هناك مواقف عراقية ربما تكون الفيصل الحاسم في هذا السباق الانتخابي المبكر، تتبلور في احتمالات ظهور أحزاب او تحالفات برلمانية جديدة، تكون الجناح السياسي الأكثر قدرة على التعبير عن إرادة محور المقاومة الاسلامية بعقلية مدنية تخلق تحالفات عابرة للمكونات طائفية كانت ام عرقية، وتعمل في الفراغ المرفوض دوليا لبقاء...

بلا جمهور اكتظت ملاعب الانتخابات العراقية باجتماعات الغرف المغلقة لإعادة تنظيم صفوف المرشحين الجدد والقدماء من خلال قناعة تولدت ما بعد لقاء المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني مع ممثلة الأمم المتحدة في العراق، ان ساعة الازفة قد بكرت دقاتها وان أرواح أحزاب مفاسد المحاصصة وسلاحها المنفلت والاجندات الإقليمية والدولية باتت امام حساب ربما يكون عسيرا امام صناديق اقتراع يراد لها ان تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة .

هناك اكثر من مدخل لهذا التحول الكبير في عراق الغد المنظور اقرب الى التغيير بدخول الدبابة الامريكية ومن ركب عليها او لحق بها لتكوين دولة الاشباح بعد 17 عاما على التغيير حسب وصف انتوني كروزدمان، كبير خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن وحين سالته في حوار نظمته( ديوانية المستقلة) وهي مجموعة نخبوية يديرها الصديق منقذ داغر، عن تلك الآثام التي خلفتها واشنطن في العراق خلال حقبة بول برايمر، قال كروزدمان مطلوب من العراقيين التغيير في صناديق الاقتراع، وتبدو الإجابة اقرب الى التطابق في البيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني الداعي الى هذا التغيير من خلال الانتخابات .

لذا يحاول "كهنة المعابد" الحزبية التقليدية العمل على الخروج من عباءة الجيل القديم والتعامل مع شرنقة تولد أسماء جدد لقيادة قوائم انتخابية تعمل خلف الزعامة التقليدية، الامر الذي وصفه باقر جبر الزبيدي رئيس حركة انجاز بان شباب حركته بحاجة الى " راية " يسيرون خلفها، وهكذا ستكون رايات الأحزاب القديمة في الانتخابات المقبلة امام جيل تسعيني، وربما حتى من مواليد عام 2000 وما بعده، وصولا الى اعمار 18 عاما العمر القانوني للمقترعين وفق قانون الانتخابات العراقي .. ذات الاعمار التي خرجت تهتف في ساحات التحرير العراقية.. نريد وطن!!

في المقابل، يبقى الوضع الإقليمي امام حافة حادة في قبول او رفض العراق الانضمام الى "صفقة القرن" بعنوان اخر هو " الشام الجديد" فالحديث عن متغيرات كبرى في الإدارة الامريكية لن يتجاوز حدود التغيير في الأساليب والحفاظ على الاستراتيجية المؤسساتية، فيما تمضي واشنطن، فاز الرئيس ترامب ام لا ،نحو تحقيق ما يعتبره اللوبي الإسرائيلي الأكثر نفوذا على المؤسسات الامريكية الرسمية بكونه الانتصار الحقيقي لإسرائيل بعد عقود من الرفض العربي، وهكذا هناك مواقف عراقية ربما تكون الفيصل الحاسم في هذا السباق الانتخابي المبكر، تتبلور في احتمالات ظهور أحزاب او تحالفات برلمانية جديدة، تكون الجناح السياسي الأكثر قدرة على التعبير عن إرادة محور المقاومة الاسلامية بعقلية مدنية تخلق تحالفات عابرة للمكونات طائفية كانت ام عرقية، وتعمل في الفراغ المرفوض دوليا لبقاء ستظهر هذه الجدلية في الانتخابات المقبلة، ربما في شعارتها الحزبية، وربما أيضا في النتائج المتوقعة منها لخلق برلمان مستجيب ومن ثم حكومة اكثر استجابة للاندماج في الامن الإقليمي بقيادة إسرائيل .

على طرف نقيض، السلاح بيد مجموعات تتهم بالموالاة لإيران، بل حتى تلك التي انضمت الى الحشد العشائري، وتعد ولادة مثل هذا المكون السياسي بالتحالف مع قوى كردية مهمة الى اطلاق السباق الانتخابي بقائمة تعتمد خطوط الطول لإعادة الاعتبار لهوية المواطنة العراقية، مضمون الفهم العام لما ذكر في بيان مكتب المرجع السيستاني، من يدري ربما نعم وربما لا ، وتبقى الحقيقة على اعتاب تعديل قانون الانتخابات بالصيغة النهائية ولله في خلقه شؤون.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق