هذهِ مُعادلات عقليَّة ومنطقيَّة، فالذي يُحِبُّ وطنهُ يسعى لحمايتهِ والمُساهمةِ في بنائهِ حسبَ طاقاتهِ وقُدراتهِ ومهاراتهِ التي يكتسبُها بالعلمِ والمعرِفةِ. بمعنى؛ أَنَّ الجاهلَ والأُمِّي لا يمكنهُ المُشاركة في بناءِ البلدِ وإِذا أَمكنهُ ذلك فبدرجةٍ دنيا، خاصَّةً في عالمِنا اليَوم، عالَم التَّكنلوجيا والقَرية الصَّغيرة التي يقومُ كلَّ شيءٍ فيها على العلمِ
الإِيمانُ، الوطنُ، العِلمُ؛ ثُلاثيَّةٌ تتكاملُ مع بعضِها، فتُنتِجُ الشَّخصيَّة الرمزيَّة للرَّسولِ الكريم (ص) الذي وصفهُ ربُّ العِزَّة بقَولهِ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} والتي نتطلَّع جميعنا لنقتفي أَثرها كونهُ (ص) {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
أَقولُ ثُلاثيَّةً تتكاملُ لقَولهِ (ص) {حبُّ الوَطنِ من الإِيمان} وقولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {عُمِّرَت البُلدان بحُبِّ الأَوطان} وفي حديثٍ آخر {طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ}.
هذهِ مُعادلات عقليَّة ومنطقيَّة، فالذي يُحِبُّ وطنهُ يسعى لحمايتهِ والمُساهمةِ في بنائهِ حسبَ طاقاتهِ وقُدراتهِ ومهاراتهِ التي يكتسبُها بالعلمِ والمعرِفةِ.
بمعنى؛ أَنَّ الجاهلَ والأُمِّي لا يمكنهُ المُشاركة في بناءِ البلدِ وإِذا أَمكنهُ ذلك فبدرجةٍ دنيا، خاصَّةً في عالمِنا اليَوم، عالَم التَّكنلوجيا والقَرية الصَّغيرة التي يقومُ كلَّ شيءٍ فيها على العلمِ والمعرفةِ.
إِنَّ الشُّعور بالإِحساس الوطني وحُب الوطن هو الذي يُحرِّض على نشرِ نورِ العلمِ للمُساهمةِ في بناءِ الأُمَّة المُتعلِّمة التي تبني الدَّولة على أُسُسٍ سليمةٍ.
فقبل [١٤٠٠] عامٍ قالَ رسولُ الله (ص) إِنَّ كلَّ أَسيرٍ من قُريش إِذا علَّم القِراءةَ والكِتابةَ لعشرةٍ من المُسلمين فسيتمُّ إِطلاق سراحهُ من الأَسرِ، في مسعى منهُ (ص) للإِسراعِ في نشرِ نور التَّعليم والمعرِفة، لأَنَّهُ (ص) كانَ يستعِدُّ لبناءِ دولةٍ مجتمعها مُتعلِّم، ليقينهِ بأَنَّ الأُمم المُتعلِّمة فقط هي الأُمم القادِرة على قيادةِ العالَم، أَمَّا الأُمم الجاهِلة فتكونُ مُقادةً دائماً تسيرُ في آخِر الرَّكب، ولأَنَّهُ (ص) كانَ يريدُ أَن يقودَ العالَم بأُمَّتهِ ولذلكَ وضع حجر الأَساس لهذهِ القِيادة والمُتمثِّل بالتَّعليم والمَعرفة.
وإِنَّما تأَخَّرت أُمَّتنا اليَوم لأَنَّها تراجعت معرفيّاً وثقافيّاً وعلميّاً، فأَصبحت مُقادة من قِبل الأُمم الأُخرى.
لقد خيَّم الإِرهاب الفكري على عالمِنا الإِفتراضي كما تحكَّمت سياسات القمع وتكميمُ الأَفواه وإِلغاء الآخر واحتكارِ الحقيقة والتي أَنتجت كلَّها ثقافة الصنميَّة وعِبادة العجل، في عالمِنا الواقعي.
ولقد أَخطانا في العراق عندما؛
- تزاحَم وتسابقَ السياسيُّون لتزويرِ شهاداتهِم التعليميَّة بحثاً عن منصبٍ أَو موقعٍ في السُّلطة، فلَو كانُوا يفكِّرونَ ببناءِ البلد لتعلَّموا فكسبُوا الشَّهادة بالتَّعليم وليس بالتَّزوير.
إِنَّهم لا يبحثُونَ عن العلمِ بالشَّهادة وإِنَّما يبحثُونَ عن موقعٍ ليرتزقُوا منهُ فالدَّرجةُ الوظيفيَّة والرَّاتب حسبَ المرحلةِ الدِّراسيَّة كما هو معروفٌ! وكذلكَ عن منصبٍ ليتحكَّموا بهِ.
زوَّروا شهاداتهم ليُزوِّروا رواتبهُم، فسرقوا البلادَ مرَّتَينِ!.
لقد سمعتُ أَحدهُم يقولُ لي؛ إِنَّ البلاد ليست بحاجةٍ إِلى العلمِ وإِنَّما هي بحاجةٍ إِلى الشَّهادات!.
وبذلكَ خانُوا العِلمَ والوطن.
- وبهذهِ الطَّريقة حرمُوا الوطن من أَصحاب الشَّهادات الحقيقيَّة الذين حازُوا عليها بالعلمِ والمعرفةِ وسهر اللَّيالي.
وبذلكَ خانُوا العُلماء وحرمُوا الوطن منهُم.
- وبالتَّالي هُم بالتَّزوير دمَّرُوا العلم فانهارت مؤَسَّساتنا التعليميَّة وعلى كلِّ المُستويات والمراحل، ودمَّرُوا الوطن عندما أَزاحُوا العُلماء والخُبراء عن مواقعهِم الطبيعيَّة في الدَّولة ومُختلف مؤَسَّساتِها، خاصَّةً الإِنتاجيَّة التي تحتاج إِلى التخصُّص العلمي والخِبرة والتَّجربة المُتراكمة.
لقد سمعنا بأَنَّ كُلَّ شيءٍ قابلٌ للتَّزوير! إِلَّا العِلم! ومع ذلكَ تمَّ تزويرهُ وتسييسهُ! فعادت البلاد إِلى عصرِ الظُّلُمات!.
السُّؤَال؛ تُرى هل يمتلك ذرَّةً من الإِيمان مَن يفعل ذلكَ؟! والحديثُ الشَّريفُ عن رسولِ الله (ص) يقولُ {مَن غشَّ فليسَ منِّي} وبصِيَغٍ عديدةٍ!.
أَحسن لكُم أَن تتعلَّمُوا من الذِّكرى هذهِ الثُّلاثيَّة خيرٌ لكم من إِحيائِها بالخُطَبِ الرنَّانة والبيانات الفارِغة والشِّعارات الحماسيَّة التي ما زادت المرءُ إِيماناً ولا المُواطن عِلماً ولا الوطنُ بِناءً ونُموّاً!.
فلقد قيلَ لأَميرِ المُؤمنينَ (ع)؛ صِف لنا العاقِل، فقالَ {هُوَ الِّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ}.
قيلَ؛ فصِف لنا الجاهلَ! قالَ (ع)؛ قَدْ فَعَلْتُ.
فهل من العقلِ تزويرُ العلمِ؟! وهل من العقلِ إِزاحةُ العُلماءِ والمُتعلِّمينَ عن المواقعِ التي يستحقُّونها لبناءِ البلدِ؟! وهل مِنَ العقلِ أَن يدَّعي المرءُ حبَّهُ لوطنهِ وهو لا يحترم العلم؟!.
اضف تعليق