المستشفيات الحكومية اصبحت مكان للعدوى، من يدخلها يصبح في خطر مميت، نتيجة الاجراءات الخاطئة، وتخلف المنظومة الصحية الحكومية، والسبب سطوة الاحزاب عليها، والتلاعب بمخصصات الوزارة، والتربح من عقود الوزارة، حتى تحولت الوزارة الى الاسوء بين العالم، فها هي اذربيجان البلد الفقير تتبرع لنا باطنان من المساعدات الطبية...
منذ الامس والرعب ينتشر في الحي الذي اسكنه، بعد وفاة سادس شخص بفايروس الكورونا، كان الاغلبية في الاشهر الاولى للوباء يعتبرون الامر مجرد دعابة صهيونية مغرضة! لمنع الناس من العمل والعبادة، وبعضهم كان يصرح بعلو صوته: "انها مؤامرة اسرائيلية لمنعنا من الصلاة في الجوامع"، وكان البعض الاخر يفتخر بتحدي تعليمات السلامة، فيرفض لبس الكفوف والكمامات، لكن الان كل شيء تغير مع زحف الموت نحو بيوت الناس.
حكايات يومية كلها حزن وألم، والسبب مختلط ما بين سوء الحظ الذي جعلنا تحت حكم احزاب الفساد وما بين جهل اجتماعي واسع، مات صديقي ابو حنان لأنه كان عبداً لسياسي، حيث كان رمزه السياسي يسخر من ضجة العالم حول الفايروس المميت، فكان هو يتلقى كلمات الرمز السياسي كحقيقة مطلقة لا نقاش فيها، حذرته مما يفعل بنفسه وبعائلته، فكان يقول: "الاستكبار العالمي نجح في الضحك على العالم، لكننا نعيش ببركة فكر وعبقرية رمزنا السياسي، الذي فضح اكذوبة الطغاة".
لكن لاحقا فتك به فايروس الكورونا هو وعائلته، ومات وهو مندهش من كذب رمزه السياسي، الذي اوقعه فريسة للكورونا.
المستشفيات الحكومية اصبحت مكان للعدوى، من يدخلها يصبح في خطر مميت، نتيجة الاجراءات الخاطئة، وتخلف المنظومة الصحية الحكومية، والسبب سطوة الاحزاب عليها، والتلاعب بمخصصات الوزارة، والتربح من عقود الوزارة، حتى تحولت الوزارة الى الاسوء بين العالم، فها هي اذربيجان البلد الفقير تتبرع لنا باطنان من المساعدات الطبية، وقافلة المساعدات الطبية الصومالية قريبة على الابواب، احزاب العهر جعلت العراق من بلد نفطي غني الى بلد يستجدي المعونة حتى من افقر البلدان.
المجتمع لو ينصت لكلام المرجعية الصالحة لما غرق في بحر الوباء، السيد السيستاني (حفظه الله) قبل اشهر اصدر فتوى تطالب الجميع بالالتزام بالتعليمات الصحية، وتعتبر المصاب بالكورونا الذي يختلط مع الناس ولا يحجر نفسه غير معذور شرعا، ويتحمل الاضرار التي يقع فيها الاخرين، ويتحمل دية من يتوفى جراء نقله للمرض للأخرين.
مع الاسف الاغلبية غارقة في الجهل والعناد، وغير مدركة لحجم مسؤوليتها، فمن يتهاون يكون كالمنتحر، واذا تسبب بعدوى الاخرين فهو منتحر وقاتل فهل هناك اقبح من هذين الفعلين!؟
اليوم.. لا هم لأحزاب الفساد الا السطو على عقود علاج الكورونا والمتطلبات الصحية، وسخروا شركاتهم الدوائية لاستيراد دواء منتهي الصلاحية، ثم بيعه للشعب المسكين بسعر غال، فلا يهمهم حتى لو يبيعوا السم للشعب العراقي، وذلك فقط لانهم احزاب...
عندما يكون المجتمع غارق في الجهل والاساطير، وفئة منه عادت لعبادة الشخوص، واخرى لا تعرف الا العناد، وعندما تكون الطبقة السياسية واحزابها عاهرة وداعرة وغارقة بالفساد والحرام، فلا تنتظر ان نعبر هذه المحنة بسلام، الا برحمة من الله عز وجل.
اضف تعليق