q
حتى شهر مضى كنت اعتقد ان انتشار الكورونا في العالم وحجم الوفيات كانت امور لا يمكن تجنبها، لكن تجارب الاسابيع الاخيرة في مدينتي وولايتي والولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم مثل البرازيل وروسيا الخ جعلتني اقتنع وانا من اشد الرافضين لنظريات المؤامرة بوجود تعمد حقيقي من الكثيرين لنشر هذه الجائحة...

حتى شهر مضى كنت اعتقد ان انتشار الكورونا في العالم وحجم الوفيات كانت امور لا يمكن تجنبها. لكن تجارب الاسابيع الاخيرة في مدينتي وولايتي والولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم (مثل البرازيل وروسيا ...الخ) جعلتني اقتنع – وانا من اشد الرافضين لنظريات المؤامرة – بوجود تعمد حقيقي من الكثيرين لنشر هذه الجائحة ولاسباب متعددة.

اهم هذه الاسباب هو العامل الاقتصادي. فنحن في عالم اليوم امام موجة يمين شعبوي تسلطي متلفع بالدين وهو اقرب الى الاوليغارشية. وهذا اليمين يحكم اغلب بلدان العالم اليوم. وهو يمين يكره الفقراء ويكره اعانتهم سواء كان ذلك لابقائهم على قيد الحياة من الجوع او من المرض، وليس هناك افضل من مثالي الولايات المتحدة والبرازيل لهذا اليمين.

فترامب مثلا ملياردير وكل مشاكل الفقراء لاتعني له اي شيء، وغالبية من يموت بالكورونا في امريكا هم الفقراء المضطرين للعمل والمغامرة بحياتهم وسط الجائحة او المتقاعدين الفقراء. وهؤلاء – باستثناء الجمهوريين البيض منهم – يصوتون عادة للديموقراطيين. وموتهم ليس سوى اخبار سارة له ولحزبه لانه يعني الخلاص من اصواتهم واعانتهم الاجتماعية والتأمين الصحي الحكومي المقدم لهم وكل ذلك من اموال الضرائب.

مشكلة هذا التصور الاحمق انه الان وبسبب دعوة هذا المهرج للامريكيين لفتح الاقتصاد المتعجل- حتى لا تؤثر البطالة على فرص اعادة انتخابه وحزبه - فان انتشار الكورونا ضرب عقر دار الجمهوريين في ولايات الجنوب والغرب الاوسط وهو ما سيؤدي خلال ايام الى عودة ارقام الوفيات الى الصعود والوصول الى الالاف يوميا. وهذه المرة فان الوفيات ستكون جمهورية لا ديموقراطية كما كان الامر مع نيويورك قبل اشهر قليلة.

وفي البرازيل كان رئيسهم المجرم يرد على اسئلة الصحفيين عندما يسأل عن اعداد الوفيات فيقول "وما ادراني انا؟ هل انا عامل مشرحة او مقبرة؟ّ". وهاهو الوباء يصيبه الان واتمنى من كل قلبي ان لايقتله بسرعة بل يعذبه الى اخر رمق في حياته.

وهناك سبب اخر مهم. فقد لاحظت ايضا وفي اماكن مختلفة حول العالم استهانة لا تصدق بين اوساط الشباب بالجائحة بل ان الامر وصل الى تعمد من البعض منهم بنشره – كما هو الحال عليه في حفلات الكورونا.

واظن ان بعض هؤلاء الشباب على الاقل يقومون بذلك من باب الخلاص من كبار السن واعالتهم والعناية بهم او التخلص ممن يشغل الكثير من المناصب في الشركات مما يسمح لبعضهم بالصعود الوظيفي كما لا استبعد ان بعضهم يفكر في قضية الارث الذي سيتعجل ان مات كبار السن، وهذا ايضا تفكير احمق لاننا نسمع اليوم اكثر واكثر بان الفايروس يصيب ويقتل بعض الشباب أيضا.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق