q

في عالم السياسة حيث تنتهي اسطورة الأديان وتتلاشى عوالم الأخلاق يسود الجهل وتغيب الحكمة. فهل أن امريكا رغم ماتملكه من قوة مادية جاهلة محسوبة على عالم الجهل! أو يمكن أن يقال عنها أنها لاتفهم! وقد نتبسط في الأمر فنقول أنها لاتفهم في السياسة التي تستند الى الحكمة لكنها مخترعة ومبدعة في سياسة الحيل واللعب على الحبال كما يفعل لاعبوا السيرك.. وهل أن امريكا تحتاج الى عقل جديد وقيادة جديدة تستطيع أن تلعب بنظافة فتدير الأمور كما ينبغي ولتصبح راعية حقاً في برنامج السلام.. فكما يبدو أن النكهة الأمريكية مُرَّة غير مستساغة في السياسة الدولية فهي تقيم علاقات مع الأشخاص والحكام الذين لم يأتوا عن طريق الديمقراطية والإنتخابات في الوقت الذي تهمل فيه علاقاتها الإنسانية مع الشعوب.. ونحن بدورنا نتسائل هل أن أمريكا بلا دين؟ وهل أن سياستها تخضع للمزاج؟ خصوصاً في إدارة ملف الحرب والسلام.

ألم يحن الوقت لأمريكا أن تتخذ مواقف مبدئية تجاه الشيعة في المنطقة العربية ؟ ألا تجيد قراءة المسرح السياسي؟ هذه جملة من التساؤلات في تشخيص سياستها وسياسة رئيسها الذي لم يستقر على سياسة محددة تجاه حلفاءه في العراق وغير العراق ممن جاء بطريق الديمقراطية والإنتخابات خصوصاً في إدارة الملف الأمني والتسليح.

إن من المستغرب أن تنتهج الولايات المتحدة إسلوباً لايبدو منطقياً على الأرجح في قبول الأفراد والجماعات والحكومات التي جاءت بطرق العصيان وإستلاب السلطة ولم تأتي عن طريق الديمقراطية كما هو الحال في أغلب دول الخليج والبلدان العربية في الوقت الذي تدعو فيه الى الديمقراطية وحقوق الإنسان!..

فلماذا تتبنى الولايات المتحدة أشخاصاً وأنظمة جاهلة مستبدة في الوقت الذي تتجاهل الحكومات التي جاءت عن طريق الإنتخابات وهي تسمع وترى مايحيق بالشعوب من القتل والدمار الذي يطال الأبرياء.. فهل تخلت أمريكا عن إرادة الرب ومنهج عيسى عليه السلام.. أم ارتضت لنفسها الضحك على الشعوب في تحقيق رغباتها.. فالشعوب اليوم بين مصدق ومكذب لنوايا الولايات المتحدة التي تضن أنها تفعل خيراً إلا أنها بسلوكها الإستعراضي قد ضيعت الطريق الذي كان عليها أن تسلكه في مصادقة الشعوب وتحقيق القيم العليا التي تسالم عليها العقلاء واتفقت عليها المنظمات الإنسانية.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق