مناقشة هذه السيناريوهات عراقيا تستثير‮ ‬غضبا وامتعاضا من مختلف الأطراف المسيطرة على مقاليد السلطة،‮ ‬ويقينا ان كلا منها تؤكد الحاجة الملحة للانتقال بالعراق الى مرحلة انتقالية وتجاوز حالة الفشل التي‮ ‬يعيشها، وعدم اتفاق الفواعل الثلاثة في‮ ‬العراق الجديد على سيناريو حل سلمي،‮ ‬سيجعل السيناريو الرابع هو الأقرب الى...

ما بعد‮ ‬تحديد رئيس الوزراء‮ ‬مصطفى الكاظمي‮ ‬موعدا للانتخابات المبكرة‮، ‬وترحيب‮ ‬رئيس الجمهورية بفكرة دعوة مجلس النواب لحل نفسه لابد من تحديد ما‮ ‬يعرف بالفواعل الأساسية في‮ ‬عراق اليوم متمثلة في‮ "‬المرجعية الدينية في‮ ‬النجف الاشرف‮ ‬– ايران‮ ‬– الولايات المتحدة‮ " ‬لكل منها ابوابه المتعددة لطرق مستقبل العراق الجديد في‮ ‬الخروج‮ ‬من صندوق الدولة الفاشلة وأي‮ ‬حديث عن تغيير لا توافق عليه الفواعل الثلاثة‮ ‬في‮ ‬رسم‮ مستقبل الخارطة العراقية‮، ‬يجافي‮ ‬الواقع‮.. ‬و لم تنف بعض المصادر دون شرح التفاصيل بان هناك وفدا اميركيا من‮ ‬كبار الباحثين‮ ‬في‮ ‬مراكز الدراسات الأميركية‮ ‬يتراسهم السفير الأميركي‮ ‬السابق في‮ ‬العراق وسورية جيمس جيفري‮ ‬مهمته انضاج الحلول العراقية على نار هادئة وتبقى جميع التصريحات العراقية مجرد ردود أفعال على رقعة شطرنج جديدة ترسم معالمها بدقة كبيرة،‮ ‬تؤكد هذه المصادر انها تطرح‮ ‬4‮ ‬سيناريوهات عن الانتخابات المقبلة‮، ‬تتمثل في‮:‬

السيناريو الأول‮: ‬الانتقال الى نموذج حكم فيدرالي‮ ‬بصلاحيات واسعة وتكون بغداد حكومة اتحادية باختلاف نوع الأحزاب ما بين النموذج الطائفي‮ " ‬شيعي‮ ‬– سني‮" ‬او القومي‮ " ‬العربي‮ -‬الكردي‮ "‬،‮ ‬على ان تبقى هذه الحكومة الاتحادية بصلاحيات تعنى بالأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجية وتترك بقية الأمور للفيدراليات التي‮ ‬يتوقع ان ما بين‮ ‬5‮-‬7‮ ‬فيدراليات،‮ ‬واحدة كردية،‮ ‬و2‮-‬3‮ ‬سنية،‮ ‬3‮-‬4‮ ‬شيعية،‮ ‬وهذا‮ ‬يحتاج الى متغيرات كبيرة في‮ ‬نتائج الانتخابات المقبلة تعزز هذا الاتجاه داخل مجلس النواب المقبل‮.‬

السيناريو الثاني‮: ‬تحول الدولة الى نموذج الحكم بالإدارة اللامركزية،‮ ‬وبذلك تلغي‮ ‬فيدرالية كردستان او تبقي‮ ‬عليها،‮ ‬ويعاد تشكيل الدولة على أساس قانون أحزاب جديد‮ ‬يكون قاعدته التمثيلية من‮ ‬5الاف مواطن‮ ‬يمثلون محافظات العراق بما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬10‮ ‬محافظات،‮ ‬واشتراط حكومة التكنوقراط لمن‮ ‬يحملون شهادات وخبرة وظيفية لا تقل عن‮ ‬25 عاما،‮ ‬واعلاء شان المواطنة في‮ ‬إعادة صياغة الدستور وفقا لنموذج رئاسي‮ ‬– برلماني،‮ ‬وهو النموذج الأكثر تفضيلا للمرجعية الدينية وقبول إيراني‮ ‬على مضض،‮ ‬وهو السيناريو الذي‮ ‬تسعى واشنطن الى‮ ‬تحقيقه‮ ‬بتحويل‮ ‬تيارات ساحات التحرير‮ ‬الى‮ ‬تحالفات برلمانية‮ ‬تفرض وجودها في‮ ‬البرلمان المقبل‮.‬

السيناريو الثالث‮: ‬الانتقال الى مواجهات ميدانية متجددة للقضاء على داعش وتشكيل حكومة‮ "‬منتصرين‮" ‬يكون الجماعات الولائية محورها الأساس،‮ ‬وهو النموذج المطلوب إيرانيا بقوة،‮ ‬والمرفوض من اغلبية الأطراف السنية والكردية‮ ‬بل وحتى من بعض الأطراف الشيعية‮.‬

السيناريو الرابع‮: ‬هناك نموذج امريكي‮ ‬يطرح سيناريو‮ "‬الحتمية‮ "‬بتشكيل مجلس عسكري‮ ‬من‮ ‬7‮-‬10‮ ‬شخصيات منها من هو موجود داخل العراق واخرون من خارجه،‮ ‬كمجلس سيادي‮ ‬يعاونه مجلس حكماء من‮ ‬50‮ ‬شخصية عراقية‮ ‬يدعمهم‮ ‬تحالف‮ ‬إسلامي‮ ‬بقيادة السعودية وموافقة‮ ‬من مجلس الامن الدولي،‮ ‬وظهور عسكري‮ ‬وامني‮ ‬امريكي‮ ‬واسع في‮ ‬العراق مجددا‮، ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬من انفتاح عراقي‮ ‬على السعودية‮ ‬يعد النموذج الأميركي‮ ‬لحل مجلس النواب‮ ‬وربما الحكومة والاتيان بما لم تأت به واشنطن عند‮ ‬غزوها العراق‮ ‬عام‮ ‬2003‮ ‬وتكوين قاعدة انتخابية شعبية في‮ ‬المحافظات ومنها تشكيل مجلس اتحادي‮ ‬يمثل رؤساء المجالس للمحافظات العراقية،‮ ‬في‮ ‬عامين انتقاليين،‮ ‬ليتم الانتقال الى‮ ‬نظام برلماني‮ - ‬رئاسي‮ ‬جديد بموافقة ورعاية من مجلس الامن الدولي‮ .‬

مناقشة هذه السيناريوهات عراقيا تستثير‮ ‬غضبا وامتعاضا من مختلف الأطراف المسيطرة على مقاليد السلطة،‮ ‬ويقينا ان كلا منها تؤكد الحاجة الملحة للانتقال بالعراق الى مرحلة انتقالية وتجاوز حالة الفشل التي‮ ‬يعيشها، وعدم اتفاق الفواعل الثلاثة في‮ ‬العراق الجديد على سيناريو حل سلمي،‮ ‬سيجعل السيناريو الرابع هو الأقرب الى التنفيذ وتشكيل‮ ‬حكومة‮ "‬حتمية دولية‮" ‬وسط توقعات عن تطور الحوار بين واشنطن وطهران الى حلول‮ ‬معقولة لكن ذلك لن‮ ‬يتحقق الا بعد تسونامي‮ ‬متجدد من دماء العراقيين على حافات التنافس الدولي‮ ‬في‮ ‬المنطقة لان واشنطن ومن بعدها الاتحاد الأوربي‮ ‬لا‮ ‬يرى في‮ ‬الانتهاء من الملف الإيراني‮ ‬النووي‮ ‬الا نصرا دوليا،‮ ‬ومشاركة موسكو في‮ ‬هذا الانتصار‮ ‬يمكن ان تحافظ على نزعة الشك عند الجانب الإيراني‮، ‬لكن هذه النزعة تحتاج الى ضمانات‮ ‬واقعية عند الجانب الكردي‮- ‬السني‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يثق بوعود الأحزاب الشيعية مجددا‮ .‬

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق