عندما تغفل البشريَّة وتظلِم بعضها البعض الآخر يُعاقبها الله بأَفعالِها لتنتبهَ إِلى نفسِها. وهذهِ مِن سُنن الله في خلقهِ. وظاهرة الفايرُوس اليَوم في العالَم هي واحدةٌ من هذهِ المصاديق. تخيَّل أَنَّ أَميركا الدَّولة العُظمى تصبح اليَوم (Shut down) وعلى مُختلف الأَصعدة ومِن دونِ أَن يعرفُوا لماذا...

شرَّقنا وغرَّبنا فاحتملنا وناقشنا وتداولنا كلَّ النظريَّات المعقُولة وغَير المعقُولة بشأن (فايرُوس كورونا) ولكنَّنا لم نتطرَّق أَبداً إِلى نظريَّة (العدل الالهي)! (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ).

والمقصود بـ (العدل الالهي) كما وردَ في الآيات الكريمة (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

وغيرها الكثير من الآيات الكريمة.

فعندما تغفل البشريَّة وتظلِم بعضها البعض الآخر يُعاقبها الله بأَفعالِها لتنتبهَ إِلى نفسِها.

وهذهِ مِن سُنن الله في خلقهِ.

وظاهرة الفايرُوس اليَوم في العالَم هي واحدةٌ من هذهِ المصاديق.

تخيَّل؛ أَنَّ أَميركا الدَّولة العُظمى تصبح اليَوم؛ (Shut down) وعلى مُختلف الأَصعدة ومِن دونِ أَن يعرفُوا لماذا؟!.

وصدق الله العظيم الذي قال (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) وقولهُ (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ).

ومِن حِكم الله تعالى وأَدلَّة (العدل الالهي) في عقابهِ لعبادهِ قولهُ عزَّ وجلَّ (حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

أَمَّا ما يسوقهُ البعض مِن تفسيراتٍ فهي كلَّها أَسباب أَمَّا الجَوهر فهو (العدل الالهي).

فلقد شاءَ الله أَن يجعلَ لكلِّ شيءٍ سبباً (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا).

والتلوُّث مثلاً والتغيُّر المناخي أَحد أَسباب البلاء، فهُما مِمَّا كسبت أَي النَّاس (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وصدقَ الله الذي قال (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ) وقولهُ (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ) (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

فالسَّبب الأَصلي والجَوهري هو الظُّلم وخرُوج البشريَّة عن سُنن الكَون (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) وتجاوزها على فطرتهِ تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وصبغتهِ (صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ).

فعندما يُقنِّن نِصف العالَم ويُشرعن مُنكر قَوم لوط (ع) (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ) فهذا تحدٍّ كبير وعظيم وخطير للطَّبيعة التي خلقَ الله العِباد عليها.

أَرجو التوقُّف قليلاً عندَ هذهِ الآية الكريمة التي تقشعرُّ منها الأَبدان (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).

أُنظر كيفَ يهيِّئ الله تعالى الأَسباب ليأخذَ بها عبادهُ الذين ظلمُوا.

وهذا كذلكَ مِن (العدل الالهي).

وبرأيي فإِنَّ (الغفلة) هي التي تحُولُ بينَ النَّاس ومعرفة هذهِ الحقيقة.

ولذلكَ فمَن لا ينتبهَ لها فهُو في غفلةٍ، ومَن أَراد أَن يعرف الحقيقة فعليهِ أَن يستفيقَ من غفوتهِ وغفلتهِ فينتبهَ ويعودَ إِلى الله أَوَّلاً.

وإِلَّا فستظلُ المسافةُ بينهُ وبين الحقيقةِ واسعةً جدّاً، وصدق الله العظيم الذي قالَ في مُحكمِ كتابهِ الكريم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ).

‏ nahaidar@hotmail.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق