مطلوب أن تظهر مواقف حقيقية لإدارة دولة بمعايير ثقة بالنفس وعلاقة عقد اجتماعي مع المواطن، وهذه ليست مسؤولية خطاب اعلامي يروج له على مواقع التواصل الاجتماعي كما يجد بعض حديثي العهد في إدارة شؤون الحكم، بل نموذجا للحكم الرشيد ومعايير السياسات العامة الحاكمة للدولة...
لم تكن هذه الجريمة غير مسبوقة في همجية الفعل الجمعي عند بعض العراقيين، ولا أريد استحضار الماضي بنماذجه البشعة، لكن ما يلفت الانتباه فرط هذا التمتع بالبشاعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسارع انتشار صورة المغدور معلقا على عمود الاشارة الضوئية!.
السؤال: من المسؤول عن موته؟، واين النظام العام؟ وسلطة الاجهزة الامنية؟، وما بين هذا وذاك عقم بيانات الحكومة عن الاتيان بحق قانوني لهذا المغدور وعائلته، أليس مواطنا عراقيا، مطلوب من الدولة حمايته؟؟
كل ما صدر من بيانات لم يتعدى نموذج التوظيف الفجر بل والاحمق في الخطاب الاعلامي المطلوب، حينما توظف بشاعة الصورة لشيطنة التظاهرات، أي سقوط أخلاقي هذا في الخطاب الاعلامي!.
كل ما تقدم يؤكد بما لا يقبل الشك ان ما يجري في المشهد السياسي لساحة التظاهرات إنما نموذجا للصراع السياسي على مفاسد المحاصصة وجمهورها في الحكومة العميقة، وان هذا الصراع يهدد بالدم والدم المقابل انهيار منظومة قيمية مجتمعية، لن اردن فجوتها حتى قيمة واعراف اسلامية عشائرية كانت ام دينية، وهذا أصل الحرب على العراق، وكان القوم اليوم يقومون بايديهم ما عجز عنه الاحتلال الأمريكي أو الارهاب الداعشي لذلك قفزت إلى صدارة المقارنة في مواقع التواصل الاجتماعي صورة الشهير المغدور بطريقة مشابه من مجرمي داعش.
هل ننتظر الأسوأ؟؟
نعم ربما الأكثر سوءا فقط لكي تتواصل مفاسد المحاصصة بعنوان الحفاظ على محور المقاومة، وشتان بين كلا الحالين، بل يتطلب من قادة محور المقاومة، الافصاح عن مواقف تؤكد خصوصية هذا المحور في الوقف مع جمهورها الذي خرج متظاهرا ضد الحرمان وغلق نوافذ المؤامرة الخارجية وغيرها من العناوين الفضفاضة، متى لم تكن هناك مواقف معلنة ومعروفة من المحور المضاد للمقاومة الإسلامية لكي تقع في هذا الخطأ الأسوأ ما بين فضيحة الحرمان لجمهورها أولا ومن ثم ازدواجية المواقف المضحكة بأن هذا الجمهور المنتفض يستخدم تكتيكيا لاهداف استراتيجية لصالح العدو الصهيوني!.
كيف تسمح قيادات الاحزاب واجنداتها المتصدية للجهاد وفق ايدولوجية معروفة خروج جمهورها متظاهرا لكي تتهمه المشاركة كمندس في هذه التظاهرات التي لم تجيد اي من أجهزة الدولة أو تنظيمات الاحزاب التعامل معها الا بحساب الربح والخسارة... فهل ادارة بناء دولة تواجه تحديات اقليمية ودولية تنتهي إلى هذا النموذج من الفضيحة؟!
مطلوب أن تظهر مواقف حقيقية لإدارة دولة بمعايير ثقة بالنفس وعلاقة عقد اجتماعي مع المواطن، وهذه ليست مسؤولية خطاب اعلامي يروج له على مواقع التواصل الاجتماعي كما يجد بعض حديثي العهد في إدارة شؤون الحكم، بل نموذجا للحكم الرشيد ومعايير السياسات العامة الحاكمة للدولة، بعدها يقوم الخطاب الاعلامي المطلوب بتوضيح هذه القرارات والمواقف الحكومية وليس العكس كما هو الموقف الآن.
بالتأكيد هناك في عراق اليوم رجالا خبروا عزائم الأمور، وكانت لهم في سوح الوغى صولات تتواصل في الحرب على الارهاب الداعشي، واهل المواقف المتجددة فقط بإمكانهم الاتفاق على كلمة سواء، تخرج الوطن هي عنق زجاجة انغلاق العملية السياسية برمتها، نعم ربما على حساب اجندات ومصالح حزبية، لكن يبقى العراق الحزب الأكبر لكل العراقيين ولله في خلقه شؤون.
اضف تعليق