المشكلات الكثيرة التي يعاني منها العراق، دولة وشعبا، والتي تظاهر بسببها بعض الشباب، ما هي الا مظاهر فوقية خارجية لمشكلة واحدة اعمق واوسع، هي التخلف الحضاري العام. والتخلف هو خلل حاد في المركب_الحضاري للمجتمع، والحل النهائي لهذه المشكلات الخارجية لا يتم الا بمعالجة الخلل الحضاري...
المشكلات الكثيرة التي يعاني منها العراق، دولة وشعبا، والتي تظاهر بسببها بعض الشباب، ما هي الا مظاهر فوقية خارجية لمشكلة واحدة اعمق واوسع، هي التخلف الحضاري العام. والتخلف هو خلل حاد في #المركب_الحضاري للمجتمع. والحل النهائي لهذه المشكلات الخارجية لا يتم الا بمعالجة الخلل الحضاري، اي التخلف، نفسه. وهذه المعالجة يمكن ان تتم من خلال مشروع شامل للتنمية الحضارية المتعددة الاشكال والمجالات والمستويات، تطرحه حكومة يرأسها شخص ذو فكر حضاري تنموي اقتصادي متقدم، كما حصل في دول اخرى عانت من مثل ما نعانيه الان مثل الصين وسنغافورة وماليزيا ورواندا وغيرها. وكان من المتوقع ان يقوم عادل عبد المهدي بمثل هذا الدور، او بما هو قريب منه. فالرجل متخصص بالاقتصاد، وصاحب كتابات كثيرة في هذا المجال، وكان من الممكن ان يستثمر فرصة وجوده في اكبر موقع تنفيذي في الدولة، ليقدم مشروعا للتنمية الحضارية المستدامة الشاملة في العراق، يقوم على اساس الابداع، والتكامل، وحسن استثمار الموارد المتاحة، والادارة الرشيدة، والانفتاح الحضاري، والاستفادة من الخبرات العالمية.
وكان يمكن لعادل عبد المهدي ان يبني مشروعه الحضاري على ثلاثة مستويات هي: المستوى القريب، لتحقيق الحاجات العاجلة للمواطنين وهي المحفز المباشر للاحتجاجات الشعبية، والمستوى المتوسط، والمستوى البعيد. وكان بامكانه ان يضع جدولا زمنيا يمتد ١٢ سنة، بالتوافق مع دورة دراسية كاملة، على ان يقوم غيره بمواصلة تنفيذ المشروع، باعتبار ان عمره قد لا يسمح له بالبقاء في منصبه ١٢ سنة.
والسبب في ربط مشروع التنمية المستدامة بالدورة المدرسية هو العلاقة العضوية بين المعرفة والعلم من جهة، والتنمية الحضارية المستدامة من جهة ثانية. فنحن لا نستطيع التحدث عن "تنمية" دون الاخذ بنظر الاعتبار الدور الاساسي الذي يلعبه العلم والمعرفة في هذا المجال. فالتنمية لا تتحقق مع الجهل، والخرافات، والعادات والتقاليد المنافية للعلم والحداثة. ولهذا يجب ان تصمم المناهج الدراسية بشكل متطابق ومتكامل تماما مع مشروع التنمية وشروطها ومتطلباتها.
العراق غني بنفطه. والنفط نقمة ونعمة. نقمة النفط تتجلى دائما في الدولة الريعية، لكنه يكون نعمة اذا استخدم لتمويل المشروع التنموي. بامكان العراق الدخول بشراكة واسعة مع الصين مثلا على قاعدة "النفط مقابل التنمية"، واحسب ان الصين ترحب بمثل هذه المقايضة.
من البديهي ان اقول ان التنمية تتنافى مع الفساد والمحاصصة باعتبارها اعلى اشكال الفساد، فضلا عن الجهل الذي ذكرته انفا. ولهذا كان يتعين على عادل عبد المهدي، او اي شخص يقود مشروعا للتنمية من موقعه، ان يشن حربا مدروسة وجادة ضد الجهل والفساد والمحاصصة. ويمكنه ان يفعل ذلك متسلحا بدعم الجمهور الواعي، والمرجعية الرشيدة التي بح صوتها وهي تطالب بمكافحة الفساد، ويمكنها ان تقوم بدور كبير في محاربة الجهل والتصدي للمحاصصة ايضا.
ومن البديهي ان اقول ان المشروع سوف يواجه ممانعة شديدة ومقاومة قوية من الجهلة، والمتخلفين، والفاسدين، والمنتفعين بالتخلف الحضاري ومظاهره الخارجية. وهنا يتعين على عادل عبد المهدي، او اي شخص في محله، ان يكون جريئا، شجاعا، مقداما، حازما، قادرا على اتخاذ القرارات الصعبة في اللحظات الحرجة، غير هياب او متردد، وهو يقود مشروع التنمية ويواجه الرافضين له، ومن بين هؤلاء، كما متوقع، امراء حرب وسياسة وفساد ومصالح اقتصادية. وعليه ان لا يخشى هؤلاء إنْ هو اراد المضي قدما بمشروعه النهضوي التنموي.
وبما ان انتخابات المحافظات على الابواب، فانه بالامكان اطلاق المشروع التنموي باجراء الانتخابات على طريقة #الانتخاب_الفردي، لتفكيك احدى اهم اليات المحاصصة واعني مجلس النواب المشكل بطريقة الانتخاب بالقائمة.
اضف تعليق