع انتخابي اسس لهذا الغرض والمشكل من قبل ممثلين عن كل ولاية امريكية وحسب الكثافة السكانية..

- مع بدء الانتخابات الامريكية لعام ٢٠٢٠م وحتى اليوم واعلان بعض نتائج الولايات الامريكية وفي ظل تنافس الحزبين الديمقراطي والجمهوري عبر مرشحيهما (ترامب وبايدن) وعدم الحسم حتى اللحظة رغم اعلان الفوز من قبل ترامب امس عكس بايدن الذي اعلن ان الفوز لن يكون حتى اعلان اخر النتائج في جميع الولايات..

- من خلال متابعتنا وخلال هذه الايام لاحظنا اختلاف الخطاب بين حملة ترامب وبايدن، فبينما مال ترامب الى التشكيك في الانتخابات حتى قبل اجراءها واللجوء للمحكمة العليا هو الحل اذ شكل ترامب فريق محامين للاعتراض على النتائج في عدة ولايات مدعيا وجود فساد في العملية الانتخابية، واستشهد بالنتائج التي حققها بداية الانتخابات وكيفية اختلافها في اليوم التالي لصالح بايدن، كما اعترض على طريقة التصويت عبر البريد وعزز موقفه بوجود اصوات لم تحتسب لصالحه واخرى اتلفت وثالثة اضيف بعد انتهاء التصويت.

- على العكس من ذلك تماما، فبايدن وحملته الانتخابية لم يعلن فوزه الا بعد انتهاء واكتمال عمليات الفرز في جميع الولايات الا ان اللجوء للقضاء وارد ايضا في حال استمرار ترامب بعدم التنازل عن السلطة والخوف من التصادم الشعبي بين الفريقين.

- مع بقاء اربع ولايات حتى اللحظة لم يكتمل فيها العد والفرز حصل بايدن على(264) صوتا في المجمع الانتخابي مقابل (214) صوتا لصالح ترامب، لتبقى (6) اصوات هي الكفيلة بوصول المرشح الديمقراطي (بايدن) الى الرئاسة الامريكية لمدة اربع سنوات، ان ما يلاحظ في عملية تسليم السلطة في امريكا الفترة الزمنية الكبيرة بين التسليم والفوز، وهي ما يقارب الشهرين.

- تحليل الخطاب للرئيس الامريكي الحالي المنتهية ولايته حتى اللحظة دونالد ترامب نلاحظ التشبث في السلطة وعدم التنازل عنها وفقا للسياقات الديمقراطية السائدة في امريكا ونظامها الانتخابي الذي اوصل ترامب نفسه عام 2016م الى السلطة، واتهامه للطرف الاخر بالتزوير والفساد في الانتخابات هي الاخرى تذكرنا بما يفعله المرشحين للانتخابات في المنطقة العربية وكأن ترامب تأثر بثقافة العرب وطرق وصولهم للسلطة، كما ان اللجوء الى المحكمة العليا والتي حاول ترامب ايضا قبل الانتخابات بفترة وجيزة من تعيين قاضية من حزبه ولصالحه يتضح لنا كيفية التأثير في السلطة القضائية ومحاولة كسب النزاع بينه وبين بايدن عندها والذي كان متأكدا منه قبل الانتخابات ايضا، مما يعني التدخل في القضاء والتي تعد واحدة من مميزات الشخصية العربية التي ترمي الوصول الى السلطة.

- اخيرا انا ما اردناه في هذا المقال القصير هو بيان اوجه الشبه بين اساليب ترامب والمرشحين العرب في كل الانتخابات، فيبدأ بالطعن بالنظام الانتخابي اذا ما خسر ومدحه اذا ما فاز، والتدخل في القضاء وافساده لصالحه، وامتلاك اعلام مزيف يحاول كسب الجماهير واعلان نتائج مخالفة للواقع حتى يتم كسبهم والحصول على دعمهم والنزول الى الشارع في حال اعلان النتائج الرسمية المخالفة تماما، كي يقتنع الجمهور ان عمليات التزوير حصلت في تلك الانتخابات، اضافة التشبث في السلطة حتى اخر اللحظات ليركن بذلك النموذج الامريكي الديمقراطي الذي تحلم به كل شعوب العالم نظريا على مدار قرون، فالواقع مختلف تماما حتى في مدعين الديمقراطية الراسخة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق