عدالة الكورونا

تجنبت منذ الايام الاولى للجائحة ان اشمت باصابة اي كان بالكورونا. مع ذلك يستحق خبر اصابة ترامب كلمة قصيرة، ترامب ومن يتشبه به من اوليغارشيين يحكمون العالم اليوم - بمنطق العالم للغني وللقوي وليذهب الفقير والضعيف الى الجحيم - كانوا وبالا على الولايات المتحدة والعالم...

تجنبت منذ الايام الاولى للجائحة ان اشمت باصابة اي كان بالكورونا. مع ذلك يستحق خبر اصابة ترامب كلمة قصيرة، ترامب ومن يتشبه به من اوليغارشيين يحكمون العالم اليوم - بمنطق العالم للغني وللقوي وليذهب الفقير والضعيف الى الجحيم - كانوا وبالا على الولايات المتحدة والعالم.

ترامب والحمهوريين ومنذ اليوم الاول انتهجوا نهج تجاهل الوباء والتقليل من خطورته ورفض الاجراءات الصحية البسيطة (مثل ارتداء الكمامة) وغير البسيطة مثل الاغلاق وتوفير ما يحتاجه الناس للتعامل مع الوباء. وكانت النتيجة موت 200 الف انسان كان يمكن الحفاظ على حياتهم لو كان ترامب وانصاره اقل غباء واقل انانية.

تخيلوا انه ومنذ اكثر من 6 اشهر والكمامة (قطعة القماش الحقيرة التافهة) تباع باسعار خيالية لا لسبب الا لان ترامب وانصاره يرفضون اعتبار حياة الناس قضية امن قومي لان من يموت في نظرهم هم الفقراء وهؤلاء (يطبهم مرض!).

الامة التي ارسلت رواد الفضاء الى القمر قبل 50 سنة تعجز عن توفير الكمامة!، من جهة اخرى ورغم اعترافنا بميزات الحياة الامريكية فقد اوضح هذا الوباء الواقع المخزي للنظام الصحي ولطريقة تعامل المجتمع بشكل عام مع كبار السن ومع الفقراء.

هذا النظام الصحي مصمم ليخدم الغني وليحول حياة الفقير المريض الى جحيم حقيقي، اما كبار السن فان اسلوب تعامل المجتمع معهم الذي كثيرا ما يكون بارسالهم الى مجمعات (لان اولادهم غير متفرغين للعناية بهم) ليس الا وصمة عار على انانية هؤلاء.

هذه المجمعات هي البؤر الكبرى للكورونا في الولايات المتحدة، اما الفقراء في امريكا فحدث ولا حرج عن اهمال القوة الاعظم والاغنى لهم، ليلة امس وقبيل نومي علمت ان مسؤول المقاطعة التي اقيم فيها اصيب بالكورونا أيضا، هذا المسؤول كتبت له شخصيا قبل 6 اشهر محذرا من عواقب السياسة اللاابالية التي تنتهجها مقاطعتنا بخصوص الكورونا وكانت اجابته ما معناه (احنا معلينا!)، في ذلك الحين كانت اصابات الجائحة في المقاطعة 150 حالة. اليوم اصبحت 9 الاف!

ولاوضح الامر اكثر. فرضت حاكمة الولاية وهي ديموقراطية اجراءات للحد من الجائحة قبل اشهر منها الحد من التجمعات وفرض ارتداء الكمامة.، فقرر مجلس المقاطعة الجمهوري نقض القرار لان لا احد يملك حق منع الناس من الذهاب الى الكنيسة (التي يحميها الله من الكورونا: اي نفس الخريط مال جماعتنا!) ولا احد يملك الحق ان يفرض على الامريكي ارتداء الكمامة لان الناس احرار وراشدين (راشدين لو اغبياء!)

فقررت الحاكمة نقض النقض امام محكمة الولاية العليا، وحتى عندما قرر عمدة مدينتي ان يفرض ارتداء الكمامة ذهب بعض العباقرة من انصار ترامب وتظاهروا امام بيته، هؤلاء الترامبيون الجمهوريون يصرون على عدم ارتداء الكمامة وعدم الحد من التجمعات وضرورة ان (يتزقنبون!) في المطاعم واهمية ان يسكر شبابهم ويرقص حتى الصباح في الملاهي الليلية واهمية ان يذهبوا للكنيسة كل يوم احد، وكانت نتيجة كل ذلك تضاعف اعداد الاصابات 100 مرة!، كل هذا لان الوباء لا يشكل خطورة الا على كبار السن وهؤلاء (يطبهم مرض!، وصلت السفالة ان تنظم حفلات في الجامعات لنقل العدوى!

ولهذا وبعد ان شاهدت ما شاهدت على مدى 6 اشهر قررت انني لن اصوت لاي مرشح جمهوري بعد اليوم سواء في انتحابات الرئاسة او الكونغرس بمجلسيه او الحاكم او كونغرس الولاية او مجلس المقاطعة او مجلس المدينة او القضاة او اي منصب منتخب وعلى اي مستوى. وحتى لو ثبت ان المرشح نبي منزل من السماء فما دام جمهوريا سأصوت ضده.

الكورونا وصلت اليوم لترامب.

هذه عدالة الكورونا....

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.